توقع سفراء وخبراء أن تقود الزيارة التي يقوم بها سمو ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان لروسيا، إلى تحقيق اختراق نوعى على صعيد ملفات إيران وسوريا واليمن لعلاقة روسيا الجديدة بمختلف الأطراف فيها. من جانبه قال السفير هاني خلاف، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن المملكة تعمل على تنويع اتصالاتها بدول الجوار وكذلك في المحافل الدولية، وذلك انطلاقاً من سياسة بدأها خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، منذ توليه المسؤولية تهدف إلى جعل المملكة محور ارتكاز العلاقات في منطقة الشرق الأوسط ومحركًا رئيسًا للأحداث. وأضاف أن ولي ولي العهد، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ناقشا بالتأكيد ملفات سوريا واليمن والعراق، وسبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين. وأكد د.طارق فهمي، استاذ العلاقات الدولية، أن المملكة تعمل على تنويع مصادر سلاحها، وذلك في إطار سعيها لامتلاك المنظومة الصاروخية «إس 300» و»إس 400» الخاصة بالدفاعات الصاروخية، في ظل ما تواجهه من مخاطر على حدودها مع اليمن من جانب مليشيات الحوثيين المسلحة. واتفق معهما د.سعيد اللاوندي، الخبير الإستراتيجي بمركز الأهرام للدراسات، مشدداً على أن سياسة خادم الحرمين الشريفين تدفع بالقوة الدبلوماسية والإستراتيجية للمملكة نحو الأمام في فترة زمنية قصيرة، من خلال لعب دور أساسي ومحوري في الأحداث التي يشهدها إقليم الشرق الأوسط. وشدد اللاوندي على أن المملكة أصبح لها ثقل عسكري أيضاً وظهر هذا جلياً من خلال النجاح الملحوظ في قيادتها للتحالف العربي في «عاصفة الحزم»، وتوجت ذلك بالنجاح الدبلوماسي في دفع المجتمع الدولي لإصدار قرار «2216» والذي يعنى تنفيذه إنهاء الأزمة اليمنية بشكل نهائي. ولفت إلى أن دور المملكة لا يقتصر على جيرانها فقط بل على مستوى الإقليم ككل بدءاً من دورها الفاعل في الملف المصري ومشاركتها الملحوظة حيث كانت في مقدمة الحضور بمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي الدولي لإنقاذ الاقتصاد المصري، وكذلك سعيها لإنهاء ملف المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس، إضافة إلى فعاليتها في إيجاد حل للأزمة السورية واحتضانها للمعارضة السورية. من جهته قال الدكتور محمد مجاهد الزيات المستشار الأكاديمي للمركز الإقليمى للدراسات لـ»المدينة « إن زيارة الأمير محمد بن سلمان لروسيا لها أبعاد مختلفة لعلاقة روسيا المباشرة بالكثير من الأطراف المعنية بقضايا المنطقة الساخنة وخاصة في إيران وسوريا واليمن، متوقعًا حدوث بعض الاختراق في هذه الملفات الحيوية بالنسبة للسعودية على وجه الخصوص. وأشار إلى أن المصالح الروسية المشتركة مع المملكة بشكل خاص والمنطقة بوجه عام تتركز على 3 محاور إستيراتيجية هى قطاع الطاقة الذي يمثل جوهر الشراكة مع دول المنطقة، والثانى مبيعات السلاح التي تمثل مصدرًا للدخل القومي الروسي بوصفها ثاني أكبر مصدر للسلاح في العالم، والثالث قطاع تكنولوجيا الفضاء، لافتًا إلى تعاون بناء بين روسيا والسعوديه فى مجال إطلاق الأقمار الصناعي. وأضاف أن روسيا لديها ملامح سياسية متعددة فيما يتعلق بالنظام السوري ولعبها دورًا رئيسًا في الإبقاء على بشار الأسد على سبيل المثال سواء باستخدام حق الفيتو أو غيره من السياسات الداعمة لهذا النظام ومن ثم فإن التقارب وتوطيد العلاقات للخروج برؤية واضحة تجاه التعامل مع الملف السوري والإيراني، ومكافحة الإرهاب كان لزامًا أن تسعى الدولتان إليه. ويرى شريف جاد الخبير في الشؤؤن الروسية أن المملكة وروسيا قوتان كبيرتان وحجر زاوية لإحداث ثقل ونقلة نوعية فى حسم ومواجهة الملفات الشائكة بالمنطقة إقليميًا، وأشار إلى أن هناك دوافع من كلا الجانبين رغم التوترات السياسية بالتقارب لإدراكهما ثقل كل منهما فى حل القضية السورية المعقدة، وكبح جماح الإيرانيين نحو امتلاك برنامج نووي يهدد أمن واستقرار المنطقة وهو ما تخشاه روسيا كذلك، ورغم التبادل التجاري بين روسيا وإيران إلا أن الأولى يقلقها بشدة التحركات والمساعى الإيرانية نحو هذا الملف، كما تتوفر نوايا صادقة لكليهما في مواجهة الإرهاب والميليشيات المسلحة. المزيد من الصور :
مشاركة :