جلالة الملك المفدى القائد والأب والمعلم والقدوة الحسنة

  • 4/16/2020
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مما يسجله التاريخ المعاصر لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، اهتمامه المميز بالطلبة والطالبات وحرصه على متابعة أوضاعهم الدراسية ونشاطاتهم العلمية والثقافية والرياضية والوطنية. لذا، نجد جلالته، على الرغم من انشغالاته المتعددة، فإنه يحرص سنويا على الحضور بنفسه لمشاركة أبنائه طلاب وطالبات البحرين في مهرجانهم السنوي «البحرين أولا» الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم باستاد البحرين الوطني، تقديرًا من لدن جلالته للدور المستقبلي المأمول للطلاب والطالبات في بناء المستقبل الزاهر لمملكتنا الحبيبة، وترسيخا لقيم المواطنة والانتماء الى الهوية البحرينية الجامعة، التي يحمل الطلاب والطالبات شعلتها الوضاءة عبر أكثر من قرن من الزمان، هو عمر التعليم النظامي في البلاد. وحينما برزت جائحة كورونا على الصعيد العالمي، كان من أولى توجيهات جلالة الملك المفدى الاحترازية بشأن متطلبات التعامل مع هذه الجائحة إيقاف التعليم حفاظا على صحة ابنائه وبناته طلاب وطالبات البحرين، وحتى لا تتأثر مسيرتهم العلمية، كان توفير مستلزمات التعليم عن بعد مثار اهتمام جلالته. وعلى ذات النهج جاءت الكلمة السامية لجلالة الملك المفدى التي خص بها طلاب وطالبات البحرين، عبر اتصال مرئي ببرنامج «مجتمع واعي» الذي يبث عبر تلفزيون البحرين، لتؤكد حرص ومتابعة الملك الوالد لأبنائه النجباء، فبعد ان بارك جلالته الجهود الطيبة للقائمين على برنامج مجتمع واعي، الذي يتميز بطرحه وتناوله للمواضيع الحيوية التي تهم الجميع في مواجهة جائحة كورونا، وأفصح جلالته عن شكره وامتنانه العميق وتقديره بصفته ربان سفينة الوطن ورب أسرته الواحدة، لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين، على متابعته الحثيثة وإدارته المميزة «لفريق البحرين» في التعامل مع متطلبات الظرف الراهن، ذلك «باستباقه العديد من الإجراءات العلاجية والاحترازية ذات الكفاءة العالية، والاستمرار في التعامل المسؤول مع مخاطر الوباء للقضاء عليه، بعون من الله»، أكد جلالة الملك تقديره الكبير لفريق البحرين الطبي «على جهوده التي تصل الليل بالنهار، وبنتائج ترتقي إلى مستوى الحدث». كما سجل جلالته تقديره العالي للحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، أطال الله في عمره، بقول جلالته: «ولا يسعنا هنا، إلا أن نسجل التقدير لحكومتنا الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، والتي تبذل الغالي والنفيس لخدمة الوطن العزيز».ثم توجه جلالة الملك المفدى برسالته إلى أبنائه الطلبة والطالبات ليس بصفته ملك البلاد فحسب، بل بصفته الأب المحب لأبنائه وبناته، ويتجلى ذلك في قول جلالته: «إنها لفرصة طيبة أن أتواصل معكم من موقعي كولي أمر وأب محب عبر هذا الاتصال المرئي الذي أتاحه لنا هذا البرنامج، للاطمئنان على سير تعليمكم وتحصيلكم العلمي». فهنيئا لطلاب وطالبات البحرين محبة الملك الوالد لهم، الذي لم يكتف بما يصله من تقارير من وزير التربية والتعليم والإدارات المسؤولة عن العملية التربوية، وإنما يتابع بنفسه، ويحرص ان يوصل رسالته وتوجيهاته وتطميناته اليهم مباشرة من دون وسيط، مخترقا الاعراف البروتوكولية والأكاديمية، فلا حواجز ولا موانع تنظيمية، مهما كانت مهمة وضرورية  بين الملك الوالد وشعبه المعطاء، وهذا ليس جديدا على جلالة الملك، ولا على الأسرة الخليفية الكريمة، فقلوبهم قبل أبوابهم مفتوحة للشعب كبارا وصغارا. ويواصل جلالته حديثه الى أبنائه بالقول: «لقد كنتم، أيها الأبناء، في مقدمة أولوياتنا لحمايتكم والمحافظة على سلامتكم منذ اللحظات الأولى لاحتواء هذه الجائحة، واتخاذ كل ما يلزم لاستكمال عامكم الدراسي بسلاسة وأمان ونجاح، ولمواصلة القيام بواجبكم بجد واجتهاد». ولم يخف جلالة الملك ثقته بإمكانات وقدرات أبنائه الطلاب والطالبات على مواجهة التحديات والصعاب الناجمة عن حداثة وفجائية التدابير التي فرضتها ظروف مواجهة جائحة كورونا وآثارها على العملية التعليمية، فهم أبناء أولئك الأجداد والآباء الذين واجهوا اشد الأزمات، لذا فإنهم على خطى آبائهم سائرون، ولن يثنيهم عن النجاح آي صعوبات، وفي ذلك قال جلالته: «وإني على يقين أنكم ستحققون النتائج المرجوة كما العهد بكم». وحيث إن جلالته يتحدث مع أبنائه فلا بد أن يحفزهم للسعي نحو المجد، وان يقتدوا بالمميزين الذين يضعون بصمات في مسيرة بناء الوطن وقيادة سفينته نحو شاطئ الأمان، وذلك بقول جلالته: «تذكروا أيها الأعزاء، أن أعضاء «فريق البحرين»، كانوا في مثل مواقعكم الدراسية، وسيأتي ذلك اليوم، بتوفيق من الله ونتيجة لاجتهادكم، لتواصلوا مسيرتهم في خدمة الوطن وعلو شأنه في مختلف الميادين». وعلى ذات النهج التربوي يوضح جلالة الملك المفدى لأبنائه الطلاب والطالبات واحدا من أهم المبادئ الوطنية والأخلاقية التي تعتمدها الشعوب الحية، ومنها شعب البحرين بالقول: «في مثل هذه الظروف، يتحتم علينا أن نلتزم بنهجنا الوطني القويم في حماية وتقديم المصلحة العليا للوطن» حيث تذوب كل المصالح الخاصة والفئوية ويتلاحم الجميع حينما يتعرض الوطن لمخاطر تهدد شعبه وكيانه وأمنه المجتمعي، وبما أن جائحة كورونا تهدد الأمن الصحي والمجتمعي والاقتصادي للبلاد، فقد سارع شعب البحرين الوفي المخلص لوطنه، الوفي لقيادته، كل في موقعه للتصدي لتداعيات الجائحة، وهذا عهد جلالة الملك المفدى بشعبه. ولم يفت جلالة الملك المفدى في ختام حديثه إلى أبنائه الطلاب والطالبات، أن يتوجه إلى كل شعب البحرين بالتهنئة بقرب قدوم شهر رمضان المبارك بقول جلالته: «ولا يفوتنا في ختام حديثنا هذا، أن نتوجه للجميع بتهانينا الخالصة بقرب حلول شهر رمضان المبارك الذي نتحرى في قدومه بشائر الخير والفرح، وإن كانت ظروفه مختلفة هذا العام، ونسأل الله أن يبلغنا وإياكم فضله وبركاته، وأن يعوده علينا وعلى الأمة الإسلامية والجميع بأفضل حال، إنه سميع مجيب الدعاء». حفظك الله سيدي جلالة الملك المفدى أنت القائد الملهم، والأب الذي يسع صدره للجميع، والقدوة الحسنة التي يتطلع إليها كل ذي بصيرة، والمعلم الذي يختصر دروس التاريخ ومتطلبات الحاضر ويستشرف أحوال المستقبل، إليك نتطلع، وبك بعد الله نعتصم، نسأل الله ان يحفظ البلاد وشعبها الطيب، خليفية خليجية عربية مسلمة. ‭{‬ أكاديمي وخبير اقتصادي

مشاركة :