قالت الممثلة الكويتية إلهام الفضالة بأن الممثل ومهما مرّت عليه من تجارب وخاض أعمال دراما، يبقى يشعر بحاجة دائمة إلى المعرفة. وتضيف في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «لا زلت حتى الساعة أتعلم من كل تجربة تمثيلية جديدة أقوم بها وأتابع أدائي على الشاشة، وأنتقد نفسي بقسوة. فأقول أحيانا وتعليقا على مشهد معين يا ليتني فعلت ذلك أو كان من الأفضل هذه الطريقة أو تلك. فهي أمور أتحدث بها مع نفسي كي أطور أدائي، وأبقى على المستوى المطلوب كما يشتهي المشاهد. ولكن في المقابل يمكن القول أني راضية عن نفسي ولدي كامل الثقة بقدراتي، لكن بعيدا عن الشعور بالغرور الذي يمكن أن يقضي على الفنان. فبين الثقة بالنفس والغرور شعرة رفيعة علينا التنبه إليها وإلا فشلنا». وتطل الممثلة الكويتية في موسم رمضان المقبل ضمن مسلسل «الكون في كفّة» من كتابة علي الدوحان وإخراج سائد الهواري. وتعرضه محطة «إم بي سي دراما» ضمن أعمال رمضان الخليجية. ويضم العمل باقة من نجوم الشاشة الخليجية وبينهم مرام البلوشي ومحمود بوشهري وعبد الله الطليحي وناصر عباس وإيمان الحسيني وليالي دهراب وغيرهم. وتدور أحداث العمل حول شمور (إلهام الفضالة)، المرأة القوية والمتسلطة التي تتحكم بحياة إخوتها الأربعة وزوجاتهم، كونها وليّة نعمتهم ومصدر دخلهم. فلا توفّر جهداً في إذلالهم وبسط نفوذها على كل من حولها، إلى أن يكسر حدَث معيّن طبيعة المشهد، فتتغير حال شمور بشكل مفاجئ، وينعكس ذلك على مَجرى الأحداث بِرُمّتها. وتعلق إلهام الفضالة على دورها في المسلسل: «هي قصة امرأة تحب نفسها والحياة، مغرورة وتتمتع بشوفة الحال على الآخرين. ولقد عشقتُ الشخصية (شمور) منذ بدأت بقراءة الصفحات الأولى للنص المكتوب. فهي شخصية مثيرة للجدل ومستفزّة، قادرة على التحكم بأعصابها وتمتلك قدراً كبيراً من القسوة والجبروت. وباختصار وجدتُ فيها شخصية غير تقليدية بالمعنى الدرامي». وتضيف الفضالة: «أستطيع في أدوار الشرّ إخراج كل طاقاتي كممثلة، فرغم قسوة شمور، باتت شخصية مقربة جداً إلى قلبي. فهو عمل درامي اجتماعي يعكس مشاهد من حياتنا ومجتمعاتنا. ويطرح قصصاً تشبه كل بيت في عالمنا العربي، فشخصياته مزيجٌ متنوّع من كل ما يحيط بنا من شخوص. وعندما يطرق الحب الباب، نشهد تحوّلاً في الشخصية القاسية، وإذا بالإنسانة المتكبرة والمتسلطة تتغير وتتجه إلى الرومانسية والبحث عن الاستقرار». وإلهام الفضالة سبق وقدّمت أدوارا مشابهة في عدد من أعمالها الماضية، فتقمصت شخصية المرأة الشريرة ونجحت فيها. «أديت هذا النوع من الأدوار حتى في العام الماضي ضمن مسلسل «وما أدراك ما أمي» ولكن مثلت يومها دور أم مقعدة لخمس بنات ولديها ابن وحيد تقوم برعاية أبنائها لحين يكبرون. وعندما يقررون بيع البيت دون رضاها يتغير تعاملها معهم وتصبح قاسية عليهم. ففي الأول تقمصت شخصية امرأة متقدمة في العمر أما في «الكون في كفة» ورغم وجود تشابه الخطوط العريضة للشخصيتين ولكني أتقمص دور صبية مغرورة ومتسلطة». وعما يعني اسم المسلسل ومن سيكون بمثابة الكفة الثانية فيه توضح: «هي نفسها شمور ستكون في تلك الكفة يعني الكون بكفة وشمور وغرورها وتسلطها بكفة ثانية». وعن القدرات التي يجب أن يتمتع بها الممثل لتقديم أدوار الشر ترد في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «يلزمه أداء متنوع وشطارة في التعبير دون الوقوع في فخ المبالغة والتكرار. فلا بد من أن يتمتع الممثل بنسبة احتراف عالية كي يستطيع إيصال كمية الشر الذي تسكنه للمشاهد. فعندما نصبح في مرحلة الاحتراف نستطيع أن نستشف الخطوط العريضة للشخصية مهما كانت طبيعتها منذ لحظة اطلاعنا على النص. وأنا شخصيا أعيش دوري وأرسمه في خيالي من بداية قراءتي للعمل فأعيش اللحظة، ومن ثم أنفّذ الشخصية متسلحة بكل ما لدي من قدرات وطاقة تمثيل». وعما إذا واجهت صعوبة ما في أحد أدوارها الشريرة السابقة تقول: «صحيح أني لعبت الكثير من أدوار الشر ولكن يمكنني القول أني لا أجد صعوبة في تقمصها لا بل استمتع بأدائها. ولكن من الأدوار الصعبة التي سبق وقدمتها بعيدا عن الشر هي شخصية نادية شقيقة الأم (موزة) مع بطلة العمل سعاد عبد الله في مسلسل «زوارة الخميس». فيومها كنت متخوفة من الدور لأنه يتطلب مني مواجهة حادة مع ممثلة رائعة وقديرة (سعاد عبد الله) ولكن النتيجة جاءت جيدة جدا ونجحت والحمد الله». وترى إلهام الفضالة التي حصدت جوائز تقديرية كثيرة خلال مشوارها التمثيلي أنها تعتبرها بمثابة تفوق وترجمة لحب الجمهور لها في آن. وعن الدور الذي تتمنى تقديمه تقول: «الممثلون بشكل عام يطمحون دائما لتقديم الأفضل لجمهورهم. ولكننا في المقابل مقيدون بسبب الرقابة التي تضع خطوط حمراء للدراما لا يمكن تجاوزها. أما في أعماقنا فنتمنى تجسيد أي دور جديد يخاطب الناس بلسان حالهم». وعما تعد المشاهد في مسلسل «الكون في كفّة» من اختلاف في المضمون والأداء والحبكة ككل ترد: «لم يبق سوى أيام قليلة على موعد عرضه لتكتشفوا ذلك بأنفسكم. ولكن وبطبيعة الحال هناك الكثير من التشويق والمفاجآت التي تتخلله خصوصا عندما تنتقل شمور من مرحلة الغرور إلى مرحلة الحب». لا تتابع إلهام الفضالة أعمال الدراما العربية وعمن يلفتها بالدراما اللبنانية ترد «أسمع من هنا وهناك أسماء نجوم كثر، ولكني في المقابل لا أتابع هذه الأعمال وأصب اهتمامي بشكل أكبر على أعمال الدراما التركية فأنا أتابعها باستمرار وبقوة. وعندما أشاهدها أتعجب من الطرح الدرامي عندهم كونه غنيا ويجمع الثراء والفقر والحب والمافيا، وما إلى هنالك من فئات موجودة في المجتمع. ويقومون بمزجها معا بأسلوب محترف، فتدخل المشكلة على الأخرى بسلاسة وضمن خطوط دراما قوية وشيقة. حتى أني وصلت إلى مرحلة أسأل بها نفسي لماذا نحن لا نصل إلى هذا المستوى في الدراما؟ فنحن في الخليج العربي مشاكلنا معروفة وهي بغالبيتها اجتماعية. فنقوم بطرح قصص متشابهة ولكن في قوالب متغيرة ومختلفة. أما هم فخطوطهم كثيرة وغنية مقابل محدودية عندنا. ورغم ذلك فإننا نطور في أنفسنا وكاريكاتيراتنا وأدائنا قدر الإمكان. ويمكنني القول أني في مسلسل «عداني العيب» الذي سنشاهده بعد موسم رمضان أقدم دورا جديدا يختلف عما سبق وجسدته على الشاشة الصغيرة، وأنا متحمسة لموعد عرضه ولتلقف رد فعل المشاهدين عليه». وفي ظل جائحة «كورونا» تؤكد إلهام الفضالة: «أعيش إيقاع حياة شبيها إلى حد كبير بما يعيشه غيري من أهل الكويت. فأقوم بواجباتي المنزلية من طبخ وتنظيف، وأحيانا أتسلى في تصفية بعض أغراضي وفرز ما لا أحتاجه منها. وعند الاستراحة أجلس في حديقة المنزل أو أقوم بمشاهدة أفلام سينمائية».
مشاركة :