ما زال «فانوس» رمضان يشكل جانباً كبيراً من الاهتمام لدى المصريين عموماً، وبالطبع لدى نخبة كبيرة من الفنانين، حيث يرونه هو المظهر الكبير في الاحتفال بهذا الشهر الكريم، والاستماع إلى أحلى أغاني زمن الفن الجميل، مثل أغنية «وحوي يا وحوي» للراحل أحمد عبد القادر. وبالرغم من أن تطور «فانوس رمضان» جاء على شكل الألعاب التي يعشقها الأطفال، مثل «فانوس المفتش كرومبو»، وأيضاً ظهر «فانوس» بتمثال الراقصة الأرمينية «صافيناز»، فإن الفنانين أكدوا أن الفانوس القديم له سحره ورونقه، ويعطي شعوراً أكثر برمضان. أما عن بقية الأشكال الأخرى، فهي من الممكن أن تناسب الأطفال أكثر. وحرص عدد من الفنانين على شراء فانوس رمضان هذا العام لهم ولأسرهم، تحت شعار «عادة كل سنة لا تتغير». من هؤلاء الفنانة غادة عبدالرازق، التي قالت إن فانوس رمضان يمثل لها البهجة والفرحة بشهر رمضان المعظم، كما أنها حريصة على شراء مجموعة من الفوانيس لها ولابنتها روتانا ولحفيدتيها خديجة وجورية، اللتين تشتري لهما الفوانيس الجديدة، التي تردد أغاني الأطفال، فهي لا تفضل شراء «الفانوس الصاج» حتى لا يتسبب في جرحهما. أما مي نور الشريف، فأكدت أنها تستقبل فانوس رمضان من والدها الفنان نور الشريف، كعادته معها هي وشقيقتها سارة منذ طفولتهما. وقالت إنها تشعر بسعادة بالغة وكبيرة، وأن إحساسها تجاه فانوس رمضان الذي يشتريه لها والدها لم يتغير، فعلى رغم السنوات الطويلة، إلا أن الشعور بتقديم الفانوس من والدها له مذاق آخر. وأكدت ابنة نور الشريف أنها تتمنى من الله ألا تنقطع هذه العادة وأن يحمي والدها ويعطيه الصحة، فوجودها بجانبه أمتع شيء في الحياة. بدورها، أشارت الفنانة رانيا يوسف إلى أن الفانوس الرمضاني القديم يمثل لها متعة كبيرة، لأنها تتذكر من خلاله طفولتها، وكيف كانت تراه معلقاً في كل شوارع المنطقة التي تقطنها، غير أنه في الوقت الراهن قد تبدد الأمر وأصبح مختلفاً، حيث أصبح الفانوس الصيني بكل أشكاله وأنواعه يغزو السوق، بينما شح وجود الفانوس الصاج المصري القديم، لكن هناك سحراً لا يزال يجذبها نحوه. وأكدت أنها على رغم أن ابنتيها أصبحتا فتاتين وليستا طفلتين، فإنها ترى أن شراء فانوس رمضان لهما أمر له مذاقه الخاص، فشراء مثل هذه الأشياء ليست له أي علاقة بالسن. وقالت الفنانة مي عز الدين إنها تحرص على شراء فانوس رمضان، وتحرص على أن يكون كبيراً، حتى تعلقه في شرفة منزلها إلى جانب الزينة الرمضانية التي تزين الشرفة، وبعد المغرب تقوم بإشعال الضوء فيه، مشيرة إلى أن المنظر وقتها يكون ساحراً وخيالياً ويشعرها أكثر بالحالة الرمضانية. وقالت: «هناك ميداليات على شكل فانوس رمضان، أحرص على شرائها لأعلقها في مفاتيح سيارتي أو في السيارة نفسها». وكشفت الفنانة فيفي عبده عن أنها تملك 5 فوانيس على طريقتها «5 مواه»، مشيرة إلى أن من أهم طقوس شهر رمضان الكريم فيه فانوس رمضان، مؤكدة أنها تزين به منزلها في رمضان، قائلة: «في كل مكان تلاقي فانوس منور وبكل الأشكال والألوان، إلا أن الفانوس الصاج المصري الكبير يكون في مدخل الفيلا، ويضاء في الليل ليعطي إحساساً روحانياً ويهدئ الأعصاب». ووجهت فيفي عبده كلمة لجمهورها قائلة: «كل سنة والجميع بخير وسلامة وسعادة، ولازم الناس تنزل تشتري الفانوس وتفرح أولادها». أما سمية الخشاب، فقالت إنها لا تقوم بشراء فانوس رمضان كل عام، خصوصاً أنها تقوم بشراء فانوس كبير تجدده كل 3 سنوات تقريباً من أجل التجديد. وأكدت أن الفانوس شيء مهم في رمضان، فهو من ضمن الطقوس التي يهتم بها المصريون، وأنها أيضاً من ضمن المهتمين بذلك، ولكنها ترى أن شراء فانوس كل عام سيجعلها تملك مجموعة ضخمة من الفوانيس. وقالت إنها في طفولتها، كانت دائماً ما تنتظر فانوس رمضان سواء من والدها أو والدتها، مشيرة إلى أن فرحة الأطفال به كانت شيئاً جميلاً وخيالياً، وتتذكر أثناء طفولتها أنها كانت تشاهد الأطفال بعد أذان المغرب، وكل منهم يمسك بفانوسه ليريه للآخرين، وحين تتذكر ذلك تبتسم لما كان عليه ذلك الوقت من بساطة وعدم تكلف. وقالت الفنانة مها أحمد: «فانوس رمضان له مذاق خاص، منذ أن تزوجت من الفنان مجدي كامل، حيث يحرص مجدي على شراء فانوسين كبيرين يضع على أحدهما صورتي، والآخر عليه صورة ابننا أحمد»، لافتة إلى أن السعادة التي تشعر بها في ذلك الوقت، تجعلها تنتظر شهر رمضان كل عام بفارغ الصبر، حتى تكرر هذا الإحساس من جديد. وأشار الفنان محمد رمضان إلى أنه يحرص على شراء فانوس رمضان لأولاده، مشيراً إلى أن شعور الطفل بفانوس رمضان إحساس لا يتكرر كثيراً، كما أنه أيضاً يشعر بحالة من السعادة حين يقوم بشراء فوانيس لكل أطفال عائلته، لما يشعر به من متعة في فرحة الأطفال بهذه اللعبة، التي تشكل ارتباطاً وجدانياً لهم بشهر رمضان. وأضاف رمضان أنه مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالفانوس، لذلك يتمنى أن عادته في حمل الفرحة لكل طفل لا تنقطع، وتظل حتى آخر العمر. وكشفت الفنانة رانيا فريد شوقي عن ذكرياتها مع فانوس رمضان في طفولتها، ومع الملك الراحل فريد شوقي، مشيرة إلى أن والدها كان يحرص على شراء فانوس رمضان لها ولشقيقاتها، وكانت تشعر بسعادة بالغة حين كانت تذهب معه لشراء الفانوس وتقوم هي باختياره، وكان وقتها الفانوس الصاج المحمل بكل الألوان، وحين كبرت وتوفي والدها حرصت هي على استكمال المسيرة مع ابنتيها، معتبرة أن فانوس رمضان له سحر خاص يشبع القلب بالبهجة والفرحة. ووصفت الفنانة لبلبة حبها للفانوس بالعاشق والمعشوق، فحبها له غير طبيعي ولديها كم كبير من الفوانيس بمختلف الأشكال والألوان، لافتة إلى أنها تضعه في شرفة منزلها تضيئه ليلاً، مع احتساء فنجان من القهوة وأغنيات أم كلثوم، وهذه عادتها التي لم تتغير منذة فترة طويلة، إلا أنها تخلت عنها منذ وفاة والدتها، التي كانت دائماً تنزل معها لشراء فانوس رمضان، وبعد وفاتها شعرت لبلبة بأن الأمر تبدد فتوقفت عن شراء الفانوس.
مشاركة :