قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالمحسن بن محمد القاسم – في خطبة الجمعة – : ينزل الله مع الضراء سراء , وها هو موسم الخيرات قد أقبل مشرعة أبوابه , وكلما لاح هلاله أشرقت معه نسائم الخير والأمل , يرتقبه المسلمون ونفوسهم مليئة بالبشرى , وقلوبهم عامرة بالفرح والبهجة , رمضان خير شهور العام بعث الله فيه رسوله صلى الله عليه وسلم وأنزل فيه كتابه العظيم , أبواب السماء فيه مفتحة وأبواب جهنم مغلقة , وفيه تسلسل الشياطين , أيامه فاضلة ولياليه مباركة , وفيه ليلة القدر خير من ألف شهر , من صامه وقامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه , ومن خير ما يستقبل به المسلمون شهرهم , الإكثار من ذكر الله وحمده , والعزم على اغتنام ساعاته بالبر والإحسان والإقبال على الطاعة وتلاوة القرآن , والتنافس على الخير فيه. وأضاف : إذا انكشفت الغمة وجب على العباد حمد الله وشكره والثناء عليه , قال تعالى : ” واشكروا لي ولا تكفرون ” , وأن يعودوا لأعمال صالحة كانوا يعلمونها بل يزيدوا عليها , قال صلى الله عليه وسلم : ” بادروا بالعمال فتنا كقطع الليل المظلم ” , فالله كبير محيط بكل شيء لا مفر منه إلا إليه , يرضى عن عباده إن أطاعوه , ووعد بفتح الخيرات لهم من السماء والأرض إن لجؤوا إليه , قال تعالى : ” ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض “. وقال : ابن آدم مخلوق صغير أمام السماوات والأرض , ينسى ضعفه ويغتر بقدرته , فيرسل الله له من الآيات والنذر ما يذكره بضعفه أمام قدرة الله , فيرجع العاقل إلى ربه ويتقوى به , ويظهر فاقته وفقره وعجزه إليه , ولن ينفعك سوى الله أحد , فتعلق به بفعل الطاعات وعظم دينه , وأكثر من تلاوة كتابه وقراءة سنة رسوله صلى الله عليه وسلم , وتمسك بشرعه وافرح به , قال تعالى : ” سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق , أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد “.
مشاركة :