تجلس الجدة في سبت النور والأحفاد والأولاد إلى جوارها، وتغرس الريشة في قلب بصلة ثم تغمسها في المكحلة، لتزين بها العيون، اعتقادا منها بأن هذا ما يقوي العين ويجعلها سليمة وجميلة. الجميع يجلس، دون استثناء، في انتظار دوره، حتى الأطفال الرضع، لهم من سبت النور، نصيب. سبت النور، عادة مصرية قديمة، جمعت المصريين لقرون، كادت أن تندثر خاصة بمدن محافظة الإسماعيلية. تقول أمل معز، من ابناء مدينة الاسماعيلية، مازالت اذكر في طفولتي، والتفاف الجميع حول العمة، لتكحيل العيون، والذي كان قوي، ويتعب العين للحظات، ولكنه كان اكثر ثباتا، بسبب وضعه في البصل، ولكن مع الوقت والتطور الذي نشهده، اختفت تلك العادة عن عائلتي، ولكني اتمني ان تعود لتجمع الابناء، في اجواء اشبه بالاحتفالية، لتصنع ذكريات جميلة بينهم، خاصة ان العادة المصرية لم تفرق بين ولد وبنت ، مسن او شاب، الجميع يلتفون ويجتمعون ويتزينون. في سبت النور، كل العيون كحيلة بقري الاسماعيلية، حيث تحرص السيدات المسنات علي ممارسة العادة المصرية القديمة بكامل اصولها. تقول غادة محمد، تحرص خالتي علي تجميع الابناء ، مع بداية يوم سبت النور، وتقوم بتكحيل العيون، وتقول لنا انها عادة ورثتها من جدتها، وستظل تمارسها طوال حياتها، خاصة وانها مرتبطة بالاحتفال باعياد الربيع وشم النسيم. تقول آمنة عيسي، ان سبت النور عادة مصرية قديمة لا تفرق بين مسلم ومسيحي، وانه بمثابة مشاركة مجتمعية تجمع ابناء الوطن الواحد، وتوضح عندما جاءت المسيحية في مصر ألبست العادة ثوبا دينيا، لكنها انتشرت بين جميع المصرين دون استثناء. تقوي النظر وتحمي من البكتيريا، هذا ما أكدته صباح مجدي، سيدة خمسينية، تحرص كل عام، علي تجميع اولاد القرية من الجيران، لتكحيل عيونهم، ظنا منها أن العادة المتوارثة مباركة.
مشاركة :