المنامة 18 إبريل 2020 (شينخوا) أعلنت مملكة البحرين اليوم (السبت) عن اكتشافات جديدة منها حديقة ترجع لحضارة دلمون ودير تم بناءه في القرن السابع الميلادي. وتم كشف الستار عن هذه الاكتشافات من قبل هيئة البحرين للثقافة والآثار خلال مؤتمر صحفي مصور عبر قناة الهيئة على اليوتيوب ليتزامن مع اليوم العالمي للمواقع الأثرية، حيث تم عرض نتائج بعثات التنقيب الدولية اليابانية والبريطانية والدنماركية والفرنسية. وبينت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، خلال المؤتمر الصحفي، أن أحد أكثر الاكتشافات أهمية لهذا العام هو ما يعتقد أنه دليل على "حديقة دلمونية". وأوضحت أن هذا الاكتشاف يتماشى مع ما يتم تداوله من أساطير بأن دلمون "جنة مفقودة" ومع النظريات التي تطرح بشكل علمي تميز دلمون بالخضرة والزرع ومياه الينابيع الوفيرة، مشيرة إلى أن الدراسات القادمة ستؤكد ما اكتشفه المنقبون حول هذه الفترة من تاريخ مملكة البحرين. وللمرة الأولى في مملكة البحرين يتم العثور على مزرعة أو "حديقة دلمونية"، وجدت أسفل تلة ترجع لحضارة تايلوس، وتتكون هذه الحديقة من أحواض مربعة تتصل ببعضها البعض بواسطة مجار ضيقة لنقل المياه ويبلغ عددها 335 حوضاً، وقد تم أخذ عينات من تربة الأحواض لمعرفة نوعية النباتات التي كانت تزرع في هذه الأحواض. أما الاكتشاف الثاني فهو مبنى يعود إلى القرن السابع الميلادي، حيث أوضحت الشيخة مي أن المبنى قد يكون ديرا أو كنيسة في قرية سماهيج في مدينة المحرق العاصمة السابقة للبحرين، وأضافت "ربما يكون ديراً أو كنسية، كانت سماهيج مركزاً للمسيحية قبل وبعد ظهور الإسلام". وبين المؤتمر بأن من المحتمل أن يكون المبنى مشغولًاً ومأهولاً في القرن السابع الميلادي قبل اعتناق أهالي هذه المنطقة للإسلام، ويتكون المبنى من عدة غرف مزينة بالجص المنحوت أو المزخرف، حيث عُثر على قطعة حجرية تالفة عليها نقش صليب. فيما تم العثور على صليب آخر ملون على كسرة وعاء فخاري مزجج، وتشير المكتشفات الأثرية في الموقع إلى أنه من المحتمل أن هؤلاء المسيحيين كانوا جزءًا من الكنيسة الاسطورية التي ازدهرت في الخليج على الأرجح بين القرنين الخامس والسابع الميلادي. وستستمر أعمال التنقيب في القرى المجاورة للحصول على المزيد من البقايا الأثرية والمعلومات المتعلقة بالفترة المسيحية في البحرين وفترة التحول إلى الإسلام. ودشنت الهيئة بتنفيذ مشروع مدته خمس سنوات باسم (توثيق ورسم خرائط تلال مدافن دلمون)، وسيتم خلال مدة المشروع تنفيذ سلسلة من المسوحات الطبوغرافية الشاملة في مدافن دلمون المبكرة باستخدام الطائرات بدون طيار وتقنية النمذجة ثلاثية الأبعاد لتوثيق تلال المدافن. وقد غطى الموسم الأول من هذا المشروع في يناير 2020 التلال الملكية في عالي وحقل تلال مدافن عالي الشرقي، حيث تم الحصول على العدد الدقيق لحقل تلال مدافن عالي الشرقي وهو 3890 تل.
مشاركة :