الانقسام مقتل القضية الفلسطينية

  • 6/20/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تمر في هذه الأيام الذكرى السنوية الثامنة للانقسام الدموي الذي شطر الوطن الفلسطيني إلى نصفين بين ضفة محتلة وقطاع محاصر، وأدى إلى ضياع القضية الفلسطينية وتراجعها مئات السنين للوراء بفعل تقاتل أبناء الشعب الواحد على سلطة لا تحمل من الواقع غير اسمها.. وصعود موجة تبادل الاتهامات والتراشق الإعلامي وحفلات الردح والقدح والذم بين طرفي الانقسام خاصة عبر فضائيات الفتنة، ما أفقد القضية جزءاً كبيراً من مناصيرها وداعميها في الشارع العربي والعالم. وبعد محاولات من أطراف داخلية وخارجية لإعادة الوحدة للبيت الفلسطيني جاءت اتفاقات مكة والدوحة وصنعاء والقاهرة 1 والقاهرة 2 واتفاق الشاطئ، لكن غالبية هذه الاتفاقات بقيت حبراً على ورق، ولم ير النور إلا الجزء اليسير منها، أما القضايا الجوهرية فقد ظلت معلقة وبعيدة عن إيجاد الحلول لها بفعل عدم صدق النوايا وتراجع الطرفين، عند أول فرصة، عن ما اتفق عليه. وإثر ذلك ظلت إسرائيل تتذرع بالانقسام للتهرّب من الاستحقاقات والتراجع عن مقتضيات اتفاق أوسلو وسحب البساط من تحت أقدام السلطة الفلسطينية إلى أن وصل الحال إلى ما هو عليه اليوم من شرذمة وتمزق واستفراد كيان الاحتلال بالفلسطينيين بعيداً حتى عن إدانة ممارساته. لذلك نرى أن إسرائيل ماضية في عنجهيتها واعتداءاتها على الفلسطينيين ومقدساتهم، فالشهيد يسقط تلو الشهيد وغزة تتعرض للحصار والعدوان تلو العدوان من دون أن يحرك العالم ساكناً، أما الضمير الإنساني فإنه يغط في نوم عميق. إنهاء التضامن وعلى الصعيد الفلسطيني الداخلي نجحت إسرائيل وسياساتها في إنهاء حالة التضامن والتعاضد بين الشعب الواحد، ففي السابق كان سقوط شهيد في قطاع غزة كفيل بإشعال الضفة الغربية من أقصاها إلى أقصاها لهيباً تحت أقدام الاحتلال، أما اليوم فيسقط الشهيد على بعد أمتار معدودة من مراكز المدن.. لكن ذلك لا يحمل المتبضعين على التوقف والانخراط في العمل النضالي، كما لا يحمل أصحاب المحال على إغلاق محالهم إكراماً لذلك الشهيد وكنوع من التضامن وتقديم أقل القليل مما قدمه ذلك الشهيد وهو دمه رخيصاً في سبيل الله ثم الوطن. الحد الأدنى أما الموقف الرسمي فإنه أقل من الحد الأدنى الذي يتطلع إليه الشعب من حيث الإبقاء على الاتفاقات المبرمة مع الاحتلال رغم جرائمه اليومية ورغم تراجعه نفسه عنها من حيث استباحة المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وارتكاب الجرائم والقتل بدم بارد وتصعيد سياسة الاستيطان وتهويد المدينة المقدسة وإطلاق العنان لعصابات المستوطنين للعربدة على الفلسطينيين وإتلاف محاصيلهم وتخريب ممتلكاتهم. ملف التهدئة وفي قطاع غزة بدأت الحقائق تتكشف عن محادثات غير مباشرة ودردشات بين حركة حماس وإسرائيل بشأن تهدئة طويلة الأمد، وهذا الأمر له وجهان، أولهما أن هذه الهدنة إن كانت تكّرس الانقسام وفصل غزة عن الضفة وتسعى حماس من خلالها إلى فرض سياسة الأمر الواقع والاستفراد بحكم القطاع.. فإنها تصب في صالح إسرائيل ومشروعها الهادف إلى إنهاء القضية الفلسطينية عبر سياسة فرّق تسد وتحويل الأراضي الفلسطينية إلى كانتونات ومعازل تحرم الفلسطينيين من تحقيق حلمهم في الدولة. أما إن كانت هذه الهدنة تأتي في إطار تنسيق كامل مع منظمة التحرير والقيادة الفلسطينية على طريق رفع الحصار وحل سياسي شامل وتقوية جبهة المقاومة فإنها تصب في صالح القضية وعلى طريق التحرير. موقف رسمي قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة تعقيبا على ما يتم الحديث عنه عن قرب التوصل الى تهدئة في قطاع غزة، إن ذلك سيكون مهماً، إذا لم يكن على حساب وحدة الأرض والدولة والشعب، وألا يكون تمهيداً للقبول بدولة ذات حدود مؤقتة، الأمر الذي سيترك آثارا مدمرة على الشعب الفلسطيني وقضيته واستقلاله. وأضاف أن أية تهدئة يجب أن تهدف إلى رفع المعاناة عن شعبنا، وألا يكون ثمنها الخروج عن الإجماع الفلسطيني والقومي.

مشاركة :