زيارة ولي ولي العهد إلى موسكو ستدشن حقبة جديدة من التعاون والحوار السعودي - الروسي

  • 6/20/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

نوه الباحث الروسي في الشؤون العربية "يوري بابوف" بأهمية الزيارة الحالية لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، إلى روسيا الاتحادية، ودورها المرتقب في توثيق العلاقات بين البلدين الصديقين، والعمل على تطورها من خلال المباحثات التي سيجريها سموه الكريم مع القادة الروس والعديد من الاتفاقيات في مختلف المجالات التي سيتم توقيعها، مشيرًا إلى أنه قد سبق هذه الزيارة لقاؤه خلال شهري جمادى الأولى والآخرة الماضيين، سفير روسيا الاتحادية لدى المملكة "أوليغ أوزيروف"، وبحث معه مجالات التعاون وتطورات الأحداث الإقليمية، وأبرز خلال حديثه ل"الرياض" أهم محطات العلاقات السعودية الروسية قائلاً: تعد العلاقات السياسية بين المملكة العربية السعودية ودولة روسيا الاتحادية راسخة في التاريخ السياسي بين البلدين وتعود إلى العام 1926م عندما اعترف الاتحاد السوفيتي آنذاك بالمملكة العربية السعودية ليصبح أول دولة في العالم تعترف بقيام المملكة، وفي عام 1930م تم تحويل القنصلية السوفيتية في جدة إلى سفارة، ثم عزز هذه العلاقات تتابع زيارات المسؤولين من كلا البلدين، عبر تاريخ هذه العلاقة المديد، ثم في عام 1932م قام جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - حين كان نائب الملك في الحجاز بزيارة للاتحاد السوفيتي. وقيّم عالياً نتائج الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -يرحمه الله- إلى موسكو في سبتمبر عام 2003م عندما كان ولياً للعهد، ودور هذه الزيارة في التوقيع على اتفاقية تعاون بين حكومتي البلدين في قطاع النفط والغاز ومذكرة تفاهم للتعاون العلمي والتقني وعدد من الاتفاقيات الأخرى، كما افتتح خلال الزيارة معرض المنتجات السعودية الذي نظمه مجلس الغرف السعودية، ونظمت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة أعمال اللقاء الثقافي السعودي الروسي في ذلك الوقت. وأضاف: في يونيو عام 2006 كان لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله إلى موسكو (عندما كان أميراً لمنطقة الرياض) الدور البارز في دعم العلاقات العريقة بين المملكة وروسيا، ثم تلاها زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آَل سعود -رحمه الله- في 21 نوفمبر 2007م، ومنح خلالها -رحمه الله- شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة العلاقات الدولية بموسكو تقديراً لجهود سموه في دعم التعاون بين الدول والسلام وتعزيز الأمن، وأثمرت هذه الزيارة عن زيادة التعاون الثنائي في مجال الطاقة، وزيادة التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية والتقنية والنقل، وبعدها زيارات صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، المشرف على الشؤون الخارجية، (عندما كان وزيرًا للخارجية)، والتي أسفرت عن الكثير من النتائج الإيجابية في تعزيز ودعم العلاقات بين البلدين. ومن الجانب الروسي فقد جاءت الزيارة التي قام بها الرئيس فلاديمير بوتين، رئيس جمهورية روسيا الاتحادية، في 11 فبراير 2007م، عن توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تم خلالها توقيع اتفاقيات تعاون اقتصادية وثقافية وإعلامية وفي مجال خدمات النقل الجوي، كما افتتح ملتقى الأعمال الاقتصادي السعودي الروسي الذي أكد خلاله أن المملكة العربية السعودية دولة مهمة بالنسبة لرجال الأعمال الروس والاقتصاد الروسي. هذا وتأتي العلاقات الاقتصادية بين البلدين لتبرز متانة هذه الروابط، حيث تم في ختام زيارة رئيس الوزراء الروسي الأسبق فيكتور تشير نوميردين للمملكة، التوقيع في نوفمبر 1994م على اتفاق للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والفني بين البلدين، وشكلت بموجبها اللجنة السعودية الروسية المشتركة وافتتحت دورتها الأولى في أكتوبر عام 2002م كما عقد في نفس الفترة المؤتمر الأول لرجال الأعمال الروسي السعودي المشترك للتعاون التجاري والاقتصادي، كما شهد التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين خلال السنوات الأخيرة تصاعداً وتطوراً ملموساً على جميع الأصعدة وبخاصة في مجال الاستثمار والتبادل التجاري، وكذلك الجانب الثقافي والرياضي أيضا. وفي نوفمبر عام 1995م شهدت العاصمة الروسية موسكو افتتاح قسم الأمير نايف بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية بجامعة موسكو وفي سبتمبر عام 2001م افتتح سفير خادم الحرمين الشريفين في موسكو جناح المملكة العربية السعودية في معرض الكتاب الدولي بموسكو وتم من خلاله إطلاع الرأي العام الروسي على المنجزات الحضارية الكبيرة التي تحققت في المملكة بجهود قادة هذا البلاد وفقهم الله إضافة إلى مشاركة المملكة في معارض أخرى أقيمت هناك، كما استضافت الأكاديمية الإنسانية الاجتماعية الروسية في موسكو في مارس 2002م مهرجانا ثقافيا بعنوان يوم الثقافة السعودية شاركت فيه مجموعة من الشخصيات الثقافية والاجتماعية العربية الروسية وعدد كبير من رؤساء البعثات الدبلوماسية العربية والإسلامية المعتمدين لدى روسيا الاتحادية، وتم في شهر مارس 2003م تدشين اليوم الثقافي للمملكة العربية السعودية بموسكو. وفي مجال الفضاء بدأ التعاون بين المملكة العربية السعودية وروسيا حينما أطلقت المملكة بمساعدة روسيا عددا من الأقمار الصناعية إلى المدار الجوي ، وفي المجال الرياضي تم في التاسع والعشرين من شهر مايو عام 2006م في موسكو التوقيع على برنامج التبادل الرياضي بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب والوكالة الفيدرالية للتربية والرياضة في روسيا، وفي جدة في 20 يونيو 2014 م بحث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية آنذاك، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في العديد من المجالات، إضافة إلى بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما قام الفيصل بزيارات متكررة إلى روسيا أسهمت في توثيق عرى الصداقة والتعاون بين البلدين، وكانت تعمل على تعزيز الاتفاق على العمل سويا في إطار الجهود القائمة لتنفيذ اتفاق (جنيف1) الرامي إلى تحقيق الانتقال السلمي للسلطة في سوريا، وبما يحفظ استقلالها وسيادتها ووحدتها الوطنية، مع أهمية توجيه الجهود نحو محاربة التنظيمات الإرهابية التي استغلت الأزمة السورية ووجدت لها ملاذا آمنا على أراضيها، وكذلك العمل على القضاء على المسببات التي شجعت على دخول هذه التنظيمات الإرهابية الأراضي السورية والعربية، وكذلك بحث تدهور الأوضاع في العراق، والاتفاق على أهمية تركيز الجهود على ضمان أمن العراق وسلامته الإقليمية، وتحقيق وحدته الوطنية. وفي نوفمبر 2014 م زار صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية حينها موسكو وعقد مع وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف محادثات، ناقش الجانبان فيها مجموعة من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك الوضع في سوريا، والعراق، وليبيا، واليمن والصراع الفلسطيني / الإسرائيلي. وركزت المباحثات على الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لمحاربة الإرهاب، وفي 26 إبريل 2015 م شاركت المملكة العربية السعودية في مؤتمر موسكو الدولي الثاني لمكافحة المخدرات في العاصمة الروسية موسكو. وختامًا ففي موسكو توجد الأكاديمية السعودية، التي تقوم ومنذ تأسيسها في عام 1992م وحتى اليوم بدور كبير في نشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية، والتربية والتعليم بين أوساط الجاليات العربية والروسية هناك، وتعمل على توثيق الروابط الثقافية بين البلدين، مؤكداً أن الزيارة في مجملها ستدشن حقبة جديدة من التعاون وتفتح آفاقا جديدة من الحوار بين البلدين، بما يخدم قضايا منطقة الشرق الوسط.

مشاركة :