تقول البريطانية كيت كِنغ، 57 عاماً، والتي تعاني اكتئاباً، إن الأوقات الراهنة بالغة الصعوبة على الأشخاص الذين يعانون مشكلات نفسية. وتضيف في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): «القلق يعتبر استجابة طبيعية للوضع الذي نعيشه - أعاني مستوىً خفيفاً من القلق طوال الوقت. يمكن أن تجتاحك موجات من هذا القلق وأنت تتابع الأخبار، أو وأنت تفكر في صحتك وصحة أشخاص آخرين». واستطاعت كيت أن تجد طُرقاً للتكيف مع هذا الوضع، عبر التركيز على التعايش اليومي. تقول كيت: «لمّا وجدتُ نفسي غير قادرة على الخروج لاحتساء فنجان من القهوة، تواصلتُ مع أصدقائي عبر الإنترنت، أو جالستُ ابنتَيّ، كما أنني أتناول فنجاناً من القهوة كل صباح». وتضيف: «أحاول الاستمتاع بما أعمل لحظة بلحظة». وتابعت «إن عملاً كغسل الملابس كفيلٌ بألا يدع لك مساحة للشعور بالقلق» أما الخروج للتنزُّه، فيمكن أن يسبب شيئاً من الضيق عندما يتعين عليك أن تتجنب الاقتراب من الناس - وهكذا فقد تسوء الأمور أكثر. وحذر أطباء وعلماء نفسانيون من آثار «عميقة» لوباء كورونا (كوفيد-19) على الصحة النفسية في الوقت الحاضر ومستقبلاً. ودعا هؤلاء الباحثون إلى استغلال الهواتف الذكية في القيام بمراقبة آنية لحال الصحة النفسية لفئات مجتمعية بعينها، لا سيما الأطفال والعاملين في الخطوط الأمامية في قطاع الصحة. وتشير دراسات إلى تأثُّر العامة بالقلق والعزل جرّاء فيروس كورونا. وقالت جمعية مايند الخيرية للصحة النفسية في المملكة المتحدة وفق ما نقل موقع «بي.بي.سي» إن العامة يعانون فعلياً للوصول إلى ما يحتاجون من دعم. ودعا خبراء إلى تطبيق مراقبة «لحظية» للصحة النفسية للجماهير بحيث يمكن استخدام أدوات فعّالة لتقديم المساعدة لمحتاجيها في بيوتهم. وقال روري أوكونور، باحث جامعة غلاسكو وأحد المشاركين في بحثٍ نشرته دورية ذا لانسيت سايكايتري، إن «الإمعان في العزل الاجتماعي، والوحدة، والقلق، والتوتر، والإعسار المالي، هي بمثابة عواصف قوية تجتاح الصحة النفسية للناس». وأوضح أوكونور أن البطالة تهيئ صاحبها للإصابة بالتوتر والاكتئاب، فيلجأ البعض إلى تعاطي الكحول والمخدرات ولعب القمار، وقد تدفع البطالة البعض إلى التشرد. وقال الباحثون إن الأولوية يجب أن تكون مراقبة معدلات القلق، والاكتئاب، والإضرار بالنفس، والانتحار وغيرها من الأمراض التي تصيب النفس.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :