جامعاتنا في خِضَم جائحة كورونا

  • 4/20/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أثرت جائحة كورونا على حياة الناس وأعمالهم، وكافة نشاطاتهم اليومية، وعلى مختلف القطاعات، لذلك سارعت كافة المؤسسات لإيجاد الوسائل التي تمكننا من استمرارية التواصل ومن العمل وتجعل الحياة قابلة للاستمرار بأي طريقة ممكنة في شتى نواحي الحياة. وقد طالت جائحة كورونا المؤسسة التعليمية حيث وضعتها بين عشية وضحاها أمام تحديات وصعوبات يجب عليها مواجهتها في أسرع وقت ممكن. وبالنظر لجامعاتنا السعودية نجد أنها وقفت صامدة وسارعت باستكمال وظائفها الثلاث الرئيسة المتعارف عليها: التعليم، البحث العلمي، خدمة المجتمع، استشعاراً بعظم مسؤوليتها المجتمعية، فخلال أيام قليلة فقط؛ بل وفي ساعات محدودة، حولت الجامعات السعودية أداءها لهذه الأدوار من ممارستها بشكل مباشر إلى ممارستها عن بعد وبشكل إلكتروني، مما أكد على قوة أنظمة الجامعات السعودية وكفاءتها وهذا يعد مفخرة للوطن، وفيما يلي نستعرض هذه الأدوار: 1- دعم البحوث: حيث أطلقت عمادات البحث العلمي مبادرات لتمويل أبحاث فيروس كورونا المستجد من خلال توجيه الكفاءات البحثية داخل الجامعات للإسهام في إيجاد حلول علمية وطبية تسهم في الوقاية منه وعلاجه والحد من انتشاره، واستشراف الآثار النفسية والاجتماعية الناتجة عن انتشار هذا الفيروس على سكان المملكة. 2- إطلاق حزمة كبيرة من الدورات التدريبية: استشعاراً بأهمية توجيه أفراد المجتمع السعودي للاستفادة من أوقاتهم في ظل الحجر المنزلي، سعت الجامعات لتفعيل التدريب الأونلاين والذي يسمح للمتدربين بحضور البرامج التدريبية التفاعلية دون حاجة إلى الانتقال لقاعات المحاضرات المكتظة ودون أن يعرضوا أنفسهم لمخاطر انتقال العدوى، حيث تتم بشكل فعال وتساعد في اكتساب الخبرات من المختصين والمهنيين دون الانتقال والسفر، وقد شهدت هذه الدورات إقبالاً شديداً حتى من خارج المملكة. 3- استمرارية التعليم عن بعد: أكملت الجامعات سير التعليم من خلال البلاك بورد والقاعات الافتراضية؛ حيث أتاحت للطلبة فرصة التواصل المباشر والحي مع الأساتذة أو الزملاء بالصوت والصورة كما أتاحت لهم فرصة عمل المداخلات وتقديم العروض التقديمية، والقيام بكل تفاصيل المنظومة التدريسية الاعتيادية دون تغيير ولكن فقط يتم ذلك عبر الإنترنت. 4- نقل وبث المناقشات العلمية لرسائل الماجستير والدكتوراه: سعت الجامعات لتسهيل شؤون طلاب الدراسات العليا، حيث قامت بعقد المناقشات العلمية لهم عبر القاعات الافتراضية بالإنترنت؛ حيث يتاح للجنة المناقشة والطالب إتمام عملية المناقشة وجهاً لوجه بكل يسر وسهولة، والأعضاء كل في مكان إقامته. ونظراً لنجاح هذا الطريقة التي مكَّنت المناقشين من سهولة التواصل مع تحقق الغرض الرئيس بجودة عالية، والإقبال الكبير عليها بحضور جمع من الباحثين والمهتمين من مختلف المناطق بل ومن مختلف الدول، مما جعل الكثير من المسؤولين يشيدون بهذه التجربة، ويفكرون في تفعيل هذه التقنية مستقبلاً مع المناقشين الخارجيين حتى بعد عودة الدراسة إلى وضعها الطبيعي بإذن الله؛ لأنها أثبتت نجاحها في توفير الجهد واختصار للوقت. وفي الختام، نحن نعلم أن الجامعات تتحمل عبئاً كبيراً وتساند مجتمعاتها في حل مشكلاته وتحقيق تطلعاته. فهل ستخرج جامعاتنا من هذه الأزمة بخلاصة من التجارب بما فيها من إيجابيات وسلبيات؛ وهل ستبني عليها نماذج مستقبلية ناجحة في أداء أدوارها الثلاثة عن بعد بأفضل الممارسات والتقنيات مما يسهل تحقيق الأهداف المرجوة.

مشاركة :