المصدر: بقلم: الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة يشهدون لك وللإسلام عذراً، سيدي يا رسول الله.. لقد تركنا أعداء الإسلام يتهموننا بالتخلف والجمود.. ولم نضع رؤية لمحاورتهم وإطلاعهم، لابد لنا أن نعرِّفهم أننا سبب نهضتهم، وان حضارتهم القديمة تحررت من قيود التخلف بما ورثوه من الكنوز التي كانت تزخر بها الحضارة الإسلامية في الأندلس، حيث كانت حضارتنا حاضنة للرسالات السماوية الأخرى، وذلك بشهادة المفكرين الغربيين أنفسهم.. ومليحةٌ شهدتْ لها ضُرَّاتُها والفضلُ ما شهدتْ به الأعداءُ * يقول المفكر الفرنسي لامرتين: بالنظر لكل مقاييس العظمة البشرية، أو أن اتساءل: هل هناك من هو أعظمُ من النبي محمد؟!. * بارنارد شو (مؤرخ أوروبي شهير): إن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائماً موضع المدنيات، خالداً خلود الأبد، بل يجب ان يسمى منقذ البشرية، وفي رأيي أنه لو تولَّى أمر العالم اليوم، لحل مشكلاتنا، بما يؤمن السلام والسعادة، التي يرنوا البشر إليها... * تولستوي.. يكفي محمداً فخراً أنه خلص أمة ذليلة من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريق الرقي التقدم، وان شريعة محمد، ستسود العالم لانسجامها مع العقل والحكمة... * ويل ديوارانت (كتاب: تاريخ الحضارة): إذا ما حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس قلنا إنَّ محمداً كان من اعظم عظماء التاريخ... * مايكل هارت (كتاب: الخالدون مئة): إن اختياري لمحمد ليأتي في المرتبة الأولى من قائمة أكثر اشخاص العالم تأثيراً في البشرية قد يدهش بعض القرَّاء وقد يعترض عليه البعض ولكنه كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي حقق نجاحاً بارزاً على كل من المستوى الديني والدنيوي... * ويلز (المؤرخ الانجليزي): ان أوروبا مدينة للإسلام بالجانب الأكبر من قوانينها الإدارية والتجارية... * وتقول دائرة المعارف البريطانية تحت مادة محمد: محمد بن عبدالله مؤسس الدين الإسلامي، ولد في مكة وقليلون هم الرجال الذين أحدثوا في البشرية الأثر العميق الدائم الذي أحدثه محمد... لاشك ان هذه النقول إما نرويها ليستأنس بها غير المسلمين أو المغفلون من بني جلدتنا ممن غرهم بريق الغرب الزائف، أو زيفه البرَّاق، وإلا فلا حاجة لنا نحن المسلمين لهذه النقول بعدما رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه نبياً ورسولاً، وكفى بتزكية الله لنبيِّه تزيكة، وباصطفائه له شهادة، فمقام النبوة والرسالة أعلى من أي مقام، إنها أعلى بكثير حتى من مقام العبقرية والمثالية التي يتشدق بها الغربيون، بل لا مجال للمقارنة بينهما!!. أمر ونهي.. معانٍ لا تتناهى سيدي يا رسول الله.. لم يدرك كثير من الناس، في الشرق والغرب، ماهية علم محمد، حيث وصفك ربك جل وعلا بقوله: يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ. يأمر محمد r الناس جميعاً بكل خير، وينهاهم عن كل شر، فما من خير إلا أمر به، وما من شر إلا نهى عنه، وهذا لا يتيسر لبشر.. إلا إذا كان علمه شاملاً كاملاً، وإنما جاء الشمول والكمال في علم محمد r.. ويحمل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث.. ما هذا؟؟ إنه إعجاز.. مع إعجاز. هذه بدائع إعجاز شخصية محمد، هناك استحالة أن يقول هذا بشر.. ما هذا إلا قول رب العالمين.. يحل محمد للناس إلى ليوم القيامة كل ما هو طيب، سواء كان نية، أو تفكيراً، أو هماً، أو إرادة، أو قولاً، أو عملاً.. يُحلُ لهم كل شيء فيه التوجه إلى الله.. ويحل لهم كل ما يعينهم على التوجه الخالص إلى الله.. إن الله طيب، لا يقبل إلا طيباً.. إنها بحار، ما لها قرار.. إن معانيها، لاتتناهى.. لان كلام الله، لا أول لمعانيه، ولا آخر!! وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ. يُحرِّم محمد، الخبائث على الناس جميعاً، كل شيء خبيث، سواء كان نية، أو تفكيراً، أو إرادة، أو هماً، أو عملاً أو قولاً، يحرّم عليهم أن ينووا شراً.. أو يفكروا شراً.. أو يريدوا شراً.. أو يهموا شراً.. أو يعملوا شراً.. أو يقولوا شراً.. من ذا الذي يستطيع ان يقول شيئاً من هذا الشمول إلا أن يكون الله من ورائه.. ينطقه، بما شاء أن يحلّه لعباده.. وبما شاء ان يحرّمه على عباده.. وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى. مستحيل، ثم مستحيل، ان يستطيع عقل بشر الإحاطة التامة بكل الطيبات التي تحل للناس!!. أو بكل الخبائث التي تلوِّث حياة الناس!!. ليس في زمن محدد، بل لأزمان مفتوحة إلى يوم القيامة، فلئن أحاط محمد بكل اولئك، كان ذلك برهاناً على أن الله هو الذي أوحى لرسوله..