وجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون أمس، دعوة إلى المجتمعات الإسلامية والأسر إلى بذل مزيد من الجهد لمكافحة التطرف، محذراً من أن البعض يغامر بحض الشبان على التشدد عبر إعطاء وزن لهذا الأمر. وفي كلمته أمام مؤتمر الأمن الدولي في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا، انتقد كامرون الناس الذين يتقاسمون أيديولوجية التطرف الإسلامي ويعتقدون بأن الديموقراطية خطأ، وإن مكانة المرأة أدنى من الرجل. وقال: «يتبنى أناس وجهات النظر تلك ولا يذهبون إلى حد الدعوة إلى العنف، لكن إيمانهم ببعض هذه القناعات يمنح الخطاب الإسلامي المتطرف وزناً، وينجح في تحويلها، بعد منحها صدقية، إلى نيات قاتلة». وكان كامرون تناول هذا الأسبوع مثالاً على كيفية انزلاق الناس من التحيز لقناعات معينة الى التطرف قضية الفتى في الـ17 من العمر المتحدر من شمال إنكلترا، والذي فجر نفسه في العراق، وكذلك قضية الشقيقات الثلاث اللواتي هجرن أزواجهن ويعتقد بأنهن في طريقهن الى سورية مع أطفالهن التسعة. في الولايات المتحدة، أوقفت سلطات مدينة نيويورك مواطناً رابعاً يدعى صامويل رحامين توباز (21 سنة) من فورت لي بولاية نيوجرسي (شرق)، للاشتباه في تقديمه دعماً مادياً لتنظيم «داعش». وهو وضع قيد التوقيف الاحترازي بلا كفالة، وبات يواجه الحكم عليه بالسجن حتى 15 سنة. وكان توباز على اتصال وثيق بمنذر عمر صالح (20 سنة)، الطالب من نيويورك الذي أوقف السبت الماضي بعدما حاول طعن احد عناصر مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي). وأفاد المكتب بأن صالح حاول تجنيد توباز الذي اعتزم السفر إلى الشرق الأوسط للالتحاق بالجهاديين. ويتهم الادعاء في نيويورك، صالح، بالتخطيط لتنفيذ هجوم بقنبلة في نيويورك. ويقول الادعاء إن توباز «ابلغ احد أصدقائه انهم وعدوه براتب مقداره 7 آلاف دولار أسبوعياً، وبـ 4 زوجات في العراق. كما نشر صور سيلفي على فايسبوك مرتدياً زياً عسكرياً، وكتب عن نيته التوجه إلى الأردن في غطاء مرجح لسفره من اجل الالتحاق بالجهاديين». وأشار ملف الادعاء إلى اسمي شريكين آخرين يحمل كلاهما الجنسيتين الأميركية والأردنية. الأول في العشرين من العمر توجه من نيويورك إلى الأردن البلاد في 5 أيار (مايو)، بعدما تصفح مواد دعائية لمتطرفين على الإنترنت. أما المشبوه الثاني فهو من نيوجيرسي وعمره 23 سنة، لكن السلطات لم تكشف هويته. ووفق الادعاء، أخبر توباز صديقاً له أن «داعش ليس سيئاً لأنه يدافع عن عقيدة، وان الفساد يطغى على الإعلام الأميركي». وأشار إلى أن توباز اعترف بعد توقيفه بتأييده التنظيم الجهادي، وانه شاهد تسجيلات فيديو وخطط للانضمام إليه. على صعيد آخر، اتهم الادعاء في بوسطن كل من ديفيد رايت (25 سنة) من ماساتشوستس ونيكولاس روفينسكي (24 سنة) من رود ايلاند بالتآمر لتأمين دعم مادي لـ «داعش» بالتنسيق مع أسامة رحيم (26 سنة)، وهو احد أقرباء رايت وقتلته الشرطة حين هاجم عناصر من «أف بي آي» شاهراً سكيناً كبيراً في بوسطن في الثاني من الشهر الجاري. وتتهم السلطات الثلاثة بالتآمر لتنفيذ هجمات مستوحاة من «داعش» في الولايات المتحدة، بينها قطع رأس امرأة في نيويورك عرفتها وسائل إعلام بأنها باميلا غيلر المدونة المعادية للإسلام. وكان مسؤولون في الاستخبارات الأميركية حذروا في شباط (فبراير) من ان اكثر من 20 ألف شخص من أنحاء العالم، بينهم اكثر من 150 أميركياً، التحقوا بالجهاديين في سورية. إلى ذلك، حكِم على سائق سيارة الأجرة خير الله متانوف، وهو صديق للشقيقين جوهر وتيمورلانك تسارناييف اللذين نفذا التفجير المزدوج في بوسطن عام 2013 بالسجن عامين ونصف العام، في سجن فيديرالي بعدما إدانته بتهمة عرقلة تحقيق «أف بي آي» في الاعتداء الدموي الذي اسفر عن 3 قتلى و264 جريحاً. ومتانوف، المهاجر من قرغيزستان، هو الصديق الرابع للشقيقين تسارنييف الذي يسجن في الولايات المتحدة لعرقلته عمل المحققين في الأيام التي تلت الهجوم، حين أزال متانوف معلومات من حاسوبه الشخصي بينها دعوات للعنف، وأدلى بتصريحات كاذبة للمحققين. وكان متانوف نقل بعد 40 دقيقة على التفجير، الشقيقين تسارنييف إلى أحد المطاعم، حيث ناقشوا ما حصل أثناء تناولهم وجبة طعام. ولكنه لم يشارك على غرار الأصدقاء الثلاثة الآخرين للشقيقين تسارنييف في تنفيذ التفجير المزدوج ولم يعلموا مسبقاً بتنفيذه. وقتل تيمورلانك برصاص الشرطة في 19 نيسان (أبريل) 2013، اما جوهر فحكم عليه بالإعدام الشهر الماضي.
مشاركة :