15 ابريل 2020/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ في الآونة الأخيرة ومن أجل تلبية الطلب المحلي والعالمي الضخم على المواد الطبية اللازمة لمكافحة جائحة كورونا، قامت العديد من الشركات الصينية بإنتاج هذه المواد العابرة للحدود، والتي أصبحت علامة منيرة في عملية استئناف الإنتاج. ووفقا للبيانات الواردة من الموقع الخاص بالبيانات الصناعية والتجارية، توجد حاليا عشرات الآلاف من الشركات الصينية التي أضافت حديثا خدمات لإنتاج المواد الطبية مثل الأقنعة والمطهرات والملابس الواقية. كما أن الطاقة الإنتاجية لصناعة الكمامات وحدها تضاعفت خلال شهر واحد بأكثر من أربعة أضعاف متجاوزة بذلك الـ100 مليون كمامة يوميا. ووراء هذه الزيادة في الطاقة الإنتاجية هناك تحول سريع بالنسبة لمؤسسات التصنيع، مما يعكس مزايا وإمكانيات التصينع الصيني. في هوبي، لقد أصبحت مدينة شيان تاو مشهورة وتعرف باسم ”مدينة صناعة الأقمشة غير المنسوجة الشهيرة في الصين“ وذلك بسبب تطويرها لأكثر من 300 شركة لصناعة هذا النوع من المنتجات. في ورشة إنتاج ”نسيج غير منسوج يتم إنتاجه بتقنية اللصق الإنصهاري“ في شركة هنغتيان جياهوا للنسيج غير المنسوج، يوجد فقط 4 أو 5 عمال على خط التجميع الآلي الصاخب، حيث يتم استلام لفة من القماش الأبيض لهذا النوع من اللانسيج من الآلة باستمرار. ويمكن لكل خط إنتاج 8 أطنان من هذا القماش يوميا. وقال دنغ هواليان المسؤول عن الشركة بأنه في منتصف فبراير ووفقا للإحتياجات الكبيرة من المواد الطبية اللازمة لمكافحة وباء كورونا المستجد، تحولت شركته بشكل عاجل إلى صناعة هذا النوع من القماش غير المنسوج. ويصل الإنتاج يوميا إلى أكثر من 20 طنا ويمكن إنتاج أكثر من 20 مليون كمامة، ولهذا السبب استثمرت الشركة ما يقارب من 8 ملايين يوان. كما أضاف قائلا: "وصل هذا النوع من القماش الغير منسوج إلى مستوى 99 بالمائة لترشيح الجيسمات الدقيقة والترشيح البتكتيري، كما أن سعره لم يرتفع كثيرا“. في ورشة الإنتاج لشركة يوه مين للمواد الطبية الواقية يجلس العمال بطريقة منظمة، وكلهم مشغولون بخياطة النسيج الواقي بأيديهم. "هذه ملابس واقية عادية للتنفس، والتي سيتم تصديرها قريبا إلى الولايات المتحدة وأوروبا“. وصرح مدير الشركة تشانغ وي لصحيفة الشعب اليومية بأن الملابس الطبية الواقية الرئيسية للشركة التي هي مؤسسة توجه منتجاتها للتصدير قد حصلت في السابق على شهادة مطابقة المواصفات من الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. ويمكنهم إنتاج خمسمائة أو ستمائة قطعة في اليوم. ومنذ بداية تفشي الفيروس، كان هناك نقص كبير في الملابس الطبية الواقية، لكن جاء مسؤولو المدينة إليهم وطلبوا منهم هل بالإمكان تحويل الإنتاج لضمان الإمدادات. وعلى الفور، قام تشانغ وي بإيقاف جميع الطلبات التجارية الخارجية وتحويل الإنتاج إلى صناعة الملابس الطبية الواقية. ومع تراجع تفشي فيروس كورونا في الصين، بدأوا في التحول إلى السوق الدولية مرة أخرى. كما قالت المديرة العامة لشركة شينشين للأقمشة غير المنسوجة بان يوان جينغ بأن شركتها أيضا قامت بتعديل طاقتها الإنتاجية وبأن سعر وحدة التصدير يبلغ 100 يوان وبأن التجار الإسبان يطلبون 200 ألف قطعة في المرة الواحدة. وفي الآونة الأخيرة أصبح هاتفها المحمول خطا دوليا ساخنا، حيث أن معظم المشترين الدوليين يتصلون بها للحصول على طلبيات على المدى الطويل وللحصول على معلومات أكبر. كما أضافت بأن المنتجات التي يتم الإنتهاء منها يتم شحنها مباشرة في الحاويات وإرسالها إلى مطارات شانغهاي ووهان وتشانغشا وأماكن أخرى. ومع زيادة تفشي الوباء على المستوى العالمي لم يعد باستطاعة بعض العملاء انتظار رحلات الطيران، لذلك يتم إرسال المنتجات في طائرات مستأجرة للنقل المباشر. وقالت تشو تشي هونغ سكرتيرة لجنة الحزب في مدينة شيانتاو، إن حجم معاملات طلبات التجارة الخارجية اليومية لشركات التصدير الذاتي بالمدينة وصلت إلى500 مليون يوان، وبأن هذا الحجم سيرتفع بنسبة أكثر من 40 بالمائة في الفترة اللاحقة، وبأن معظم الطلبيات لن يتم البداية فيها إلا بحلول منتصف مايو. كما أضافت قائلة بأن هناك 146 شركة التصدير في المدينة، حيث يتم تصدير أكثر من 80 بالمائة من منتوجات النسيج غير المنسوج بشكل رئيسي، وقد اجتاز أكثر من نصف هذه الشركات شهادت إيزو 9002 وغيرها من الشهادات الدولية بنجاح. وبعد ذلك ستبذل المدينة قصارى جهدها لبناء ”أربعة قواعد ومركزين“ بحيث تكون القاعدة الوطنية الإحتياطية في إنتاج المواد الطبية الواقية ومركزا أساسيا للإبتكار الصناعي للمنسوجات غير المنسوجة مما يساعد على تحقيق إنتاج سنوي يبلغ 20 مليون قطعة من الملابس الطبية الواقية و100 مليون N95 من الأقنعة الطبية و2 مليار كمامة صالحة للإستعمال لمرة واحدة. "في الوقت الحالي، استأنف 90 بالمائة من عمالنا العمل كما تمت استعادة الطاقة الإنتاجية بحدود نسبة 90٪ أيضا." كما قال عدد من المسؤولين في الشركات بأنه مع المزيد من الإفراج عن الطاقة الإنتاجية، سيتم تحسين سرعة العرض بشكل ملحوظ. يتيح النظام الصناعي الكامل تعديل الإنتاج وإعادة تنظيم السلسة الصناعية بسرعة، مما يدل تماما على الميزة الفريدة للصين باعتبارها الدولة الوحيدة في العالم التي تضم جميع الفئات الصناعية المدرجة في تصنيف الصناعات للأمم المتحدة. تماما مثل لوحة تحتوي على مجموعة متنوعة من الألوان يمكن أن يكون للرسم شعور مختلف على القدرة والتكيف. لقد سمح العدد الكافي من موارد العمل والتحسين المستمر للجودة للشركات من تشكيل الفعالية القتالية لتغيير الإنتاج بسرعة. وبسبب تحول عمليات الإنتاج، يتعين على بعض الشركات القيام بالمهام المزدوجة للتصميم والبحث والتطوير والإنتاج والتصنيع في فترة زمنية قصيرة. ويمكن للمصممين تطوير وإعادة بناء خطوط الإنتاج في الوقت المناسب، ويمكن للعمال الصناعيين إتقان مهارات الإنتاج الجديدة بسرعة أيضا، وهذه هي العوامل الرئيسية للمؤسسات لتحويل الإنتاج بشكل ناجح. في الوقت الحاضر، وخلال تعزيز التعاون الدولي لمكافحة كورونا المستجد، تشارك الصناعة الصينية أيضا بنشاط في إعادة بناء السلسلة الصناعية العالمية، والإستفادة من طلب السوق الحالي لمعالجة المزيد من التقنيات الأساسية وجذب توطين التصنيع العالمي المتطور، وتسريع بناء التجمعات الصناعية الناشئة والمساهمة في التداول السلسل للسلسلة الصناعية العالمية.
مشاركة :