قتلى وجرحى في عمليات لـ«مقاومة صنعاء» ضد الميليشيات الحوثية

  • 6/20/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

لقي عدد من عناصر الميليشيا الحوثية، فجر أمس ومساء أول من أمس، مصرعهم، وجرح آخرون في سلسلة هجمات استهدفتهم في عدد من المناطق المجاورة للعاصمة صنعاء، وذكرت مصادر متطابقة أن مسلحين حوثيين سقطوا قتلى وجرحى في هجمات للمقاومة الشعبية في مديريتي بني مطر والحيمة الخارجية في غرب العاصمة صنعاء، ومديرية أرحب بشمال العاصمة، وهذه المديريات تتبع إداريا محافظة صنعاء، وجاءت هذه العمليات بعد أيام على عمليات مماثلة وقعت في مديرية همدان بمحافظة صنعاء في الشمال الغربي للعاصمة صنعاء، وقد تبنت المقاومة المؤيدة للرئيس عبد ربه منصور هادي وللشرعية الدستورية هذه العمليات التي تزايدت في الآونة الأخيرة. ورغم سيطرة الحوثيين على معظم المحافظات اليمنية، فإنهم يواجهون مقاومة شرسة في مناطق يحاولون السيطرة عليها بقوة السلاح وإخضاعها لنفوذهم العسكري والسياسي والاقتصادي، وهو الأمر الذي يرفضه قطاع واسع من اليمنيين في طول البلاد وعرضها، فإلى جانب المقاومة الموجودة في تعز، وعدن، ولحج، والضالع، وأبين، والبيضاء، وشبوة، ومأرب، والجوف والحديدة وغيرها، هناك مؤشرات قوية على وجود مقاومة في المناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء، وهي الموجودة في المناطق المشار إليها، ويعتقد المراقبون أن هذه المقاومة وجدت في تلك المساحات الجغرافية، رغم أن الحوثيين كانوا على يقين أنه لن يوجد من يقاومهم هناك، وذلك لسببين، الأول يتعلق باعتقادهم أن معظم سكان تلك المناطق من الموالين لهم وللرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، والثاني لأنهم يعتقدون، أيضا، أنهم قد قضوا على كل معارضيهم في الحزام الزيدي المحيط بصنعاء، بدءا بمنطقة أرحب التي أخذت نصيب الأسد من الانتهاكات التي قامت بها ميليشيات الحوثي في شمال البلاد، وتأتي في المرتبة الثانية مديرية همدان، وقد مارس الحوثيون انتهاكات، في تلك المناطق، ضد خصومهم السياسيين، تنوعت بين عمليات الدهم والاعتقالات وتفجير المنازل والمؤسسات المدنية والدينية وتشويه صورة الزعماء القبليين وتشريد الكثيرين منهم خارج قراهم ومدنهم. وفي هذا السياق، لا يستبعد مراقبون، تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» أن تظهر، في القريب العاجل، مقاومة مماثلة في العاصمة صنعاء نفسها، رغم كل التعقيدات الأمنية المحيطة بموضوع كهذا، وفي ظل سيطرة الأجهزة الأمنية والمخابراتية الرسمية التي سيطر عليها الحوثيون، وغير الرسمية التي تمتلكها الميليشيات، إضافة إلى ما يشبه الخلايا الأمنية والمخابراتية التي تتبع مباشرة المخلوع صالح والتي تتكون من عاملين في أجهزة المخابرات الرسمية وآخرين من جهات واتجاهات مختلفة، ويعتقد المراقبون أن جماعة الحوثي تحاول «استدعاء المقاومة في صنعاء بطرق كثيرة، آخرها ما يتعلق بالتفجيرات الأخيرة التي شهدتها العاصمة ليلة الأربعاء الماضي، رغم السيطرة الأمنية الكاملة للميليشيات وأجهزة الأمن الموالية للحوثيين وصالح على كل المفاصل في المدينة»، لكن المراقبين يؤكدون أن «كل الأوراق سوف تختلط إذا ما حدث ذلك، وهو أمر ليس بالبعيد»، حسب المراقبين الذين يشيرون إلى «حالات غبن كثيرة تورط فيها الحوثيون ومست قطاعا واسعا من سكان العاصمة، وبالأخص من ينتمون لمحافظات أخرى وليسوا من السكان الأصليين لصنعاء». وتمنع المقاومة الشعبية في الكثير من المحافظات والتي تشكلت من القوات العسكرية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي والتكوينات القبلية والأهلية المجتمعية المؤيدة للشرعية والرافضة لسطوة المتمردين، جماعة الحوثي من السيطرة على عدن وتعز ومأرب والضالع وغيرها، وقد وحدت مساعي الحوثيين لابتلاع اليمن بكامله، الكثير من القوى المختلفة، وفي مقدمتها فصائل ومكونات «الحراك الجنوبي»، بعضها مع بعض، ومع مكونات سياسية أخرى تختلف عنها في التوجهات الفكرية والسياسية. وبحسب مصادر سياسية يمنية في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، فإنه إذا فشلت مشاورات جنيف في التوصل إلى اتفاق لتطبيق أهم بنود القرار الأممي 2216 المتعلق بالانسحاب من المدن، فسوف تتواصل عمليات المقاومة للمجاميع الحوثية التي توصف بـ«الغازية»، وستتزايد بصورة أكثر ضراوة عما هي عليه في الوقت الحاضر، وخلال قرابة 3 أشهر من العمليات العسكرية في اليمن، تبينت القدرات الحقيقية للمقاومة المناوئة للحوثيين، وبالأخص في المدن التي عجزت الميليشيات المعززة بقوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة الموالية للمخلوع صالح، عن كسر شوكة المقاومة فيها، وباتت المواجهات والحرب هناك سجالا، حتى اللحظة، وتسجل الكثير من فصائل المقاومة في اليمن شكرها لقوات التحالف على دعمها بالأسلحة خلال الفترة الماضية، كما يقول أحد أفراد المقاومة في تعز، لكنه يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن المقاومة «ما زالت بحاجة لمزيد من الدعم، خاصة في ظل الحصار الذي تفرضه القوات المهاجمة على معظم مناطق الصمود والقتال».

مشاركة :