بيروت: هناء توبي استأنفت شركات الإنتاج في لبنان تصوير بعض مسلسلاتها الرمضانية، وعادت الكاميرا لتدور بطريقة شبه سرية، خوفاً من حملات المعارضة التي قد تؤدي إلى إيقافها، وبرغم حصول بعض شركات الإنتاج على التصاريح اللازمة لمتابعة التصوير من وزارتي الداخلية والثقافة، والتزامها بالشروط التي وضعتها السلطات المعنية، ومنها تخفيض عدد العاملين التقنيين إلى حده الأدنى، وإخضاعهم لفحوص «كورونا»، وعدم وجود أكثر من ممثلين في المشهد الواحد، وحذف كل مشاهد التجمعات من السيناريو؛ لانعدام إمكانية تصويرها، وإلغاء المشاهد الخارجية، وإخضاع الممثلين لفحص «كورونا» قبل التصوير وخلاله، وتعقيم كل فريق العمل في موقع التصوير، وحجز فندق بالكامل لإقامة فريق العمل، على ألا يغادره طوال فترة التصوير التي قد تمتد حتى الأسبوع الأول من شهر رمضان، ورغم أن شركات الإنتاج وجدت نفسها في «مطب جديد» إزاء هذه الشروط، لكنها عملت على استيفائها، ويعمل صناع المسلسلات على كيفية اقتطاع المشاهد الخارجية، وكيفية إلغاء مشاهد ممثلين متغيبين عن التصوير، وتقليص المشاهد دون المساس بالسياق العام للسيناريو؛ للوصول إلى النهايات والمشاركة في البرمجة الرمضانية التي بات موعدها على الأبواب. وطرحت شركة «إيجل فيلمز» البوستر الدعائي الخاص بمسلسل «أولاد آدم» لماجي بو غصن ومكسيم خليل ودانيلا رحمة وقيس شيخ نجيب، معلنة عن مشاركته في السباق الرمضاني بعد أيام قليلة رغم الظروف المحيطة؛ اذ كان تصوير المسلسل قد توقف منذ إعلان التعبئة العامة في البلاد وتوقف حركة الطيران، لكن شركته استحصلت على أذون لاستئناف تصويره.. كذلك تستعد سيرين عبد النور ومحمود نصر لاستكمال تصوير مسلسل «دانتيل»، أما مسلسل «دفعة بيروت» مع بشار الشطي ونور الغندور وسارة أبي كنعان وأسعد رشدان وشيلاء سبت، فالانتهاء من تصويره رهن بحركة الطيران، وتمكّن عودة أبطاله إلى بيروت، وبخاصة منهم شيلاء سبت البحرينية التي حاولت القدوم إلى لبنان، ولم تستطع حتى كتابة هذه السطور.وتتابع شركة الصباح تصوير مسلسل «أسود فاتح» لهيفاء وهبي الذي سيكون ضمن الباقة الرمضانية، والذي كان تصويره على وشك الانتهاء قبل تجميده، ليضاف إلى مسلسل «سكر زيادة» الذي تسوق الشركة المنتجة له لعرضه في رمضان، وانتهت من تصويره مع نبيلة عبيد ونادية الجندي وهالة فاخر وسميحة أيوب، فيما سيغيب مسلسل «الهيبة 4» لانطلاق تصويره متأخراً، ولتواجد نجومه السوريين في دمشق وإغلاق الحدود بين البلدين، وكذلك يغيب مسلسل «2020» عن السباق الرمضاني لتعذر تصويره، وتبقى مشاريع شركة «اي سي ميديا» ومنها مسلسلا «الساحر» و«النحات» معلقة، وكان مدير إدارة الإنتاج في الشركة المنتجة للعملين حمادة جمال الدين قد أعلن عن تعليق مؤقت للعملين، حرصاً على سلامة العاملين، تمهيداً لعرضهما في الموسم الرمضاني القادم.«لازم نكمل تصوير» ما بين استئناف وتعليق، علمت «الخليج» من مصادر خاصة في وزارة الثقافة اللبنانية أن النقابات الفنية الثماني في لبنان التي كانت قد أصدرت بياناً موحداً حول التزام الحجر المنزلي وتأجيل التصوير أن بعضها عاد وتراجع مطالباً وزير الثقافة بمؤازرة الفنانين لاستكمال التصوير، وتراجع النقابات عن بيانها الموحد جاء بعد مرور ثلاثة أسابيع من تجميد التصوير، وذلك جراء الخوف من خروج كامل المسلسلات اللبنانية من السباق الرمضاني، وعلى إثر ذلك سمح وزير الثقافة عباس مرتضى لشركات إنتاج المسلسلات الدرامية باستئناف نشاطها، واستكمال ما بدأت به من أعمال فنية، مع الحفاظ على معايير الحماية المشددة لمكافحة فيروس «كورونا»، وتزامنت الأذونات مع هاشتاج «لازم نكمل تصوير» الذي أطلقه الفنانون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأطلق من خلاله كل من سيرين عبد النور وماغي بو غصن وجيسي عبده وكارمن لبس وعادل كرم ودانيلا رحمه ورولا شامية وعبده شاهين ومازن معضم وحسين مقدم وسواهم رسائلهم إلى السلطات المعنية؛ للسماح لهم بمتابعة التصوير، مبررين ذلك بأن هناك عائلات كثيرة تعتاش من قطاع الإنتاج الفني، وبأن شركات الإنتاج اللبنانية لن تستطيع تحمل الخسائر المادية المترتبة على عدم الإيفاء بالتزاماتها، وأنه يجوز تقديم استثناءات للخروج من المنزل كما هو حال الإعلاميين والأطباء، خاصة في حال استوفيت كامل شروط السلامة العامة، واعتمدت سبل الوقاية والتعقيم والحجر في أماكن التصوير.أما نقابة الفنانين، وبحسب ما صرح رئيسها نعمة بدوي، فلم تسعَ لدعم حملة الممثلين، وقال نعمة، إن «النقابة لا يمكنها أن تطلق موقفاً موحداً في هذه الظروف، بل تترك الخيار للممثلين وشركات الإنتاج كي يختاروا الأنسب لهم؛ إذ لن نقف ضد قرارات المنتجين، وفي ذات الوقت لن نعارض قرار التعبئة العامة الذي اتخذته الحكومة اللبنانية».وتابع بدوي، «لكن النقابة تمنت على شركات الإنتاج الالتزام بقرار التعبئة العامة، خوفاً منها على صحة الفنانين» مضيفاً نحن ندرك جيداً أن الضرر قائم هذا العام لا محالة، والخسائر تطال الجميع، والشركات التي ستكمل التصوير ستتحمل تكاليف إضافية لحجز الفنادق والتعقيم، ولن تكون الأمور أرحم على المنتجين الذين لن يسلموا الأعمال، لكن من الناحية المنطقية فإن تأجيل المسلسلات إلى ما بعد جائحة «كورونا» لن يلغيها، وبالإمكان عرضها خارج السباق الرمضاني أو حتى في الموسم الرمضاني القادم».
مشاركة :