معارك ترامب الجديدة ... الوباء ورقة رابحة

  • 4/18/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ربما تكون المعارك التي يخوضها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حالياً على عدة جبهات، ضمن استراتيجيته الانتخابية مع اقتراب سباق الرئاسة في نوفمبر المقبل، واستغلالاً لتسليط كل الأضواء العالمية عليه بسبب أزمة «كورونا»، ومن يدري.. فقد يصبح الوباء في نهاية المطاف «ورقته الرابحة». في ثلاث جبهات، تجلت فيها تلك «الاستراتيجية» وفق مراقبين، هي أولاً إعلانه تعليق تمويل بلاده لمنظمة الصحة العالمية، ومعركته مع حكام الولايات حول إعادة تشغيل عجلة الاقتصاد الأمريكي المغلق بسبب تفشي الوباء، وأخيراً استمرار خلافه مع الصحافيين في البيت الأبيض. جاء ذلك بينما تسود الولايات المتحدة الدعوة نحو نبذ الخلاف السياسي من أجل مجابهة الجائحة العالمية، التي جعلت الولايات المتحدة هي الأعلى عالمياً من حيث عدد الإصابات بأكثر من 600 ألف وعدد الوفيات والتي فاقت 25 ألفاً. محاولة تهدئة وقد فسّر البعض خلاف ترامب، مع المنظمة، بأنه محاولة لتهدئة الانتقادات ضده بتأخر رد فعله على تفشي الوباء، وعدم فرض قيود التباعد الاجتماعي مبكراً وإغلاق الاقتصاد، إلا بعد أن خرج الوباء عن نطاق السيطرة. ولأن الولايات المتحدة أكبر مساهم في تمويل المنظمة الدولية، بما بين 10 و 15 في المئة من ميزانيتها البالغة نحو أربعة مليارات دولار، جاء هذا القرار ليثير المخاوف على مصير برامج المنظمة، إضافة لانتقادات دولية وتعليقات من أبرزها ما ذكره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، من أنه ليس الوقت المناسب لوقف تمويل المنظمة. جاء الخلاف مع حكام الولايات حول توقيت إعادة فتح الاقتصاد أول مايو، وما ذكره ترامب من أن له «السلطة المطلقة» في اتخاذ مثل هذا القرار، بما تسبب في خلاف حاد مع حكام الولايات ومن أبرزهم أندرو كومو حاكم نيويورك، والذي أكد على أن البلاد يحكمها دستور هو الذي جعله رئيساً وليس ملكاً بسلطة مطلقة، مؤكداً أن الأمر يرتبط بسلامة مواطني الولاية وليس بتعليمات ترامب. من جديد عادت معارك ترامب مع الصحافيين وتزامناً مع «مؤتمرات كورونا» في البيت الأبيض، إذ وصف برايان جيمس كارم مراسل «سي إن إن»، بأنه «ثرثار»، جراء مشادة لفظية معه بعد إعلان تعليق تمويل منظمة الصحة العالمية. وسبق أن هاجم ترامب الصحافي بيتر أليكسندر، مراسل «إن بي سي»، بشأن «كورونا» حين سأله قبل شهر عن رسالته للأمريكيين المذعورين من «كورونا»، فأجاب ترامب «سأقول إنك مراسل بشع». لكن طبيعة شخصية ترامب، الذي يهوى خوض المعارك، قد تجعل من هذه الجبهات أوراقاً رابحة يسعى لاستغلالها لتعزيز شعبيته، وهي كلها مرتبطة بأزمة كورونا، أو ما يراها البعض أهم ورقة رابحة له في الطريق نحو إعادة الانتخاب. طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :