حددت أمهات أطفال في مركز دبي للتوحد، تحديات عدة تواجهن في التعامل مع أطفالهن خلال فترة الحجر الصحي، التي قررتها الدولة كإجراء احترازي ووقائي للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، ومن أبرز هذه التحديات أن الأطفال غاضبون بشكل مستمر ومزاجيون جدًا ولا يمكن للأسر احتواء ذلك، كما أنها غير قادرة على إعطائهم الجلسات العلاجية الضرورية في النطق والعلاج الوظيفي، إضافة إلى أن الحجر الصحي يؤثر على ضعف التفاعلات الاجتماعية للطفل بسبب عدم توافر أنشطة لتنمية المهارات الاجتماعية، كذلك فإن التعليم عن بعد غير مجدٍ مهم، لأن الأم تجد نفسها مضطرة لشغل كل الفراغ الحاصل نتيجة تعطيل المدارس، وعدم الخروج معهم في نزهة قد يحدث لديهم نوبات غضب وعنف، ويعزز لديهم الإحساسهم بالملل ورغبتهم في الذهاب للمركز وعدم تطبيقهم للدروس في المنزل. وكان المركز أجرى استبياناً، أخيراً، حول تأثير الحجر الصحي على الأطفال المصابين بالتوحد والمنتسبين للمركز، وحصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منه، وتضمن الاستبيان أربعة أسئلة ركزت على تؤثر التدابير المتخذة في فترة الوباء على أسر الأطفال المصابين بالتوحد، والتحديات التي تواجه أسر المصابين بالتوحد بسبب طول فترة البقاء في المنازل، والموارد المتوفرة على الإنترنت والتي يمكن الاستفادة منها، و مقترحات ذوي الأطفال لتطوير نظام الرعاية كي يتم توفير أقصى درجات الرعاية الصحية التي يمكن الوصول إليها. وأكد مدير عام مركز دبي للتوحد وعضو مجلس إدارته، محمد العمادي، أهمية التزام جميع أفراد المجتمع بما فيهم أسر المصابين بالتوحد بالتوجيهات الحكومية فيما يتعلق بالحجر الصحي المنزلي الذي يعد من أهم التدابير الوقائية والأساليب الناجحة لاحتواء فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» والقضاء عليه، مشيراً إلى أن الالتزام به يعتبر مسؤولية مجتمعية وأخلاقية من قبل الشخص تجاه أفراد أسرته والمجتمع. وأشاد العمادي بإطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، «البرنامج الوطني للفحص المنزلي لأصحاب الهمم»، مؤكداً بأن هذا القرار يعبر عن الرعاية والاهتمام الذين يحظى بهما أصحاب الهمم في الدولة، مشيراً إلى أنهما نابعان من رؤية عميقة من القيادة بأهمية هذه الفئة في التنمية وعملية التطوير. وحول مدى تأثير الحجر المنزلي على أسر المصابين بالتوحد، قال العمادي لـ«الإمارات اليوم»: «يمكن أن تكون هناك تأثيرات سلبية كبيرة إذا لم يتم اتخاذ الاحتياطات المناسبة، وما يثير القلق هو تراجع مهارات الطفل المصاب بالتوحد جراء توقف الخدمات التأهيلية التي اعتاد الحصول عليها، إذ يمكن أن يؤدي التوقف عن تقديم الخدمات إلى تراجع في مجموعة من مهارات الطفل التي يكون قد اكتسبها خلال العام الدراسي، ويشكل هذا تحديًا كبيرًا للمعلمين والمعالجين بمجرد استئناف الدراسة، لذا فإنني أدعو جميع الآباء إلى التواصل مع مقدمي خدمات التعليم والتأهيل في هذه الفترة لضمان استمرارية حصولهم على الخدمات»، لافتاً إلى أن المركز أعلن سابقاً عن بدء تطبيق نظام التعليم عن بعد للطلبته خلال فترة إغلاق المدارس. وأضاف العمادي: «تمكنا في مركز دبي للتوحد من تزويد الأهالي بدعم متنوع في الخدمات التعليمية والتأهيلية في كل من مهارات الحياة اليومية وعلاج النطق والعلاج الوظيفي، وقد كان لهذا الدعم نتائج حاسمة في الحفاظ على مجموعة من المهارات المكتسبة لدى الطلبة وكذلك تطويرها»، داعياً الآباء والأمهات إلى التحلي بالصبر حتى تجاوز هذا التحدي، لأن القلق أو الانزعاج قد يفاقم من المعاناة ويزيد الأمر سوءًا. من جانبه اقترح رئيس برنامج التوحد للتعليم والتأهيل في المركز، نيكولاس أورلاند، أن يعد أهالي الأطفال المصابين بالتوحد جداول زمنية للأنشطة اليومية لهم ولأطفالهم تتضمن أنشطة العناية الذاتية، مشيراً إلى أن ذلك سيضمن تلبية التوقعات وتخفيف حدة القلق. وقال أورلاند: «أنا أدعو بشدة إلى استخدام الجدول الزمني المرئي للمساعدة في الحفاظ على الروتين، إذ أن الجدول المرئي هو وسيلة فعالة تُستخدم لعرض الأنشطة اليومية عن طريق الصور، وهو ما يعزز من إدارة الأنشطة المتنوعة»، داعياً ذوي الطلبة إلى التواصل مع المدرسة أو المركز لطلب الدعم الخاص لطفله والمتوافق مع بيئته المنزلية خلال هذه الفترة. من جهة أخرى، قدمت أمهات أطفال المركز اقتراحات عدة، منها: عدم إغلاق مراكز أصحاب الهمم مع تطبيق التدابير الاحترازية بشكل دقيق، وتدريب الأطفال والأهل للتعلم على الدراسة عن بعد في المستقبل، وتوفير خيار الزيارات المنزلية من قبل الطبيب المختص، إذ إن إحضارهم الى المستشفى يشكل صعوبة كبيرة على كثير من الأسر، وكذلك توفير مشرف لكل مجموعة من أصحاب للهمم يتصل بهم أو بأولياء أمورهم لمتابعتهم، وبناء مستشفى متكامل متخصص للتوحد وعلاج الأمراض التي تصيبهم من إنفلونزا والقلب وكسور العظام وعلاج الأسنان، على أن تكون كل هذه الخدمات متوافرةة تحت سقف واحد للتوحد وتدريب الكادر الطبي للتعامل مع التوحد، وتوفير أجهزة للعلاج الوظيفي للطفل المصاب بالتوحد أثناء تواجده في المنزل. ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :