مواقف لا تنسى مرت على إمام وخطيب جامع الدكتور راشد الراجح الشيخ عبدالرحمن البدري خلال رمضان، ولكن أبرزها ــ حسبما قال ــ هي مواقفه مع الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله-، مؤكدا أنه أعطاه دروسا في أحكام التجويد بعد أن أمه في صلاة المغرب في عامين متتاليين. وفصل البدري الموقفين لـ «عكاظ» بالقول: «تشرفت بالصلاة إماما للملك سلمان مرتين خلال سنتين متتاليتين في صلاة المغرب أثناء شهر رمضان المبارك، وذلك عند زيارته للدكتور راشد الراجح في منزله بحي العوالي في مكة المكرمة، وغمرني بلطفه وعنايته كعادته - يحفظه الله - وبعد الصلاة مباشرة استدعاني في المرة الأولى وسألني عن اسمي كاملا وعملي ودراستي ثم سألني لماذا قرأت بسورة الضحي وبعدها التين وتجاوزت سورة الشرح، وأطنب في هذه المسألة وما يتفرع عنها من حكم تنكيس السورة والآيات والجائز وغير الجائز، كما شرح لي بعض أحكام التجويد من التفخيم والترقيق واختلاف اللهجات حيث كان معجبا بالقراءة باللهجة الحجازية، وركز في نطقي للحروف من تفخيم وترقيق خلال قراءتي فذهلت وعجبت من دقته وسعة ثقافته، وبعد أن انتهى من حديثه معي أكمل الحديث مع الدكتور راشد الراجح وسأل عني بالتفصيل». وأردف «في السنة التالية وعند زيارته للدكتور راشد الراجح في منزله خلال شهـر رمضان صليت به إماما وقرأت سورة الشمس والضحي وبعد الصلاة قال لي: أنت صليت بنا العام الماضي فلماذا تكرر سورة الضحي هذا العام، ومضى يسأل عني الدكتور راشد الراجح بتفصيل ودقة، فرغم مشاغله وهمومه لم ينس تفاصيل العام الماضي حيث منحني من وقته وعلمه، وهذه من المواقف التي لن أنساها في حياتي». وعن حياته ونشأته، يقول البدري : «ولدت بمكة المكرمة ونشأت بها ودرست فيها حيث تخرجت من جامعة أم القرى كلية الدعوة وأصول الدين وكنت الأول على دفعتي، وكرمت من قبل الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، والآن أنا طالب في درجة الماجستير وحاصل على إجازات بالقراءات العشر كاملة من عدة مشايخ». وأردف «بدأت الإمامة بصلاتي التراويح والتهجد وأنا في المرحلة الثانوية بعد أن ختمت القرآن وأجزت فيه، بعدها تعينت إماما وخطيبا بجامع الدكتور راشد الراجح بالعوالي في عام 1433هـ، ومنذ ذلك الوقت وأنا إمام راتب بالمسجد كما أديـر حلقات التحفيظ فيه وأطمح لنيل شرف الإمامة في الحرمين الشريفين» .. معيدا الفضل فيما وصل إليه إلى والديه ومشايخه الفضلاء، خاصة الدكتور راشد الراجح. ولفت الشيخ البدري إلى أن إمام المسجد الحرام الشيخ المعيقلي كرمه حينما ختم القرآن، ثم كرمني والدي بمبلغ مالي، وكذلك أخي حمد، وقد دمعت عيناي في هذا الموقف الذي لا ينسى، متمنيا أن يعلم كل شخص أبناءه القرآن لينفعهم يوم الحساب، مؤكدا أنه يسعد أيما سعادة عندما يرى أبا يمسك صغاره ويذهب بهـم إلى المسجد للصلاة في جماعة لأن ذلك يدل على حسن التربية..
مشاركة :