إبراهيم الحسين بين دوار الوردة والفم المتشرد في جهات الجمر!

  • 6/20/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

من دوار الوردة إلى الفم الذي يتشرد، صدرت عن دار مسعى للنشر والتوزيع مجموعتان شعريتان للشاعر السعودي إبراهيم الحسين، هما السادسة والسابقة في رصيد إصداراته، حيثُ حملت المجموعة الأولى عنوان دوار الوردة، فيما جاءت المجموعة الثانية بعنوان فم يتشرد في جهات الجمر. في مجموعته دوار الوردة التي تقع في 263 صفحة، يمضي الحسين باتجاه تمثلات الوردة في الحياة، فيكتشف ألوانها وروائحها وطرقها وأشكالها، فهو ديوان يتقطر منه الندى، أو عليه كما هو عليها، لا يترك الشاعر حالة من حالاتها لا يحاول فيها، وربما تكون رغبته في اتحاد كليّ معها، شكلاً من التولّه بين روح الشاعر وانفتاح الوردة. أما في المجموعة الثاني، التي حملت عنوان فم يتشرد في جهات الجمر فيغرق إبراهيم في طرائق الكتابة، أو في طرق القول، هذا كلامٌ عن الكلام، عن القول والكتابة والشعر والنص. وبالرغم من أن الشاعر لا يقسم كتابه، لكن القارئ سيجد كيف تنتقل كرة الديوان من الحجر حتى القصيدة والنص حتى الالتزام العام بالقضايا الكبرى في وطنٍ يتقسم، حتى يعود الشاعر لفنجان قهوته، ليشربه على كل هذا الوجع الذي يتصوّب من كل جهة. وعلى كل هذا المدى المتسع باتساع الفكرة وتأولاتها. في إحدى قصائد الديوان، وهي قصيدة أعمق من قهوة المساء نجد الشاعر يقول: أعمق من قهوة المساء، الكدماتُ التي لحقت بأرواحنا طيلة النهار، والتي نترشّفها لنكمّدها بها... أعمق منها ومن صفرتها أو دكنتها، الكلام الذي ألفيناه عند الصحو يبقّع مخداتنا ولم نجد مكاناً نخبّئه فيه غير أجسادنا، فظلّ سحابة يومنا يطرق بكلتا يديه، يريد أن يخرج.. أعمق من تلك القهوة، ذاك المساء الذي نتوهمها فيه خشبة نجاة.

مشاركة :