حطت طائرة الخطوط الجوية العربية السعودية من طراز بوينج (777) بمطار الملك خالد الدولي بالرياض مساء أمس الجمعة وعلى متنها 187 مواطناً ومواطنة، والقادمة من لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية في رحلتها رقم ” SV42″ ، وذلك ضمن الرحلات الاستثنائية التي يتم تسييرها إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين ـــ حفظهما الله ـــ ، لإعادة المواطنين المتواجدين خارج المملكة، وحال تعليق الرحلات مؤخراً ضمن إجراءات مكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد دون عودتهم للوطن ، حيث يتم تسيير رحلات مخصصة لهذا الغرض إلى العديد من الوجهات الدولية . وأوضح رئيس شركة الخطوط السعودية للنقل الجوي الكابتن إبراهيم بن سلمان الكشي أن الناقل الوطني يعمل جنباً إلى جنب ضمن منظومة متكاملة من قطاعات ومؤسسات الدولة في هذه الظروف غير المسبوقة ، حيث تتضافر الجهود من الجميع في سبيل تحقيق هدف واحد وهو سلامة الوطن والمواطنين والمقيمين ، وذلك من خلال تطبيق كافة الإجراءات الصحية والمشاركة ضمن الجهود الموحدة لتحقيق هذا الهدف ، مشيراً إلى أن الخطوط السعودية تفخر بالمشاركة بجهودها من خلال العمليات التشغيلية المخصصة لإعادة المواطنين إلى أرض الوطن وتوفير خدمات الدعم اللوجستي المتعلقة بالشحن لكافة الأغراض من خلال أسطول شركة الخطوط السعودية للشحن والمساحات المخصصة للشحن في طائرات شركة الخطوط السعودية للنقل الجوي . وتُعد رحلة الخطوط السعودية رقم “SV42” القادمة من لوس أنجلوس إلى الرياض رحلة استثنائية تطلب تشغيلها اتخاذ إجراء غير مسبوق لدى شركات الطيران تمثل في تنفيذ رحلتي ذهاب وعودة إلى أبعد وجهاتها الدولية بأربع أطقم من الملاحين تضم “8” طيارين ومساعديهم لمقصورة القيادة و”35″ مضيفاً ومضيفة في مقصورة الضيوف وبمجموع “43” ملاحاً تولوا بالتناوب مهام القيادة والخدمة الجوية ذهاباً وإياباً دون مبيت في محطة الوصول لرحلة الذهاب وبساعات عمل متواصلة لأكثر من “40” ساعة نظراً لبعد المسافة بين جدة ولوس أنجلوس ، التي تعد من أطول رحلات الطيران المباشرة المجدولة دولياً حيث تقطع ما يقارب “13.4” ألف كيلومتر في “17” ساعة طيران تقريباً للاتجاه الواحد. وبدأت الاستعدادات لتشغيل هذه الرحلة غير المسبوقة فور تلقي الخطوط السعودية التوجيه بذلك ، وتطلب الأمر الحصول على موافقة الجهات المختصة على الإجراء غير الاعتيادي لتأمين تشغيل هذه الرحلة ضمن الجهود المشتركة لقطاعات ومؤسسات الدولة في تنفيذ التوجيه الكريم ، وتقديم أفضل الخدمات للضيوف كما هو معمول به في الظروف الاعتيادية وذلك بتكليف أربعة أطقم من الملاحين على هذه الرحلة استثناءً ليتم العمل على متن الطائرة بنظام التناوب ، وتم الحصول على الموافقات في وقت مبكر وتحديد الملاحين وتكليفهم بالمهمة ليكونوا في كامل جاهزيتهم لأدائها على الوجه الأمثل . وغادرت الرحلة مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة في تمام الساعة الـ “8” صباحاً أول أمس الخميس وحلقت باتجاه لوس أنجلوس نحو “17” ساعة متواصلة ، واستغرق مكوثها على أرض المطار ساعة ونصف ، تم خلالها استقبال المواطنين العائدين للوطن على متن الطائرة وتقديم واجب الضيافة لهم بعد ترتيب جلوسهم وفق الإجراءات الاحترازية وتعليمات وإرشادات وزارة الصحة . وشهدت الرحلة بعد مغادرتها باتجاه الوطن تعاوناً كبيراً من ضيوف الرحلة وطاقم الطائرة ، وذلك بتطبيق الاجراءات الصحية المعتمدة في الظروف الحالية حرصاً على سلامتهم ، وسط التفاعل الكبير من الضيوف مع باقة الأغاني الوطنية التي تم بثها داخل المقصورة . وبعد أكثر من “15” ساعة من الطيران المتواصل وفور دخول الطائرة أجواء المملكة ، استقبلها المراقب الجوي بشركة الملاحة الجوية السعودية بالكلمة الترحيبية التالية : “هيئة الطيران المدني والملاحة الجوية السعودية ترحب بكم في سماء أغلى أرض .. المملكة العربية السعودية ، لقد تابع الوطن رحلتكم هذه خطوة بخطوة ، نبارك لكم هذا الإنجاز التاريخي غير المسبوق ، وسعداء بعودة إخواننا المواطنين معكم إلى المملكة ، لقد أظهرتم للعالم وبكل فخر روح المسؤولية التي تتحلون بها ، كل الشكر والتقدير لكم ملاحي الخطوط السعودية ، حفظكم الله ورعاكم وحمداً لله على سلامتكم” وأجابه قائد الطائرة قائلاً : “أصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي الملاحين ، نود أن نعبر وفي المقام الأول عن شكرنا للقيادة الحكيمة التي بذلت الغالي والنفيس للحفاظ على صحة الإنسان وسلامته ، ونعبر أيضاً عن سعادتنا بعودة إخواننا المواطنين إلى المملكة ، شكراً للملاحة الجوية السعودية على هذه المشاعر الطيبة ، حفظكم الله وحفظ ولاة أمرنا ووطننا الغالي ” . ووصلت الطائرة إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة عند الساعة السادسة مساء يوم أمس الجمعة وبقيت على أرض المطار “90” دقيقة تم خلالها تموين الطائرة بالوجبات والوقود ، وغادر الملاحون الطائرة بعد أن أدوا مهمتهم الوطنية في هذه الظروف الاستثنائية بنجاح كبير ، مودعين من قبل الضيوف بالشكر والتقدير لما بذلوه من جهود كبيرة وما قدموه من خدمات راقية خلال الرحلة ، فيما استقبلهم زملاؤهم المغادرون أو الواصلون من رحلات أخرى وكذلك العاملون بمبنى العمليات بالتحية مثمنين تمثيلهم “السعودية” خير تمثيل في هذه المهمة الوطنية . وتولى طاقم جديد من الطيارين والملاحين بالخطوط السعودية قيادة رحلة المواصلة من جدة إلى الرياض لنقل الضيوف إلى وجهتهم النهائية وخدمتهم خلال الرحلة التي وصلت إلى مطار الملك خالد في الرياض عند التاسعة مساء أمس الجمعة وكان في استقبال الضيوف القادمين على متنها فريق العمل المختص من القطاعات المعنية باستقبال المواطنين العائدين من خارج المملكة وترتيب إقامتهم وفق الإجراءات المعتمدة في هذا الشأن . يذكر أن رحلة الخطوط السعودية من جدة إلى لوس انجلوس ثم إلى الرياض مروراً بجدة سجلت رقما قياسياً في مسافتها وزمنها وعدد الملاحين على متنها ، وحظيت بمتابعة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، لكنها ليست الوحيدة التي يتم تشغيلها بجهود مضاعفة في هذه الظروف الاستثنائية ، حيث تم -ويتم- تشغيل العديد من الرحلات إلى وجهات أخرى في أقصى شرق آسيا وأوروبا والولايات المتحدة وأفريقيا لإعادة المواطنين الراغبين في العودة للمملكة تنفيذاً للتوجيهات الكريمة وضمن فريق مشترك يضم العديد من قطاعات ومؤسسات الدولة في إطار الإجراءات والجهود المبذولة للسيطرة على فيروس كورونا المستجد ومنع انتشاره ، ويتطلب تشغيل هذه الرحلات إجراءات غير مسبوقة تتضمن زيادة أطقم القيادة والخدمة على متن هذه الرحلات ليتناوبوا العمل في رحلتي الذهاب والعودة وهو إجراء يتم تطبيقه على جميع الرحلات .
مشاركة :