البقاء في المنزل.. فرصة لإنجاز المؤجلات

  • 4/17/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: مها عادل في أوقات الأزمات والظروف الصعبة يبرز دور شريحة من المتفائلين بالمجتمع في نشر الإيجابية، وبث روح الأمل والتفاؤل لما تتمتع به هذه الشريحة من ثقة بالنفس، واتزان نفسي؛ يمكنها من إسعاد ذاتها ومن حولها، فهم سفراء الإيجابية لغيرهم، ويمتلكون القدرة على اكتشاف الجانب المضيء في أي ظروف استثنائية، أو مواقف صعبة ويحولون المحن إلى منح تضيف لحياتهم.في ظل الأوضاع الراهنة التي فرضتها الإجراءات الاحترازية والوقائية ضد فيروس «كورونا» المستجد، وجد البعض فيها فرصة ذهبية لإتمام بعض المهام المؤجلة، وإنجاز المشاريع التي طالما تمنوا اقتناص الوقت لإتمامها؛ لكن ظروف العمل ومشاغل الحياة وقفت حائلاً دون ذلك. في السطور التالية نتعرف إلى تجارب مجموعة من الأشخاص، أصحاب الطاقة الإيجابية الذين وجدوا في أيام البقاء في المنزل فرصة لإتمام مشاريعهم المؤجلة وحولوا أيام الحجر إلى عزل يعود بالفائدة عليهم وعلى أسرهم.يحدثنا نبيل شعبان مهندس بدبي عن مشروعه المؤجل الذي يعمل على إنجازه حالياً في فترة البقاء المنزلي، ويقول:«انتقلت للسكن مع أسرتي في فيلا دورين بحديقة استأجرتها منذ نحو 3 سنوات ومنذ انتقالنا وأنا أحلم بتخطيط الحديقة واستغلال المساحات بها بطريقة مثالية؛ لإضافة لمسة جمالية وعملية في الحديقة تتيح لنا الاستمتاع بالطقس الجميل؛ لكن بسبب انشغالي الشديد ومواعيد العمل التي تمتد عادة إلى المساء لم يكن من السهل إيجاد الوقت الكافي أو التركيز لإتمام هذا المشروع، الذي تأجل ثلاث سنوات كاملة؛ لكن مع بداية فترة البقاء بالمنزل، تذكرت هذه المهمة المؤجلة وشجعتني زوجتي وأولادي على البدء في تنفيذها، بالفعل تحمست وبدأت في العمل، ورسمت التصميم وبدأت بتنفيذه بمساعدة أبنائي. أما الإعلامي علي إبراهيم فيشاركنا قصة نجاحه في استثمار وقت البقاء في إنجاز الأعمال المؤجلة ويقول: منذ عامين تقريباً أطارد فكرة رواية أدبية أرغب في كتابتها؛ لكنني لم أجد الوقت الكافي؛ بسبب ضغوط العمل ومسؤولياته التي لا تنتهي. ومشكلة العمل الروائي دائماً أنه عمل تراكمي يحتاج إلى قدر من التفرغ حتى يمكن التركيز في نسج ملامح الشخصيات بشكل جيد؛ ولذلك فقد قمت بجزء من العمل على الرواية ثم تركتها لوقت طويل؛ بحثاً عن فسحة زمنية أستطيع فيها الحصول على بعض الصفاء الذهني، وإجازة من توتر العمل ومسؤولياته. ووجدت في فترة البقاء بالبيت المؤقتة والعمل عن بُعد فرصة ذهبية لإعادة شحن بطاريات ذهني وممارسة هواية القراءة واستئناف مشروعي المؤجل في كتابة الرواية، بعد أن كدت أفقد حماسي لها نهائياً. استئناف أنشطة تقول عبير المهدي، مترجمة بدبي: «طالما تمنيت تمضية وقت أطول بالبيت مع الأسرة ومشاركة أطفالي كل تفاصيل حياتهم واهتماماتهم ودراستهم؛ ولكن اهتمامي بعملي وشغفي به والتزامي تجاهه، كان يعوق ذلك كثيراً وأحياناً كنت أشعر بالذنب لغيابي فترات طويلة عن البيت. وحالياً استأنفت نشاطي الفني في تصميم وتنفيذ مجموعة جديدة من القطع الفنية والمشغولات اليدوية؛ استعداداً للمشاركة بها مع شريكتي في المعارض النسائية التي سوف تقام بالدولة عقب اجتيازنا هذه الفترة الصعبة، وانتصارنا عليها بإذن الله. أما خالد عيسى موظف بأحد البنوك بدبي - فيروي تجربته في الاستفادة من وقت البقاء المنزلي ويقول: أعشق الكتب والقراءة وأمتلك عدداً كبيراً من الكتب أغلبها يوجد في مكتبة خشبية ضخمة ضاقت بمحتوياتها المكدسة بها؛ لكن هناك أيضاً العديد من الكتب والإصدارات والمقتنيات الأخرى موجودة في أماكن مختلفة بالبيت، في صناديق من الكرتون وحقائب سفر وأماكن أخرى. وكنت أتحين الفرصة لأعيد تنظيم مقتنياتي وترتيبها فأحيانا أبحث عن كتاب معين وأكتشف أنه غير موجود بالمكتبة الخشبية وأظل أبحث عنه بين الصناديق والحقائب وأحياناً لا أجده وأفقد حماسي في البحث عنه؛ ولذلك انتهزت الوقت الذي أصبح متاحاً لي خلال فترة البقاء بالمنزل، وأعدت تنظيم المكتبة الخشبية، وبدأت في حملة واسعة؛ لإعادة تنظيم وتصنيف الكتب والإصدارات والمجلات القديمة التي أمتلكها. وطوال الأيام الماضية قمت بجهد كبير في إعادة ترتيب وفهرسة هذه الكتب والمقتنيات وقمت بإعادة ترميم الكتب التي تمزقت بعض صفحاتها أو تفسخت أغلفتها الخارجية واكتشفت أن بعض الكتب التي امتلكتها لم يتسع لي الوقت أبداً؛ لكي أقرأها، ولآن بات الوصول لأي كتاب أسهل، وقررت إنجاز كل المهام المؤجلة بالمنزل تباعاً وإصلاح وتجديد ما يحتاج المنزل إليه.

مشاركة :