في هذه الزاوية نقدم مجموعة من الأفكار والخواطر الإيمانية والتربوية التي تتناسب مع طبيعة شهر رمضان المبارك، عسى الله أن ينفعنا بها . موضوعنا اليوم مهم جدا قد تتساءل لماذا ؟ والجواب، لأننا سوف نتكلم عن كلام خالق الوجود وموجد الخلائق، فالملك ملكه.. تفضل علينا بالخلق والايجاد من عدم، وحفنا بخلاصة النعم, ألا وهي نعمة الاسلام من دون سائر الأمم, نعمة ما بعدها من نعمة لمن يعيها. اليوم سنتكلم عن جانب بسيط من جوانب القرآن الكريم, ألا وهو الجانب الرقمي، وهو جانب مطروق كثيرا وهو من سبل تقوية الإيمان, الباعث الى عمق محبة الرحمن, وكما نعلم جميعا فإن القرآن الكريم قد نزل على سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - منجما, ومعنى منجما من النجوم كما يراها العرب متفرقة في السماء، كذلك نزل القرآن متفرقا, والحكمة من ذلك كثيرة منها: تثبيت النبي، والتدرج في الاحكام، وسهولة حفظ القرآن وغيره, قد تتساءل يا اخي، ما هو عدد احرف القرآن؟ فيقال لك انها 32367 حرفا حسب قول ابن عباس رضي الله عنه، اضرب ذلك العدد في عشرة، حيث ان الحسنة بعشرة امثالها, تعرف ساعتها كم لك من الحسنات. فاذا ختمت القرآن مرة واحدة فلك اكثر من 32 مليون حسنة، هذا في الختمة الواحدة فكيف اذا ختمت القرآن أكثر من مرة ؟ هل تعلم احدا اكرم من الله؟ لا احد فهو الموجد للكرم, اخي العزيز هناك بحر هائج من الحسنات، فاغترف منه ما استطعت وادخر حسناتك لذلك اليوم العصيب الذي هو آت اليك لا ريب فيه والعملة الوحيدة فيه هي الحسنات لا درهم ولا دينار ولا دولار، حسناتك ترفعك، أو تنزلك، كن واعيا، كن من عباد الله الصالحين الذين قال الله سبحانه وتعالى فيهم (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ) «الانفال آية 2» نعم هنا الزيادة الحقيقية التي تقترن بسماع القرآن الكريم ألا وهي الخوف من خالقهم, مقترن بزيادة ايمانهم، فالإيمان يزداد بذكر الله تعالى وينقص بالغفلة والنسيان, ومن صفاتهم ايضا تفويض امرهم لله وثقتهم به فلا يرجون غيره، ولا يخافون سواه، ثمار يانعة يقتطفها المؤمن الواعي بسماعه للقرآن الكريم فلا تفوتوها يا احبائي الكرام وكونوا من عباد الله المخلصين.