تحول الغزو التركي لليبيا إلى واقع تؤكده التطورات الميدانية المتلاحقة بعد تدخل سلاحي الجو والبحرية التابعين لنظام أردوغان لدعم مرتزقته والميليشيات الإرهابية النشطة على الأراضي الليبية، وحذر المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، الأمم المتحدة ومجلس الأمن من مواصلة أنقرة التدخل في الشأن الداخلي لبلاده، معترضاً على تطور تدخلها الذي وصل إلى العدوان المباشر بحراً وجواً على مدن ليبية بغربي البلاد. وفي رسالة توجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وسفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بشأن العدوان التركي على المدن الليبية، أكد صالح أن هذا التدخل يحدث على مرأى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ويُمثل خرقاً واضحاً وجلياً للقوانين والأعراف والقرارات الدولية ونسف وتجاهل كامل لمخرجات مؤتمر برلين، لافتاً إلى ما تتعرض له ليبيا الدولة المستقلة العضو في الأمم المتحدة من عدوان تركي غاشم تدك فيه مدن ليبية آمنة من البحر والجو إضافة للتدخل التركي السافر في الشؤون الداخلية لليبيا وإرسال الأسلحة والمرتزقة لترجيح الكفة لصالح الجماعة الإرهابية والميليشيات والعصابات المسلحة المسيطرة على العاصمة طرابلس في مواجهة الشعب الليبي ومجلس نوابه المنتخب الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي وقواته المسلحة. وجاء هذا الموقف في ظل التصعيد الخطير الذي تشهده ليبيا، بعد الكشف عن مخطط يتزعمه نظام أردوغان لاستهداف كافة مناطق البلاد بما فيها المنطقتان الشرقية والغربية، بهدف السيطرة على منابع الثروة، بالاعتماد على جماعات إرهابية محلية مدعومة بمرتزقة أتراك، وآخرين من دول الجوار، وبخاصة دول الصحراء الكبرى، قامت بتجنيدهم المخابرات التركية. بث الفوضى وكشفت مصادر مطلعة لـ«البيان» أن النظام التركي شكل غرفتين لبث الفوضى في المنطقتين الشرقية والجنوبية، وأن حكومة الوفاق خصصت 500 مليون دينار ليبي لغرفة المنطقة الشرقية التي كلف بإدارتها ضباط موالون لجماعة الإخوان، مشيرة إلى عمليات واسعة تجري حالياً في دول معينة لتجنيد آلاف الإرهابيين للقتال في ليبيا ضد قوات الجيش الوطني. وأضافت المصادر أن النظام التركي وضع خطة للسيطرة على منطقة الهلال النفطي بالاعتماد على ميليشيات مصراتة وأعداد متزايدة من المرتزقة، وكذلك على بوارجه الحربية المتحركة قبالة الساحل الليبي، والطيران المسير الذي ينطلق من عدة مواقع في شمال غربي ليبيا، دون استبعاد دخول الطيران الحربي التركي في المواجهة ضد الجيش الليبي. انشغال ويرى المراقبون أن النظام التركي يستغل انشغال العالم بجائحة «كورونا» لاجتياح ليبيا، مستفيداً من توافقاته مع روسيا على تقاسم المصالح، ومن صمت الولايات المتحدة، وارتباك الموقف الأوروبي، وغياب الموقف العربي الموحد لمواجهة أطماع أردوغان، مشيرين إلى أن الشرعية الدولية أصبحت على المحك بعد أن اخترق أردوغان كل المواثيق والأعراف الدولية والقيم الإنسانية، وتجاهل قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومخرجات مؤتمر برلين، وقرار الهدنة الإنسانية، وضرب بها عرض الحائط لينطلق في عملية غزو ممنهج للأراضي الليبية. وقالت وزارة خارجية الحكومة الليبية المؤقتة إن «الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، انتهك كل الأعراف والقوانين، بدعم الجماعات الإرهابية التي ينتمي إليها، لاحتلال العاصمة طرابلس» وأرسل إلى حكومة الوفاق «المرتزقة الأجانب، والطائرات المسيرة التي تقصف الأبرياء من أبناء شعبنا، والسفن التي تحمل كل أنواع الأسلحة والذخائر، والصواريخ والمدرعات، ويزج الجيش التركي في مساندة وتدريب العصابات الإجرامية لقتل الليبيين». وكانت أوساط ليبية أعربت عن استغرابها من الصمت الإقليمي والدولي حيال الغزو التركي لبلادها، مشيرة إلى أن أردوغان يستفيد من هذا الصمت للإمعان في عدوانه على ليبيا، بما يشكل خطراً على المنطقة ككل.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :