بقلم : د. عبدالرحمن الشلاش مكتب الجزيرة سفراء كتبت مقالات كثيرة عبر هذه الزاوية عن التوظيف وخاصة توظيف الخريجين من شباب وشابات الوطن. لا أبالغ إذا أكدت أن كثيراً من المقالات التي كتبت قد حظيت باهتمام مشكور من كبار المسؤولين في الدولة ومنهم على سبيل المثال لا الحصر معالي وزير الخدمة المدنية السابق الدكتور عبدالرحمن بن عبد الله البراك الذي أسعدني وقتها باتصاله الصباحي ومنحني من وقته أكثر من عشرين دقيقة لمناقشة ما ورد في مقالتي «عاطلات بدرجة ماجستير»، وأذكر أنه ألمح في كلامه إلى وجود مشاورات حول الموضوع مع الوزارات ذات الاختصاص. في موضوع التوظيف ذاته الذي يهم شريحة واسعة جداً من المجتمع شاركت في أكثر من برنامج فضائي وإذاعي في فترات متفاوتة وبمشاركة من بعض الزملاء وطرحت خلالها مقترحات بناءة وعملية وجد بعضها الصدى والآخر طواه النسيان. لا يمكن لأي متابع منصف تجاهل تثبيت آلاف من موظفي وموظفات البنود والعقود، وتثبيت كثير من البديلات ومعلمات محو الأمية، وتعيين آلاف من خريجي الدبلومات الصحية وخريجي اللغة العربية وغيرهم. ملفات تم حلها بعد أن تجاوبت الدولة مع ما يطرح عبر وسائل الإعلام المختلفة المعبرة عن رأي الناس، وتعاضدت الجهات المسئولة لتنفيذ الأوامر الملكية الكريمة الموجهة بتوظيف كل الخريجين والخريجات وتثبيت من لا يعملون في وظائف رسمية. رغم كل جهود الدولة في التوظيف، وحلها لكثير من الملفات العالقة سواء في قطاعات الدولة أو مؤسسات وشركات القطاع الخاص إلا أن أعداداً غير قليلة من أبنائنا وبناتنا ينتظرون دورهم في التوظيف رغم مضي سنوات طويلة على تخرجهم وانتظارهم الممل إلا أنهم لا يلمحون أي بارقة أمل تلوح في الأفق لتحقق حلم الوظيفة والسبب على ما يبدو لي عدم وجود خطط زمنية أو برنامج محدد بإطار زمني ومضبوط بمعايير واضحة تضمن تحقق العدالة. لدينا حاليا عاطلون وعاطلات عن العمل من خريجي التخصصات النظرية ذات الوفرة المطردة، وبقايا من خريجي وخريجات الكليات والمعاهد الصحية وخريجات كليات المجتمع، والخريجات الجامعيات القديمات وخريجات كليات التربية، كل هؤلاء يعتبرون هدرا حيث يمثلون مخرجات انفقت الدولة على تعليمهم وتدريبهم الملايين وحاليا تحولوا لكوادر بشرية معطلة غير مستفاد منها ودون أن نشرح الأضرار الاجتماعية الناتجة من بطالتهم يكفي أن نؤكد على الآثار الإيجابية الكثيرة عندما يتم توظيفهم مثل القضاء على وقت الفراغ، وتحقيق الاستقرار والاكتفاء لكل شاب وشابة. أدرك أن الدولة بقيادة ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله حريصة على توظيف كل أبناء وبنات الوطن لذلك اقترح على معالي وزير الخدمة المدنية الأستاذ خالد بن عبد الله العرج التوجيه بتصميم برنامج في الحاسب الآلي لتوظيف جميع الخريجين والخريجات سواء القدامى أو الجدد بتسجيل أسماء جميع من يرغبون في العمل ومن ثم يأخذ الجميع أدوارا تسلسلية تضمن أن يحصل المتقدم على الوظيفة ولو بعد فترة زمنية حيث يتم التوظيف آليًا حسب الوظائف الشاغرة والمستحدثة وفق معايير الأقدمية والخبرات والمؤهل العلمي والتقدير. بذلك نكون قد تجاوزنا معضلة ظلت لسنوات دون حل جذري.
مشاركة :