الخرطوم-(أ ف ب): تظاهر عشرات من أنصار عمر البشير الرئيس السوداني المخلوع في مدينة كسلا على بعد 800 كيلومتر شرق العاصمة الخرطوم أمس الجمعة، مطالبين وفق شهود عيان، بإسقاط الحكومة الانتقالية.وقال عبدالرحمن أحمد أحد سكان كسلا لفرانس برس عبر الهاتف «بعد صلاة الجمعة تجمع في وسط المدينة عشرات من أنصار البشير يحملون لافتات كتب عليها (الحشد الشعبي) وهم يهتفون (تسقط تسقط يا حمدوك، تسقط تسقط آنت والجابوك) و(جيش واحد شعب واحد)». وقال حامد محمد الذي يسكن كذلك في المدينة عبر الهاتف «يبدو أنهم كانوا متفقين على مكان المظاهرة فقد وصلوا من شوارع مختلفة رغم أن سوق المدينة مغلق الجمعة إضافة إلى قرار السلطات بوقف التجمعات». سجل السودان 32 إصابة بفيروس كوفيد-19 وفرضت السلطات حظر تجول جزئيًا على أن يمد إلى 24 ساعة اعتبارًا من اليوم السبت. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع الخميس لتفريق تظاهرة مناهضة للحكومة الانتقالية أمام القيادة العامة للقوات المسلحة في وسط العاصمة الخرطوم. وفي بيان وقعه العميد عامر محمد الحسن أعلنت القوات المسلحة السودانية «أن المنطقة حول القيادة منطقة عسكرية ممنوع الاقتراب منها وسوف تتخذ القيادة كل الإجراءات والتدابير اللازمة بما فيها قفل الطرق المؤدية إلى القيادة العامة للقوات المسلحة وما حولها اعتبارا من الجمعة 17 أبريل وحتى إشعار آخر». ووضع الجيش حواجز خرسانية وأسلاكًا شائكة على مداخل الطرق المؤدية إلى القيادة العامة في وسط الخرطوم. في أبريل 2019 أطاح الجيش بالبشير الذي حكم البلاد ثلاثين عامًا بعد أشهر من الاحتجاجات واعتصام أمام قيادة الجيش. وفي أغسطس الماضي وقع العسكريون وتحالف الحرية والتغيير الذي قاد الاحتجاجات ضد البشير اتفاقا سياسيا تم بموجبه تشكيل حكومة لتدير البلاد في فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات تجرى بعدها انتخابات عامة. وتتكون السلطة من مجلس سيادي يضم خمسة عسكريين وستة مدنيين ويرأسه الفريق أول عبدالفتاح البرهان، ومجلس وزراء من المدنيين على رأسه الاقتصادي عبدالله حمدوك الموظف السابق في الأمم المتحدة. بدأت الاحتجاجات ضد البشير في ديسمبر 2018 في مدينة عطبرة، على بعد 350 كلم شمال العاصمة بسبب تردي الأوضاع المعيشية. وبعد مرور عام على إسقاط البشير لم تتحسن الأوضاع الاقتصادية إذ ارتفع معدل التضخم وفق الأرقام الرسمية إلى 72%. كما يعاني السودانيون للحصول على رغيف الخبز إذ ينتظرون ساعات أمام المخابز، كما يقفون ساعات في طوابير من أجل الحصول على الوقود.
مشاركة :