برّر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس، تراجع حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في الانتخابات النيابية، بـ «مؤامرة» حيكت ضده، لكنه أقرّ باحتمال ارتكابه «أخطاء»، معتبراً أن النتائج تعكس «ضرورة تجديد الحزب». وتطرّق داود أوغلو الذي يتزعم «العدالة والتنمية»، إلى مفاوضات تشكيل ائتلاف حكومي مع أحزاب المعارضة التي نالت نحو 60 في المئة من الأصوات في الانتخابات، في مقابل أقل من 41 في المئة للحزب الحاكم. ونقلت وكالة «الأناضول» الرسمية للأنباء عنه إنه لم يلوّح بـ «عصا الانتخابات المبكرة»، من أجل إجبار الأحزاب الأخرى على القبول بحكومة لا ترغب فيها. وأضاف: «عندما أسير وفق خطة، لا أفكر ببدائل، بل أؤجلها إلى المرحلة المقبلة. نسعى الآن إلى فعل كل شيء، من أجل تشكيل حكومة ائتلافية». واستدرك أن «الإشارات التي تأتي» من رئيس «حزب الشعب الجمهوري» المعارض كمال كيليجدار أوغلو «تقطع الطريق علينا. هو يضع 14 شرطاً، ثم يقول أننا سنناقشها لدى صوغ برنامج الحكومة الائتلافية». ورأى داود أوغلو أن نيل «حزب العدالة والتنمية» نحو 41 في المئة من الأصوات في الانتخابات «يُشكّل نجاحاً»، مستدركاً: «لكن النسبة تشير في الوقت ذاته إلى تراجع ملحوظ في أصوات الحزب، مقارنة بالانتخابات السابقة». وأشار إلى أن الحزب يسعى إلى كشف أسباب ذلك، وتابع: «ربما بعد مسيرة نجاح استمرت 12 سنة، هناك احتمال بحدوث ثقة زائدة بالنفس، وربما ارتُكِبت أخطاء». لكنه زاد في الوقت ذاته أن «الجميع رأى ما حدث لنا في الانتخابات، مؤامرة أُعدِّت ضدنا بحنكة سياسية، داخل تركيا وخارجها». ولفت إلى أن «إحدى الرسائل التي وجّهها الشعب التركي في الانتخابات، هي ضرورة تجديد حزب العدالة والتنمية»، مشيراً إلى أن «الفئة التي لم تصوّت لنا مهمة بالنسبة إلينا»، وتابع: «في السنوات السابقة، كانت الفئة الرمادية من الناخبين أوسع بكثير من الآن، علينا أن نسأل أنفسنا عن أسباب انحسار هذه الفئة».
مشاركة :