تواجه إدارة الموارد البشرية في العالم تحديات كثيرة، عرضتها شركة «ديلويت» في تقرير سنوي ثالث بعنوان «اتجاهات الموارد البشرية العالمية». ورأى الشريك مدير قسم استشارات الموارد البشرية في «ديلويت الشرق الأوسط» غسان تركية، أن التغييرات الديموغرافية والتحوّلات التي تشهدها الأجيال «تؤثّر في شكل ملحوظ في اليد العاملة، ويشكل جيل الألفية اليوم أكثر من نصف القوة العاملة». وقال: «تتواصل جهود المسؤولين في الشركات، ومنهم مديرو الموارد البشرية في الشركات الرائدة لتتلاءم برامجها في شكل أفضل مع أولويات هذه الشركات». ولفت إلى أن «الموارد البشرية تقف وسط كل هذه التغيّرات، لكن تحقيق مثل هذا التحوّل الضروري للتجاوب بفعالية مع المتطلبات الحالية يستدعي تفكيراً جريئاً ومبتكراً، ومساءلة للممارسات والعادات الطويلة الأمد، وتركيزاً أكبر على ثقافة العمل وجوّه في المؤسسة»، إذ يُعدّ «عاملاً أساسياً في دفع التغيير في مكان العمل وفي تحقيق النجاح في الشركات». وأبرزَ التحديات التي تواجه الشركات في الشرق الأوسط وهي أربعة تبدأ بـ «التعليم والتطوير وهو الأهم المتصل بتنمية المواهب. وعلى رغم الحاجة الملحّة لذلك، يعتقد 37 في المئة فقط من المشاركين في الاستطلاع، أنّ شركتهم تتمتّع بالأدوات والبرامج الضرورية لتلبية هذا التحدي». ويتمثل التحدي الثاني في تحديث مهمة قسم الموارد البشرية، ورأى قادة الموارد البشرية والشركات في الشرق الأوسط «وجود حاجة ملحّة إلى تحديث هذه المهمة وجعلها شريكاً حقيقياً في إدارة الشركات». إذ أكد 91 في المئة من المستَطلعين من المشاركين في الدراسة أنها «مهمة جداً». وظلّت فاعلية قيادة الشركات، وهي واحدة من التحديات التي تشكّل عامل ضغط على قادة الموارد البشرية والشركات منذ سنوات، تحتل الصدارة وفقاً لاستطلاعات هذه السنة، إذ أشار إليها 84 في المئة من المشاركين في الاستطلاع إلى أنّها «مهمّة» أو «مهمّة جدّاً». كما يتزايد الطلب على مهارات قيادية على كل المستويات خصوصاً في صفوف الإدارة الوسطى». وعلى رغم أهميتها، فإن «البرامج المتبعة لتنمية المواهب القيادية لا تزال غير جاهزة أو لم تكتمل جاهزيتها لتطوير هذه المهارات في المؤسسات». ويعتقد 28 في المئة فقط من المشاركين، أنّ مؤسّساتهم «تتمتع بالبرامج المناسبة لتنمية مهارات القيادة لدى موظفيها وتجهيزهم، في شكل يساعدهم على التفاعل مباشرة مع بقية الموظّفين، وتشجيع الإبداع ووضع الأهداف التنظيمية».