تناول عدد كبير من الصائمين أول وجبة إفطار خلال شهر رمضان بالمسجد النبوي، البارحة، في أجواء روحانية وسط ابتهالات بالدعوات بالقبول لصالح الأعمال. وعاشت «عكاظ» الأجواء الروحانية مع زوار المسجد النبوي الشريف، وهم يتناولون الوجبات التي وضعت على موائد أهل الخير بساحات المسجد النبوي من بعد صلاة العصر حتى قبيل أذان المغرب، محتوية على أنواع من التمور والعصيرات والماء واللبن والزبادي والفواكه والمأكولات والأطعمة المختلفة، ما أثار إعجاب الزوار والمعتمرين خصوصا القادمين من خارج المملكة، فالجميع كبارا وصغارا يجهزون الموائد الرمضانية للصائمين ويشتد التنافس في خدمة الصائمين طالبين الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى. وداخل المسجد النبوي اختلف الوضع بأن سمح بالتمر والماء والشريك والدقة فقط أما الإفطار في الساحات الخارجية للمسجد النبوي فما لذ وطاب من اللحم والدجاج والأرز والفواكه المختلفة والعصيرات المتنوعة، حيث تبلغ تكلفة المائدة أحيانا مابين 1000 إلى 3000 ريال، ما جسد أروع صور التلاحم والانتماء إلى هذا الدين العظيم والكل يتشارك الإفطار في هذا الشهر الفضيل دون فرق بين هذا وذاك. من جهته، أوضح مدير العلاقات العامة في المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالواحد حطاب، أن أهل المدينة المنورة والمقيمين فيها وغيرهم من فاعلي الخير يحرصون على تفطير الصائمين في شهر رمضان المبارك، مبينا أن الإدارة تتولى تنظيم الإفطار داخل المسجد النبوي وفي ساحاته بطريقة مرتبة ومنظمة. وأكد أنه يسمح بدخول التمر والقهوة واللبن الزبادي والخبز داخل المسجد النبوي، أما الوجبات تكون في الساحات بترتيب خاص وتم تحديد مواقع لها في الساحات الشمالية والشرقية والغربية روعي فيها الابتعاد عن الرخام الأبيض بمسافة كافية وسعة الممرات بينها لمرور المشاة وعربات الخدمات وفصل مواقع الرجال عن النساء، مبينا أن عدد الوجبات التي تقدم يومياً يصل إلى أكثر من مائة ألف وجبة تقريباً. ولفت إلى أن هناك اشتراطات يلتزم بها أصحاب السفر، من بينها: إحضار فرش مناسب يتسع للمائدة ولمن يجلس حولها وتكون السفر من النوع السميك القوي الذي يُضمن عدم تمزقه عند رفعه من الأرض، عدم إحضار أي نوع من السوائل أياً كانت ما عدا اللبن والماء والعصيرات المعبأة آلياً، أن يكون محل إعداد الوجبات مرخصا له من أمانة المدينة المنورة، عدم إحضار الوجبات إلى الموقع قبل أكثر من ساعة ونصف من أذان المغرب، وعدم تقديم الوجبات على السفر قبل أكثر من نصف ساعة من أذان المغرب، وتقديم الوجبات في أطباق مناسبة تتوفر فيها كافة الشروط الصحيحة. من جهته، ذكر المؤرخ الصحفي أحمد أمين مرشد، أن أهالي المدينة المنورة توارثوا مواقع وجود السفر الرمضانية، مبينا أن هناك مواقع يمتد تاريخها لأكثر من 100 عام، ما يؤكد حرص الأهالي على الترحيب بزوار طيبة خلال الشهر الكريم بساحات المسجد النبوي وحوله.
مشاركة :