النأي بالمملكة عن الفتن والاحتقانات الطائفية

  • 6/19/2015
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

الكلمة الضافية التي وجهها قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- لأبناء شعبه الأوفياء بمناسبة حلول شهر رمضان العظيم ترسم خطا واضحا حول أهمية تمسك المملكة بروح التراحم والتسامح ومنهجية الخير والصلاح والبناء وانتهاج مسالك الوسطية والحوار والألفة كما جاء في تعليمات ومبادئ العقيدة الاسلامية السمحة. هذا النهج القويم من شأنه النأي بالمملكة عن صنوف الفتن والشرور والاحتقانات الطائفية التي حاولت تأجيجها ثلة من الارهابيين الذين مارسوا ألوانا من العنف والارهاب ضمن عملياتهم الشريرة، كان آخرها محاولة تفجير مسجد الامام الحسين بحي العنود بالدمام، وتلك عمليات شيطانية ينبذها الدين الاسلامي الحنيف ويحث على تجنبها ومحاربة القائمين على تنفيذها. والعقيدة الاسلامية السمحة بمبادئها الربانية الخالدة تمثل أفضل الطرق وأمثلها نحو اشاعة الخير والتكافل والتراحم بين المسلمين ونبذ صنوف الشرور التي يقف الارهاب على رأسها، فالنهج الاسلامي يرسم طريقا منيرا لكل المجتمعات البشرية، من سماته البارزة الالتزام بالوسطية والحوار واشاعة عوامل الألفة والمحبة والاخاء بين البشر؛ سعيا وراء تحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه لتلك المجتمعات من أمن واستقرار ورخاء. وقد سعت القيادات الرشيدة بالمملكة بدءا من مؤسسها وباني نهضتها الحديثة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ومرورا بأشباله الميامين وحتى العهد الحاضر الزاهر إلى تطبيق مبادئ العقيدة الاسلامية السمحة في كل أمر وشأن؛ التزاما بالقيم والأهداف السامية الكبرى التي جاءت في كل تضاعيفها لنشر الأمن والطمأنينة والاستقرار في كل ربوع المملكة، فتحققت العدالة والمساواة وتجذير عوامل الوحدة الوطنية في نفوس أبناء المملكة. واستنادا الى هذا السعي الحثيث والدؤوب فإن المملكة التزمت بخدمة الحرمين الشريفين وخدمة زوارهما تحقيقا لواجبها الكبير ومسؤولياتها الجسيمة في اعلاء شأن العقيدة الاسلامية وخدمة مصالح المسلمين في كل مكان بفعالية ظاهرة واستمرارية واضحة، والعمل على نشر عوامل الاعتدال والوسطية كما جاءت بها مبادئ العقيدة الاسلامية السمحة، والعمل على نصرة المظلومين واغاثة الملهوفين في كل بقاع الأرض. وما زالت المملكة مستمرة على نهجها الواضح منذ تأسيس كيانها الشامخ بالنأي بالبلاد عن الفتن والقلاقل والاحتقانات الطائفية ومكافحة كافة التصنيفات المذهبية والطائفية؛ لأنها تشكل خطرا محدقا باللحمة الوطنية القوية السارية داخل المجتمع السعودي، وثقة القيادة الرشيدة بالمواطن لا حدود لها ولا سدود ولا تساهل مع أي مقصر يحاول النيل من الثوابت الدينية والوطنية المنتهجة. وستظل المملكة بفضل الله ثم بفضل قيادتها الرشيدة بعيدة عن مواطن الشرور والفتن والطائفية طالما تمسكت بمبادئ الشريعة الاسلامية السمحة التي اتخذت منها منهجا قويما لتطبيقه في كل شؤونها وأمورها منذ عهد التأسيس وحتى اليوم انطلاقا من ايمان قياداتها الرشيدة بأن التمسك بتلك المبادئ والتشريعات سوف يقيها الانزلاق في مهاوي الفتن وبؤر الارهاب. إن رفض المملكة لكل أشكال التصنيفات المذهبية والطائفية حماها بفضل الله من عبث العابثين والحاقدين والارهابيين، وبهذا الرفض فإن قيادتها الرشيدة ماضية في الضرب بيد من حديد على كل من يحاول المساس بأمن المملكة واستقرارها ورخاء مواطنيها تحقيقا لمسارات مبادئ العقيدة الاسلامية السمحة التي تنبذ الارهاب لخطورته الكبرى على الوحدة الوطنية التي يتمسك بها أبناء المملكة ويعضون عليها بالنواجذ. والنأي بالبلاد عن الفتن والاحتقانات الطائفية مهد للقيادات الرشيدة بالمملكة منذ عهد التأسيس وحتى العهد الحاضر السبل الكفيلة بإشاعة الأمن والاستقرار في ديار مطمئنة، اختارها المولى جلت قدرته لتكون محطا لبيته العتيق ومسجد خاتم أنبيائه ورسله عليه أفضل الصلوات والتسليمات، وستبقى الديار السعودية آمنة ومستقرة من خلال تمسكها بتعليمات العقيدة الاسلامية ومبادئها السامية الساعية لنشر الخير بين البشر ونبذ الكراهية والعنف والارهاب بين صفوفهم.

مشاركة :