يمتد ساحل الفيروز (توركواز كوست) إلى الجنوب والغرب من مدينة أنطاليا التركية التي كانت تعرف في عصور قديمة باسم ليسيا، وهو أحد أكثر المناطق الطبيعية وغير المطورة إمتاعاً في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ويمتد الشاطئ على طول أجزاء كبيرة من التضاريس الجبلية الوعرة في المنطقة التي هي باستثناء سهلين صغيرين تشكل مجموعة من الخلجان الرائعة والجونات الجميلة التي تنحدر مباشرة إلى زرقة البحر الفيروزية المذهلة. تتضمن البيئة والتضاريس الطبيعية في هذا الموضع، أنه وحتى أكبر المنتجعات الأخرى مثل فتحية و كاس لا تعدو كونها أكثر قليلاً من قرى متضخمة عند المقارنة، ومع أنها منتجعات شبيهة إلا أنه توجد بها مجموعة كبيرة من المقاهي والمطاعم والمحال التجارية ووكالات السفر وأمثالها تجعلها أقل تفضيلاً، ولذا فإذا كنت ترغب في الحصول على المزيد من الهدوء فعليك التوجه إلى أحد هذه المكامن الصغيرة المخبأة في ثنايا هذا الساحل الصخري والجميل. منتجع سيرالي إذا توجهت إلى أقصى الشرق وقريباً من مدينة أنطاليا الكبرى ستصل إلى سيرالي التي هي قرية متواضعة وبديعة تمتد على شكل قوسي بين مساحات شاسعة من بساتين الحمضيات التي تحتل الأراضي الخصبة بين الجبال الخلابة والشاطئ المفروش بالحصى الذي يمتد بطول يزيد على كيلو مترين ونصف الكيلو، حيث يمكنك أن تجد نزل الضيافة الصديقة للعائلة وشريطاً من المطاعم الشاطئية الصغيرة التي توفر جميعها لزبائنها الأسرة الشمسية والمظلات. السباحة في هذا المكان رائعة ولكن عليك أن تحترس من السلاحف القادمة في موسم التعشيش، وتبدو المناظر المحيطة بالمنطقة رائعة من ذروة جبل أوليمبوس الشاهقة (والذي يعرف أيضاً باسم تاتالي) التي يبلغ ارتفاعها 7759 قدماً، بجانب موجة تلو الموجة من القمم الأخرى الأصغر حجماً والمكسوة بالأشجار. وتندلع نيران الكايميرا الطبيعية من فتحات في تلال الصنوبر الحرجية التي تقع خلف الشاطئ مباشرة، كما أن الوصول إلى أنقاض أوليمبوس القديمة يستغرق وقتاً قصيراً في نزهة سيراً على الأقدام. جولات المشي إذا كنت ترغب في أن تكون أكثر نشاطاً فيمكنك الاتجاه نحو الطريق الليسية التي تقع تماماً على درب المشي لمسافات طويلة المزود بعلامات في تركيا، لقضاء يوم من جولات المشي عبر غابات الصنوبر التي تقع إلى الجنوب الغربي من المنارة الموجودة في رأس كيب غيلدونيا، أو يمكنك الاتجاه نحو الشمال الشرقي إلى جبل موسى لتفقد آثار وشاطئ أوليمبوس، أما إذا لم يكن الغوص السطحي كافياً لإشباع هواياتك فهناك مدرسة للغوص تتمتع بسمعة جيدة وتحت إدارة ألمانية تقع على الشاطئ. يقودك الطريق المتجه غرباً نحو كاس إلى قرية صغيرة ومميزة اسمها كالي كويو، تقع أسفل قلعة سيمينا كروسيدر، وتطل على المياه الفيروزية لجزيرة كيكوفا الصخرية وغير المأهولة. وتبدو القرية حين تتطلع إليها عبر أشجار الخروب والنخيل والجوز والتين والموز المتشابكة أشبه بالمنازل اليونانية القديمة المتناثرة، وثلاث من تلك المنازل عبارة عن نزل بسيطة للضيافة. يقع القبر الليسي نصف المغمور وهو عبارة عن تابوت حجري مقام على قاعدة صخرية والعديد من التوابيت الأخرى في مقبرة قديمة على حافة النتوء الصخري الذي تقع عليه القرية، وتماماً أسفل القلعة التي تمت المحافظة عليها بشكل جيد. للوصول إلى كالي كويو يمكنك إما السير على الأقدام أو ركوب قارب، وتقوم الفنادق بترتيب رحلات القوارب الطويلة فوق المدينة الليسية الغارقة وعلى طول الساحل إلى المواقع الأثرية الأخرى النائية والرائعة، حيث يغوص الزوار الذين يتوقفون في المكان في بحر من متعة الاسترخاء الكامل الذي يمكن الحصول عليه في المنتجعات. أما إذا اتجهت أبعد من ذلك نحو الغرب ومضيت إلى ما وراء منتجعات كاس وكالكان الجذابة، فستصل إلى قرية جيلميس وهي قرية تركية تقليدية تقع في فجوة بين التلال إلى الشمال مباشرة من آثار باترا الرومانية التي تحيط بها الكثبان الرملية وتم الحفاظ عليها بشكل ممتاز، مع شاطئ المنطقة المدرج بصورة لطيفة. ولا تبدو قرية جيلميس في مثل الجمال الذي عليه منتجعا كالي كويو وكالكان القريبين منها لكنها تملك ميزة سهولة الوصول منها إلى ما يمكن القول إنه أطول وأفضل شواطئ تركيا، ولمجموعة من الفنادق ذات القيمة الجيدة، إلى جانب القليل من المطاعم الرخيصة والمبهجة. يمكنك كذلك استكشاف الشاطئ الرملي الرائع الذي يصل طوله إلى أكثر من 14 كيلومتراً وتتردد عليه السلاحف ضخمة الرأس في موسم تكاثرها، كما يمكنك استكشاف مناطق المستنقعات فيما وراء الكثبان الرملية بحثاً عن طيور البلشون والرفراف المرقط صائدة الأسماك، أو القيام بجولة بالسيارة لاستكشاف المواقع الأثرية القديمة في الجبال حول ليسيا. مناخ المنطقة حار في الصيف ومعتدل في الربيع والخريف ويميل للبرودة في الشتاء، وهناك فرصة للرحلات على اليخوت التقليدية التي تعرف بالجولية، والمشي على الطريق الليسية، وممارسة التجديف والغطس والطيران الشراعي وركوب الدراجات عبر المسارات الجبلية، واستكشاف الآثار الرومانية العديدة التي تم الحفاظ عليها بشكل جيد، ذلك فضلاً عن وجود ستة ملاعب للغولف في الجزء الشرقي من المنطقة. فندق ماندارين أورينتال بودروم من الصعب تصور وجود منتجع أكثر تطوراً وحصرية وباعثاً على الاسترخاء في هذا الجزء من تركيا من ماندارين أورينتال الذي يتمتع بخليجه الخاص، ويقع في مكان مميز على الشواطئ الشمالية لشبه جزيرة بودروم وعرة التضاريس، فوق أحد التلال الخضراء التي تطل بشكل مقوس وجميل على ساحل بحر إيجة. ومع تنحية اليخوت العابرة الفاخرة التي تعود إلى نخبة تركيا الغنية التي جعلت من منطقة بودروم وضواحيها الريفييرا الفرنسية الخاصة بهم، جانباً، فلا وجود لما يذكرك بالعالم الخارجي بمجرد دخولك إلى هذا المنتجع الساحر. تدور الأنشطة النهارية في المكان حول الشواطئ الرملية الجميلة، والسباحة في مياه البحر اللازوردية النقية مثل الكريستال، والاسترخاء في مجمع الحمامات التركية الأنيق، وتدليل نفسك في مركز العلاج الطبيعي والسبا الرائع، أو الحفاظ على لياقتك البدنية في صالة التدريبات الرياضية المجهزة بأحدث الآلات. الأناقة المضبوطة هي المفتاح إلى 86 غرفة و23 شقة فندقية موجودة في المنتجع، وتظهر الجذور الشرقية الصريحة في التركيز على خطوطها الأفقية والعمودية البسيطة. فندق ومنتجع غلوريا غولف ريزورت يستهدف هذا الفندق، الذي يتبع مجموعة غلوريا لاعبي الغولف في المقام الأول، ويجذب مزيجاً من الأسر التي يرغب أحد أفرادها في لعب الغولف ومجموعات الأصدقاء التي ترغب في الاستمتاع باللعبة الأرستقراطية، ويساعد موقع الفندق في منطقة تلال خضراء جميلة والشاطئ الرملي الطويل في تحقيق هدف إقامة هذا المنتجع. يشتمل هذا الفندق الذي الذي يبعد عن مدينة أنطاليا التاريخية مسافة نصف ساعة بالسيارة، ويعتبر من أعرق الفنادق في محفظة بيليك العقارية، على جميع اللوازم والضروريات والكماليات التي يمكنك توقع وجودها في فندق من فئة الخمسة نجوم مع الكثير من التركيز على النشاطات الأخرى خلاف الغولف، حيث توجد به منطقة واسعة لحمام السباحة كما أن به الكثير من النشاطات المناسبة للأطفال. يحتوي المنتجع على أكثر من 500 غرفة، أكثر من نصفها تقريباً غرف معيارية والبقية هي خليط من الأجنحة والأجنحة العائلية والفيلات، وجميعها مزودة بكل الخدمات واللوازم الضرورية والكمالية للإقامة المريحة. منتجع أدراسان يقع أدراسان على بعد واديين إلى الجنوب من سيرالي، وهو عبارة عن شريط من نزل الضيافة والفنادق المتواضعة التي تمتد بشكل لطيف على الشاطئ المقوس الذي ينتهي إلى نتوءات صخرية مكسوة بأشجار الصنوبر التي تتدلى من المرتفعات الصخرية في الأعلى، ولا يوجد هناك الكثير لفعله سوى السباحة في مياه الخليج الدافئة والصافية، والقيام بجولة على أحد الزوارق إلى مرفأ جنوة هاربور، أو الاستمتاع بحمام شمسي. يعتبر المكان مثالياً للأسر الجديدة مع وجود مجرى مائي صغير تسبح فيه طيور البط، إلى الشمال من الخليج وتكاد لا توجد حركة في المكان حيث إن المنتجع مغلق.
مشاركة :