خفّضت «أوبك» مجدّداً توقعاتها للطلب العالمي على النفط هذا العام بسبب «الصدمة التاريخية» الناجمة عن تفشي كورونا، موضحة أنه قد لا يكون الخفض الأخير.وتوقعت المنظمة انكماش الطلب 6.9 مليون برميل يومياً، بما يوازي 6.9 في المئة، في 2020، مع حدوث انكماش في الربع الثاني من هذا العام بنحو 12 مليون برميل يومياً، وهو أسوأ انكماش منذ الأزمة المالية العالمية، مرجحة أن يكون نزول الطلب الشهر الجاري هو الأكبر، بـ20 مليون برميل يومياً. من ناحية ثانية وبعد أيام من توصل «أوبك+» إلى اتفاق لخفض إنتاج النفط بضخامة غير مسبوقة في محاولة لدعم السوق المترنحة تحت مطارق أزمة كورونا، تبدو حسابات المجموعة محل شك (رويترز).وقال محلل سوق النفط لدى «كومرتس بنك»، يوجين فاينبرج، عن هدف الإنتاج «يبدو أن الجميع أدرك أن هذا ببساطة مستحيل سواءً فنياً أو حسابياً» مضيفاً «مهما حاولت (أوبك) إقناع السوق بقوتها وعزيمتها، فهي لم تنجح حتى الآن». وذكر بنك «ايه.بي.إن أمرو» في مذكرة أنه ربما توقع البعض، نتيجة لاتفاق خفض الإنتاج غير المسبوق هذا، أن تقفز الأسعار، لكن ذلك لم يحدث، موضحاً أن السوق استوعبت بالفعل في حساب الأسعار إبرام اتفاق بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه من المتوقع حدوثه مطلع الشهر الجاري. أما وكالة الطاقة الدولية، فبينت أنها مازالت تنتظر مزيداً من التفاصيل في شأن بعض تخفيضات الإنتاج المزمعة ومقترحات استخدام المخزون الإستراتيجي، مشيرة إلى أن تحويل كميات من النفط إلى المخزونات الإستراتيجية قد يعادل سحب نحو مليوني برميل يومياً من السوق، لكن هذا لا يصل بنا إلى إجمالي 20 مليون برميل المفترض خفضها.وذكرت أميركا واليابان وكوريا الجنوبية أنها قد تشتري النفط لإعادة ملء الاحتياطيات، فيما تعتزم الهند ملء احتياطيها البترولي الإستراتيجي عن آخره بحلول الأسبوع الثالث من مايو، عن طريق نقل نحو 19 مليون برميل إلى المواقع بحلول ذلك الحين.وفي تكساس، لم تسفر محادثات مطولة بين المسؤولين التنظيميين لقطاع الطاقة وكبار المسؤولين التنفيذيين للشركات حتى الآن عن نتيجة فيما يتعلق بخطوة لخفض الإنتاج مليون برميل يومياً.وتذهب مسودة بيان ختامي من «أوبك+»، إلى إدراج حتى تراجعات الإنتاج غير الطوعية في إيران وليبيا وفنزويلا، كما أخذت «أوبك+» في الحسبان أيضاً الفرق بين الإنتاج الحالي وخط الأساس المستخدم لحساب التخفيضات، وهو أقل بكثير لمنتجين مثل السعودية والإمارات.وقال متعامل في العقود الآجلة للخام «كلما حاك المنتجون رقماً أعلى، قلت مصداقيته، وواقعياً أعتقد أن الخفض الفعلي سيكون أقرب إلى ثلث ذلك، أي نحو 7 إلى 8 ملايين برميل يومياً».
مشاركة :