دمشق 18 إبريل 2020 ( شينخوا) وقف أبو سامر (41 عاما) حائرا في أحد أسواق الخضار بالعاصمة السورية دمشق، وهو يتمحص بعينين مدهوشتين لائحة أسعار اعتلت أصناف الخضار والفاكهة، وصفها بأنها لا تتناسب مع مدخوله في هذه الأيام الصعبة في ظل الإجراءات المفروضة لمنع انتشار فيروس كورونا الجديد (كوفيد ـ 19) في البلاد. وقال الرجل الأربعيني لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "أسعار الخضار والمواد الغذائية ارتفعت بشكل كبير خلال الأسبوعين الماضيين"، مؤكدا أن غالبية الأسر استغنت عن الكثير من السلع وباتت تشتري اللازم والضروري فقط. وذكر أبو سامر، وهو عامل مياوم في نجارة الخشب، من نفاد ما كان يدخره من أموال بسبب المكوث في البيت لتجنب الإصابة بفيروس كورونا الجديد، لافتا إلى أن عائلته مكونة من 5 أشخاص ويحتاجون إلى قرابة 10 آلاف ليرة سورية أي ما يعادل 10 دولارات لشراء بعض الحاجيات اللازمة. وروت حنان (37 عاما)، وهي ربة منزل وتسكن في منطقة التضامن جنوب دمشق، تفاصيل من جولتها على سوق الخضار، واصفة إياه بأنه "سوق خمس نجوم" لا يناسب ذوي الدخل المحدود. وقالت إن "زوجي موظف حكومي وراتبه لا يكفي لبضعة أيام لشراء الخضار واحتياجات المنزل الأساسية"، مؤكدة أنها اشترت بعض الأصناف وبكميات قليلة كي تتدبر أمرها، وتحضر طعام العائلة لهذا اليوم. وأشارت حنان إلى أن بعض الجمعيات الخيرية قدمت لعائلتها سلة غذائية تحتوي على بعض المواد الغذائية الأساسية والتي تسد رمق العائلة لفترة محدودة، مبينة أن ارتفاع الأسعار بهذا الشكل أرهق كاهل الأسرة، إضافة إلى شراء المعقمات وبعض أدوات التنظيف مما زاد الطين بلة، كونها لم تسلم أيضا من الغلاء. وارتفعت أسعار الخضار والفاكهة بأكثر من 60 بالمائة خلال الأيام القليلة الماضية، ما دعا الحكومة السورية إلى التدخل وإرسال سيارات جوالة إلى الأحياء في معظم المحافظات، وبيع الخضار والفاكهة بأسعار منافسة، لكن هذه الخطوة لم تكن كافية بحسب رأي الخبراء، لكون الاستهلاك يومي. وعلى سبيل المثال، اقفز كيلو الليمون الحامض من 700 ليرة إلى 1900 ليرة بين ليلة وضحاها في بعض المناطق، وكذلك البصل من 250 ليرة إلى 800 ليرة، وكذلك المواد الغذائية ومواد التنظيف والمعقمات لكثرة الطلب عليها، لتعقيم المنازل لمنع انتشار فيروس كورونا الجديد، بعدما قررت الحكومة فرض إغلاق على غالبية القطاعات الحكومية والمدارس والجامعات. وبدوره عبر أبو مجد البالغ من العمر (50 عاما) عن استيائه من جشع التجار وأصحاب المحال التجارية، الذين لا يراعون ظروف الناس في هذه الفترة التي وصفها بـ "الحرجة". وفي محافظة السويداء (جنوب سوريا) لم يكن الحال بأفضل منه في العاصمة دمشق، بل كان الغلاء أشد وطأة على الناس، لبعدها عن المركز. وقال أبو رأفت، 48 عاما، وهو صاحب محلات ألبسة في أحد أسواق السويداء، من الغلاء الذي تشهده أسواق المحافظة، مؤكدا أن محلاته مغلقة بسبب قرارات مكافحة انتشار كوفيد-19. وأضاف أبو رأفت "لدي ثلاثة محلات ألبسة، وهي مستأجرة، وأنا أدفع شهريا مبالغ كبيرة"، مبينا أنه بعد أسبوع ستنفد كل مدخراته، وسيصبح وضعه محرجا. ووصف الحالة التي يمر بها بأنها "صعبة". وكانت وزارة الصحة السورية أعلنت في وقت سابق من يوم الجمعة تسجيل 5 إصابات جديدة بفيروس كورونا الجديد في البلاد ليرتفع إجمالي الإصابات المسجلة إلى 38 حالة، بما في ذلك خمس حالات شفاء وحالتا وفاة. وتتخذ الحكومة السورية عدة إجراءات وقائية للحد من انتشار فيروس كورونا الجديد، منها فرض حظر تجول جزئي وتعليق الدوام في المدارس والجامعات، وغيرها.
مشاركة :