حقق مركز التشخيص والتقييم للأشخاص ذوي الإعاقة في العلا أثرًا إيجابيًا بين أهالي المنطقة، على الرغم من أنه لم يمر وقت طويل على افتتاحه، الذي كان في 27 فبراير الماضي، ودخل في شراكات دولية بهدف تقديم خدمات تقييم حالات ذوي الإعاقة وفق المعايير العالمية، وهو ما بدا واضحًا خلال زيارة فريق معهد الشباب للتأهيل المتقدّم (YAI)، تلك المؤسسة غير الربحية والمعروفة عالميًا، والتي يقع مقرها في نيويورك. وترى كاثرين سكيافي عضوة فريق معهد الشباب للتأهيل المتقدّم (YAI)، الذي يزور المركز، أن شراكتهم مع المركز تنعكس إيجابيًا على المجتمع المحلي، وأنهم لم يجدوا صعوبات في فحص زوار المركز، طوال مدة زيارتهم للمركز. ولم تواجه سكيافي وأعضاء فريقها خلال زيارتهم للمركز أي صعوبات في فحص الأشخاص ذوي الإعاقة من منطقة العلا، على الرغم من أن تلك التجربة هي الأولى لهم في المنطقة، وقدم الفريق عناية فائقة للزوار، وأظهر كفاءة عالية في تقييم الحالات، رغم عدم وجود آلات في المركز. ويزور فريق معهد الشباب للتأهيل المتقدّم، العلا بالتعاون مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا، بهدف افتتاح مركز مؤقت متخصص في توفير خدمات تقييم الحالات للأشخاص ذوي الإعاقة، بالاعتماد على عوامل اجتماعية وجسدية ونفسية، ويعمل الفريق على مشاركة خبراته مع طاقم التعليم المحلي والخبراء والمتطوعين، من خلال تقديم التدريب عن التأهيل المجتمعي. وأشاد جورج كونتوس الرئيس التنفيذي لمعهد الشباب للتأهيل المتقدّم، بتوجه الهيئة الملكية لمحافظة العلا بتدشين المركز، وقال: "من النادر أن نجد شريكًا كالهيئة الملكية لمحافظة العلا يدرك أهمية إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة بمختلف أعمارهم في المجتمع، وتعزيز مكانتهم بين الأفراد والعائلات، ونحن فخورون بهذه الشراكة فهي تركّز على الجانب الإنساني من الدرجة الأولى، وكيفية التعامل مع ذوي الإعاقة وإعطائهم الأولوية، وقليل ما يتوفّر ذلك في المراكز الأخرى". ومنذ أن أطلق صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا، المركز في السابع والعشرين من شهر فبراير الماضي، قام المركز بتقييم أكثر من 257 مواطنًا من أهالي العلا، ومن خلال التوصيات التي يقدمها المركز بعد تقييم ذوي الإعاقة، ستكون الهيئة صورة واضحة عن كيفية اختيار أنسب المعدّات لتقييم الحالات، وتوفير التعديلات المنزلية التي يحتاجها ذوي الإعاقة للارتقاء بجودة حياتهم في العلا. ولن يقتصر دعم المركز -الذي سيعاود استقبال زواره بعد انتهاء التدابير الاحترازية التي تتخذها المملكة لمكافحة جائحة كورونا "كوفيد - 19"،- على الأشخاص ذوي الإعاقة، بل سيعمل المركز على تلبية احتياجات المجتمع من خلال مجموعة مشرفين لتوفير الدعم لأهالي المستفيدين والأنشطة الترفيهية للأطفال. ولمس أهالي المنطقة الأثر الإيجابي للمركز، والخدمات التي يقدمها، وهو ما أوضحه محمد منصور متعب الأيداء، أحد أبناء العلا، ويعمل مساعدًا إداريًا في وزارة التعليم، ويضطر للذهاب إلى المدينة المنورة التي تبعد 300 كم لتلقي الخدمات الصحية بعد إصابته بالشلل الجزئي في الرابعة من عمره إثر حادثٍ مُروّع، حيث وصف مركز التقييم بأنه "قفزةً نوعية لأهالي محافظة العلا من الأشخاص ذوي الإعاقة، وخدمات المركز ستؤثر إيجابًا على حياة العديد من الأفراد من الأشخاص ذوي الإعاقة." وقال عمرو المدني، الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العلا: "إننا ماضون بتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العلا -حفظه الله-، في تطوير العلا وتنمية الإنسان والمكان، وبمتابعة مباشرة من صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا". وأضاف المدني: "إن هذا المركز جاء في إطار هذا التوجيه، حيث يُعتبر المجتمع المحلي محور رؤيتنا التي تسعى إلى تحويل العلا إلى وجهةٍ للعيش والعمل والزيارة، وتشكل هذه المبادرة جزءًا من التزامنا بتطوير بنية تحتية عالية الجودة للدعم الاجتماعي من أجل تحسين حياة أهالي العلا، من خلال توفير الدعم للأشخاص ذوي الإعاقة للوصول إلى منازلهم بسهولة والتمكن من الانتقال في أرجاء المدينة". وتعد وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، شريكًا للهيئة الملكية لمحافظة العلا، في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث دعمت تأسيس هذا المركز، من خلال تزويد الهيئة بالبيانات اللازمة حول عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في العلا، ومعلومات الاتصال بهم، وتقديم المشورة الفنية حول خدمات الأشخاص ذوي الإعاقة، والبرامج التي يمكن تشغيلها لهم، علاوة على توفير التراخيص اللازمة للمركز. ويُشكل هذا المركز المؤقت بدايةً لخطة الهيئة الملكية لمحافظة العلا في إنشاء مركز تأهيل متكامل في العلا لخدمة المجتمع المحلي، وستطبق تصاميم مناسبة لهذا المركز، من خلال استخدام أفضل الممارسات العالمية والبيانات التي تمّ تجميعها في عملية التقييم الأولى، وذلك من أجل توفير خدمات تتناسب مع احتياجات سكان العلا، كما سيوفر المركز برامج اجتماعية ومهنية للعاطلين عن العمل والذين يتعذّر عليهم الذهاب إلى المدرسة، وهذا يتوافق مع المبادئ الاستراتيجية الاثني عشر التي أعلن عنها ميثاق العلا، والذي يضع سكان العلا في محور خطط التطوير الحضري للهيئة الملكية لمحافظة العلا. وقال زائر استفاد من خدمات التقييم في المركز: "لاحظت الأثر الإيجابي الذي أحدثته الخدمات التي يوفّرها المركز والدعم المنزلي، إذ إن الافتقار للدعم التأهيلي كان موضع قلق كبير في الماضي، لكننا خطونا خطوات كبيرة إلى الأمام بفضل جهود الهيئة الملكية لمحافظة العلا، كما أن شراكة المركز مع معهد الشباب للتأهيل المتقدّم (YAI)، مهمة، ونتطلع إلى إنشاء مركز التأهيل الاجتماعي، وآمل أن تنتقل أساليب ومناهج التقييم المتّبعة هنا إلى باقي مناطق المملكة".
مشاركة :