نظم منتدى الثلاثاء الثقافي ندوة حوارية تحت عنوان “التحول في صناعة الترفيه … نتفلكس نموذجا” مع الكاتب المهتم بالشأن الثقافي والجمالي الأستاذ محمد الفرحان هذا المساء ١٤-٤-٢٠٢٠م، حيث تناول صناعة الترفيه بقوله إنها جزء أساسي من الحياة وأصبحت مرتبطة بقوة بالاقتصاد وايراداتها تعادل ٢ تريليون دولار سنويا وتشمل قطاعات مختلفة كالأفلام والموسيقى والألعاب وأوضح إن نتفلكس هي منصة لمشاهدة البرامج والأفلام عبر الانترنت ويمكن متابعتها عبر مختلف الوسائل المتعددة وتقدم مكتبة واسعة من المحتوى المرئي وقال إنه في عام ٢٠١٩ بلغ عدد المشتركين في نتفلكس ١٦٧ مليون مشترك من ١٩٠ دولة، وفي عام ٢٠١٤ شكلت ما نسبته ٣٥٪ من مجمل استخدام الانترنت في أمريكا الشمالية، وأصبحت نتفلكس مناسبة أكثر للمبدعين وتحررت من قيود المعلنين وحرية أكبر في المحتوى مما شجع كبار الشركات الأخرى مثل أبل ودزني للدخول في هذا المجال. وأوضح أن نتفلكس غيرت من تجربة المشاهدة لتكون أكثر شخصية من خلال رصد سلوك المشاهد وإعطائه الخيارات المناسبة له، كما غيرت نتفلكس الثقافة الكلاسيكية ونمت أيضا المشاهدة المكثفة وقال إن نتفلكس عملت على جمع بيانات حول سلوك المشاهدين منذ عام ٢٠٠٧م وجاء إنتاجهم الفني بناء على تلك الدراسات. وبين في حديثه إن نتفلكس تتبنى قيم التنوع الثقافي وتعمل على كسر الثقافة الكلاسيكية التنميطية فلديها مكتبة هائلة متنوعة من الأعمال الفنية ذات الأبعاد الثقافية المتنوعة كما تتبنى قضايا المرأة والمساواة الجندرية، وأضاف إنها كسرت الثقافة الكلاسيكية الهوليودية كالتميز الأمريكي وأبرزت شخصيات متنوعة من خلفيات ثقافية مختلفة تتفاعل بشكل طبيعي وهذا يمثل نقلة في الإنتاج السينمائي الغربي. وقال إن من جماليات المشاهدة ألا تقتصر على المتعة فقط بل تتعداها للتأمل والتفكير في أبعاد القصة والمشتركات الإنسانية فيها، فحلبة صراع الحضارات تكون من خلال رواية القصة، موضحا إن نتفلكس كسرت الصور النمطية عن العرب في السينما الأمريكية حيث تقدم الشخصيات العربية بصورة واقعية ومتعددة الأبعاد خلاف الصور التقليدية السابقة. وفي إجابته على أسئلة ومداخلات المشاركين، أكد على إن رواية قصصنا تأتي من خلال الأعمال الجادة والتي تتمتع بمصداقية وتتميز بالجاذبية للآخرين وهذا يتطلب بيئة إبداعية وقدرة على الوصول للآخر، موضحا إن نتفلكس عدلت من سرعة بثها على الإنترنت عندما بدات أزمة كورونا بسبب ارتفاع معدل طلبات الاشتراك فيها والضغط الكبير على خدماتها.
مشاركة :