عواصم - وكالات: حذّر رئيس الحكومة اليونانية الكسيس تسيبراس من "بداية نهاية منطقة اليورو" في حال خروج اليونان منها وفق ما جاء في مقابلة مع صحيفة "كورييه" النمساوية. وقال تسيبراس إن "خروج اليونان من منطقة اليورو لا يمكن أن يكون خيارًا لليونانيين أو الاتحاد الأوروبي. إن ذلك سيكون بمثابة خطوة لا عودة فيها، ستكون بداية نهاية منطقة اليورو". وتابع تسيبراس إن "أوروبا تتجه دائمًا نحو الوحدة والمضي في الاتجاه المعاكس سيكون معناه فشل الفكرة الأوروبية". وأضاف إن النقاش حول خروج اليونان من منطقة اليورو الذي ازداد في الأيام الأخيرة بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق بين أثينا والجهات الدائنة "بدا عندما بدأنا تطبيق برنامج التقشف الصارم الذي فرضه الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي". ورغم التضحيات التي قدمها الشعب اليوناني "فإن اليونان لم تصبح أكثر تنافسية ودين الدولة لم يتراجع. لا بد من مراجعة المبدأ بكامله". وبعد فشل جديد للمحادثات مساء الخميس، من المقرر عقد قمة استثنائية لقادة دول وحكومات الدول الـ19 الأعضاء في منطقة اليورو ستخصص لليونان مساء الإثنين في بروكسل. ويعقد قادة منطقة اليورو قمة طارئة يوم الإثنين لمحاولة تفادي تخلف اليونان عن سداد مستحقات الديون بعدما تسارعت وتيرة سحب الأموال من البنوك اليونانية وهبوط إيرادات الحكومة مع استمرار المأزق في المحادثات بين أثينا ومقرضيها الدوليين حول اتفاق للديون. وفشل وزراء مالية منطقة اليورو التي تضم 19 دولة تستخدم العملة الأوروبية الموحدة في إحراز أي تقدم صوب التوصل إلى اتفاق لمنح اليونان مساعدات مالية في مقابل إصلاحات أثناء المحادثات التي جرت في لوكسمبورج أول أمس الخميس قبل 12 يومًا من موعد استحقاق مدفوعات يجب أن تسددها اليونان لصندوق النقد الدولي. وقال يورجن ديسلبلوم رئيس مجموعة اليورو في مؤتمر صحفي "للأسف... تحقق تقدم ضئيل جدًا. لا اتفاق يلوح في الأفق". وأضاف إن الوزراء أرسلوا إشارة قوية إلى اليونان بأن الكرة الآن في ملعبها لتقديم مقترحات جديدة. وقال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي في بيان إنه استدعى قادة ورؤساء حكومات منطقة اليورو للاجتماع في بروكسل يوم الإثنين الساعة 1700 بتوقيت جرينتش. وأضاف "حان الوقت لمناقشة عاجلة لوضع اليونان على أعلى مستوى سياسي". ونفى مسؤولون من ألمانيا والاتحاد الأوروبي تقريرًا لصحيفة ألمانية قال إن المقرضين يجهزون عرضًا نهائيًا لتمديد برنامج إنقاذ اليونان حتى نهاية العام بدون مشاركة صندوق النقد الدولي والسماح لأثينا باستخدام عشرة مليارات يورو (11.37 مليار دولار) كمساعدات مخصصة لإعادة رسملة البنوك لسداد التزاماتها للبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي. وقال ديسلبلوم إنه إذا تم التوصل إلى اتفاق في اللحظات الأخيرة الأسبوع الجاري فسيكون هناك تمديد لبرنامج الإنقاذ الحالي لإتاحة الوقت أمام صرف الأموال. وقالت مصادر مصرفية رفيعة لرويترز إن اليونانيين سحبوا نحو ملياري يورو من حساباتهم المصرفية بين يومي الإثنين والأربعاء بعدما انهارت المفاوضات مطلع الأسبوع الماضي في بروكسل. ويمثل هذا ضعفي المبلغ الذي قدمه البنك المركزي الأوروبي للبنوك اليونانية كمساعدات مالية طارئة. وبدد صندوق النقد الدولي أي أمل في أن تتمكن اليونان من تفادي التخلف عن السداد إذا أخفقت في دفع 1.6 مليار يورو (1.8 مليار دولار) مستحقات ديون في نهاية يونيو وهو ما يزيد الضغوط على رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس الذي لم يظهر أي إذعان للدائنين. وإذا استمر هروب الودائع متجاوزًا مساعدات السيولة المالية الطارئة فإن ذلك ربما يدفع اليونان إلى فرض قيود على تحركات الأموال مثلما فعلت قبرص في 2013 لترشيد سحب الأموال ووقف هروبها من البلاد. ويشكل مبلغ الملياري يورو الذي تم سحبه في ثلاثة أيام فقط نحو 1.5 بالمئة من إجمالي ودائع الأفراد والشركات في البنوك اليونانية والذي بلغ 133.6 مليار يورو في نهاية أبريل. ونظم آلاف المتظاهرين مسيرة تحت عنوان" سنبقى في أوروبا" مساء أول أمس الخميس في شوارع العاصمة اليونانية أثينا دعمًا لبقاء بلادهم عضوًا بالاتحاد الأوروبي. وطالب المتظاهرون بأن تتفاهم الحكومة بقيادة رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس مع الشركاء والدائنين، حتى تبقى العملة الأوروبية عملة لليونان. ودعا إلى تنظيم المظاهرة متعاطفون وناخبون من حزب "نيا يديموكراتيا" (الحزب الديمقراطي الجديد) المعارض ذي التوجهات المحافظة، وكذلك حزب "باسوك" الاشتراكي وعدد من المنظمات والاتحادات المؤيدة لبقاء اليونان جزءًا من أوروبا، كما شارك فيها أيضًا عدد من نواب هذه الأحزاب بالبرلمان اليوناني. وأثار المتظاهرون الجلبة بإطلاق الصافرات حتى "يستيقظ" مواطنو اليونان على حد زعمهم. وقال منظمو المظاهرة إن البلاد يمكن أن تسقط في هوة قريبًا إذا واصل الائتلاف الحاكم إستراتيجيته "المتصلبة" في المفاوضات مع الدائنين.
مشاركة :