من الواضح أن خيالات مزمنة وأوهاما مريضة قد صورت لعقول تجار الدم من جماعات الإرهاب الدنئ والخسيس أن انشغال أجهزة الوطن ومؤسساته الأمنية بملف مواجهة فيروس كورونا قد يفسح لهم الطريق لتنفيذ ما يريدون من مخططات دموية وإرهابية تزامنا مع أعياد المسيحيين والمناسبات الدينية القادمة .والمؤكد أن هؤلاء المرتزقة المأجورين لم يستوعبوا بعد الدرس جيدا ولم يدركوا أن أمن الوطن هدف يتصدر كل الأهداف وأولوية تتقدم كل الأولويات وهو ما شاهدناه واضحا بالأمس فى الضربة الموجعة التى وجهها بواسل الوطن ضد أحد أوكار الشر والإرهاب بمنطقة الأميرية بالقاهرة ، والتى استشهد فيها المقدم محمد الحوفى من خير ابناء المؤسسة الأمنية المصرية .والحق اننى أتعجب كثيرا من ما يحاق من مؤامرات ومخططات خسيسة فى مثل هذا التوقيت وهذه الظروف والذى نواجه فيه جميعا فيروسا لعينا يفتك بأرواح الألاف حول العالم مما يتطلب منا التكاتف والمؤازرة وإذا بنا نجد جماعة بلغت من الحقد والخبث والحقارة درجة تفوق أى وصف يمكن أن تعبر به الكلمات عنها .نعم حاول هؤلاء المتربصون من تجار الدين الذين كشف الشعب سترهم على مدار السنوات الماضية وعرف أغراضهم الإرهابية الدموية الخبيثة والمستترة خلف شعار الدين .. حاولوا بكل وضاعة استغلال انشغال مصر بحربها ضد فيروس كورونا بالإعداد لعمل إرهابى يستهدف المصريين المسيحيين فى أعيادهم القادمة فى عمل دنئ يعري هؤلاء من كل درجات الإنسانية وأنهم قلة ليست من أبناء هذا الوطن العظيم حبطت أعمالها وخابت أهدافها .ومما لا شك فيه أننى حينما أتأمل المشهد فإننى أجد تشابها كبيرا بين خلايا جماعات الارهاب الفيروسية وتدميرها والحرب التى تخوضها مصر ضد كورونا وفيروساتها .وعلى سبيل التشبيه الوصفى فإن فيروسات الإرهاب تحتاج وسطا ملوثا فكريا وإنسانيا لكى يدمر ويخرب وفيروسات كورونا لا يتفشي خطرها إلا فى بيئة لا تراعى قواعد النظافة العامة .كذلك أيضا فيروسات الإرهاب تعتبر وباء وخطرا عالميا حذرت منه مصر كثيرا وفيروسات كورونا أيضا وباء عالمى تعانى منه مختلف دول العالم فى الوقت الحالى ، ومثلما مواجهة الإرهاب بفيروساته تتطلب تعاونا أمميا مستمرا بالمثل يحتاج وقف تفشي فيروسات كورونا تنسيقا وتعاونا دوليا على كافة المستويات .ومن المفارقة العجيبة أن الاثنين حظيت مصر فى مواجهتهما بإشادة كبيرة من منظمات العالم أجمع ومؤسساته الدولية .وفى الختام فلابد لفيروسات الأرهاب وخلاياه أن تعى جيدا أنه ليس لها مكانا ولا مرحبا بها فى مصر ومثلما تواجه الدولة المصرية فيروس كورونا الآن باتخاذ كافة التدابير الاستباقية لحصره والقضاء عليه فهى تحارب الإرهاب أيضا بضربات إستباقية ساحقة ولعل ضربة أمس لهذا الوكر الإرهابى هى خير دليل على ذلك .
مشاركة :