يعتقد علماء بريطانيون أن فيروس «كورونا» المستجد قد بدأ في الانتشار، في وقت مبكر من منتصف سبتمبر، وأن ووهان لم تكن المدينة التي بدأ فيه فيها تفشي الوباء، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية. ويحاول فريق من الباحثين في جامعة كامبريدج تتبع مصدر الفيروس عن طريق رسم خريطة تاريخه الجيني لتحديد أول شخص مصاب. كما جمع عالم الوراثة الدكتور بيتر فورستر وفريقه بيانات تظهر أن التفشي قد بدأ في وقت ما بين 13 سبتمبر و7 ديسمبر (كانون الأول). وقد تمكن الباحثون من رسم طريقة انتشار الفيروس، بما في ذلك الطفرات الجينية، حيث انتقل من الصين إلى أستراليا إلى أوروبا وبقية العالم، وفقًا لـ«نيوزويك». وقد رسموا التاريخ الوراثي للعدوى من ديسمبر (كانون الأول) إلى مارس (آذار) ووجدوا ثلاثة متغيرات متميزة، ولكنها وثيقة الصلة: إيه بي وسي. ويُعتقد أن النوع «إيه» هو أقرب متغير لذلك الموجود في الخفافيش ويبدو أنه الجينوم الأصلي للفيروس البشري. وتم العثور على هذا البديل في كل من المرضى الصينيين والأميركيين، رغم وجود نسخ متحولة من هذه السلالة في أستراليا والولايات المتحدة. وبينما تكافح السلطات الأسترالية للعثور على علاج للفيروس الأصلي الذي تطور من الحيوانات، فإنها تكافح أيضاً طفرة تعرف باسم السلالة «سي». والنوع «إيه» هو الأكثر انتشاراً في أستراليا، ولكن تم تسجيل النوع «سي» أيضاً في سيدني، وفقاً للخبراء. وظهر تحليل السلالات أن النوع «إيه»، أي الفيروس الأصلي الذي قفز إلى البشر من الخفافيش، لم يكن الأكثر شيوعاً في الصين. وبدلاً من ذلك، أصيبت الحالات الأولى بشكل أساسي بالنوع «بي»، الذي كان منتشرا منذ ديسمبر (كانون الأول)، وفقاً للتقرير. كما كان النوع «بي» هو السلالة السائدة عبر أجزاء كبيرة من المملكة المتحدة وأوروبا. وفقاً لفوستر، كان النوع «بي» أيضاً هو البديل الذي تم العثور عليه في معظم حالات الإصابة المبلّغ عنها في مدينة ووهان الصينية التي يعتقد الكثير من العلماء أنها البؤرة الأساسية لتفشي الفيروس. ويعتقد العلماء أن الفيروس يتحور باستمرار للتغلب على مقاومة الجهاز المناعي في مجموعات سكانية مختلفة. وتشير البيانات التي جمعها الدكتور فورستر وفريقه إلى أن تفشي الفيروس التاجي بدأ على ما يبدو بين 13 سبتمبر و7 ديسمبر (كانون الأول). وقال فورستر لـ«نيوزويك»: «يفرض هذا معدلاً ثابتاً للتحول، وهو أمر من غير المرجح أن يكون صحيحا، وبالتالي قد يكون تقدير الوقت خاطئاً». وتابع: «لكنه أفضل افتراض يمكننا القيام به في الوقت الحالي، بانتظار تحليل عينات أخرى من المرضى المخزنة في المستشفيات من عام 2019».
مشاركة :