«نحن في سباق مع الزمن ورغم التحديات والصعوبات في مواجهة هذا الوباء فإن هذا الوقت الصعب سيمضي بعون الله..ونحن في دولة الإمارات علينا مسؤولية حماية وطننا وأهلنا والمقيمين على أرضنا..نحن اتخذنا إجراءات مبكرة عقلانية ومتقدمة وسباقة للعديد من الدول من حولنا للتصدي لهذا الوباء..لهذا السبب نجد أرقام الإصابات بفضل الله لدينا قليلة لأسباب رئيسة، وهي أننا سابقنا الزمن في تقصيه ومواجهته والسيطرة عليه منذ بدايته..فكان الأثر أقل ضرراً أما إذا انتشر فيصعب السيطرة عليه وتتزايد تداعياته ومعدلاته وتتراكم بسرعة».. تلك هي مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، التي تعكس جهود أجهزة الدولة لضمان الحماية من الطوارئ والأزمات والكوارث. ويحق لنا أن نفخر برؤية قيادتنا الثاقبة والاستراتيجية عندما أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة المرسوم بقانون اتحادي رقم 2 لسنة 2011 في إنشاء الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، الذي وضع، وللمرة الأولى على مستوى العالم العربي، منظومة متميزة وواضحة ودقيقة على المستوى الوطني والمحلي تشمل مرحلة من أهم مراحل إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث ألا وهي مرحلة «تقييم المخاطر». ولقد نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في التصدي لأزمة فيروس كورونا المستحدث – كوفيدـ 19 وذلك بفضل «الإجراءات المبكرة العقلانية والمتقدمة والسباقة للعديد من الدول للتصدي لهذا الوباء» كما أكد ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وقد جاءت تلك الإجراءات نتيجة قيام مؤسسات الدولة بدراسة المشكلات القائمة وتلك المتوقع حدوثها ثم اتباع منهج علمي دقيق يتضمن تحديد وتحليل وتقييم المخاطر التي قد تواجه كل جهة وبالتالي تحديد الجهة القيادية التي تقود جهود مواجهة الأزمة حال حدوثها وبجانبها الجهات الأخرى المساندة. ولا نبالغ في القول بأن دراسة خطر واحد فقط من كافة الجهات المعنية قد يستغرق شهورا والهدف هو تحديده ووصف تأثيره من عدة جوانب، مع احتمالية حدوثه ثم تحديد أدوار كافة الجهات على المستوى الوطني والمحلي للتصدي له عند وقوعه مع القدرات المطلوبة. والجدير بالذكر أن إجراءات تقييم المخاطر تطبقها كافة الجهات الاتحادية والمحلية منذ عام 2007 تحت إشراف دقيق من جانب الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث التي تقوم بالتنسيق الشامل بين كافة الجهات في الدولة قبل وأثناء وبعد الطوارئ والأزمات. والمحصلة ما رأيناه عام 2009 عند انتشار وباء أنفلونزا الخنازير (إتش 1 إن 1)، ثم في عام 2014 أثناء وباء «كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية»، ومؤخراً أثناء التصدي لفيروس كوفيد- 19 إذ قامت وزارة الصحة ووقاية المجتمع بتقييم مخاطر تلك الأوبئة بنجاح كبير ثم قيادة جهود التصدي لها وبجانبها وزارة الداخلية وبقية الجهات المعنية كجهات مساندة. وقد أثمرت جهود أجهزة الدولة في تقييم وإدارة تلك المخاطر الصحية في نشر رسالة لتوعية وتطمين أفراد المجتمع بأن الدولة قادرة، بفضل الله سبحانه وتعالى ثم حكمة ورؤية القيادة الرشيدة، في مواجهة كافة أنواع الطوارئ والأزمات والكوارث، فهي دوما متميزة في تقييم المخاطر قبل حدوثها والنتيجة، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «... نجد أرقام الإصابات بفضل الله لدينا قليلة لأسباب رئيسة، وهي أننا سابقنا الزمن في تقصيه ومواجهته والسيطرة عليه منذ بدايته». *باحث إماراتي
مشاركة :