ذكرت صحيفة "سياتل تايمز" أن "أمازون" حاولت إلغاء لقاء عبر الوسائط الرقمية، كان من المفترض أن يتحدث به العمال عن ظروف العمل في مستودعات الشركة، عن طريق حذف دعوات المشاركة في هذا اللقاء من أنظمة إدارة عمل الموظفين داخل الشركة. وأخبرت إميلي كانينغهام Emily Cunningham ومارين كوستا Maren Costa، وهما منظمتا الحدث الافتراضي اللذان تم طردهما من قبل "أمازون" الأسبوع الماضي، بعد الانتقاد علنياً تقصير مجموعة "أمازون" في إجراءات مجابهة فيروس كورونا، ومخاطره المتزايدة في ظل ظروف عمال مستودعات المجموعة. وبحسب الصحيفة فقد حذفت الشركة الدعوات لعقد لقاء عمال المستودعات من مذكرة المواعيد الداخلية، رغم أن مئات الموظفين شاهدوا الدعوة وقبلوها. وكتبت مجموعة أمازون إلى مجموعة الموظفين التي تقف وراء الحدث، أنها لن تسمح بمشاركة التفاصيل حول كيفية الانضمام إلى الاجتماع داخليا، لذا فإن الموظفين باتوا مضطرين إلى التجمع خارجيا، بحسب قول أعضاء المجموعة. وقالت كوستا المفصولة من عملها: "نريد أن نخبر أمازون أننا سئمنا كل هذا الصمت، والتلوث، والعنصرية، ومناخ العمل". ويقدر عدد الموظفين المحتجين بحوالي 400 موظف بحسب موقع Computer Weekly. ورفضت "أمازون" التعليق على كلام كونينغهام وكوستا بأنها حذفت الدعوات للقاء الافتراضي، لكنها قالت في بيان لـ Business Insider: "نحن ندعم حق كل موظف في انتقاد ظروف عمل صاحب العمل، ولكن هذا لا يأتي مع حصانة شاملة ضد السياسات الداخلية. لقد أنهينا دعوة هؤلاء الموظفين لانتهاكهم السياسات الداخلية بشكل متكرر". وتعرضت الشركة لانتقادات في الأسابيع الأخيرة من العمال الذين يقولون إن "أمازون" لم تفعل ما يكفي لحمايتهم من "كورونا"، مع ظهور اختبار إيجابي للمرض في 74 شخصا على الأقل ضمن مرافق الشركة. واستشهد العمال بالظروف الصعبة بدءاً من سياسات الإجازات المرضية المحدودة مدفوعة الأجر، ونظموا إضرابات في نيويورك، وشيكاغو، وإيطاليا، إضافة إلى حدث الخميس الافتراضي، حيث دعا الموظفون، الذين سنحت لهم فرصة المشاركة في اللقاء، إلى التوقف عن العمل في 24 أبريل. وواجهت "أمازون" أيضا تدقيقا من المشرعين بشأن ردها على عمالها الذين يتحدثون علانية عن ظروف عمل قاسية. وفي أربع حالات على الأقل منذ بدء الوباء، طردت الشركة العمال مباشرة بعد مشاركتهم في تنظيم الاحتجاجات. وقال موظف خامس لصحيفة "نيويورك تايمز" إنه تم إنهاء عمله بعد إخطار الشركة بأنه سيستقيل، لأنه اعترض على معاملتها لعمال المستودعات. وبعد أن فصلت "أمازون" عامل مستودع يدعى كريستيان سمولز، في نفس اليوم الذي تم فيه تنظيم احتجاج، فتح مفوض حقوق الإنسان في مدينة نيويورك تحقيقاً في عملية إنهاء العمل هذه. وفي وقت لاحق أظهرت مذكرة مسربة أن مسؤولين في "أمازون" يناقشون جهود شن حملة علاقات عامة ضد سمولز، واصفين إياه بأنه "غير ذكي أو واضح". وبعد تسرب المذكرة أخبرت "أمازون" الموظفين أنها قد تطرد أولئك الذين ينتهكون، عن قصد، قواعد المباعدة الاجتماعية في العمل. وتحاول "أمازون" موازنة سلامة عمالها بالطلب المتزايد على خدماتها، لأن عمليات الوقاية ضد "كورونا" في جميع أنحاء العالم تغذي طفرة في التسوق عبر الإنترنت. وقالت الشركة الاثنين الماضي إنها ستضيف 75 ألف وظيفة إضافية، فضلا عن 100 ألف وظيفة أضافتها الشهر الماضي.
مشاركة :