تداعيات كورونا وانعكاسها على قطاع السياحة والسفر

  • 4/20/2020
  • 01:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يعاني قطاع السياحة حاليا حالة من الشلل التام. وعلى الرغم من جهود واضعي السياسات حول العالم للتخفيف من الأثر الاقتصادي لجائحة فيروس كورونا فإن قطاع السياحة لن يتمكن من بدء التعافي إلا بعد أن تتم السيطرة على حالة الطوارئ الطبية ورفع قرارات حظر السفر بصورة آمنة. وكلما طال أمد هذه الأزمة الصحية تزايدت صعوبة استمرار الشركات وقدرتها على البقاء، ولا سيما الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم التي تشكل نسبة كبيرة من قطاع السياحة، وتزايدت تبعا لذلك أعداد العمّال المُتضررين.وتشعر الحكومات بالقلق، إذ أوضحت آخر الإحصائيات الصادرة عن المجلس العالمي للسفر والسياحة أن هذا الخطر يُهدد نحو 50 مليون وظيفة في هذا القطاع عبر العالم، بانخفاض يقدر بنحو 14%، ففي بعض البلدان، تسهم السياحة بالنصيب الأكبر من إجمالي الناتج المحلي، وتُعد أكبر مصدَرٍ للعملات الأجنبية وتوفير فرص العمل، ولا سيما للفئات الأكثر احتياجا والنساء والشباب. وقد تحولت هذه الأزمة الصحية بالفعل إلى أزمة اقتصادية وطنية في العديد من البلدان النامية التي تعتمد بصورة كبيرة في إجمالي ناتجها المحلي على عائدات السياحة، بنسبة 20% لحوالي 37 بلدا.ففي السابق استثمر العديد من الوجهات السياحية غير المتضررة في حملات ترويجية لاجتذاب من لا تزال لديهم الرغبة في السفر. أما الآن فيظهر جليا أن التسويق لأي نوع من أنواع السفر -حتى محليا- هو أمر غير مسؤول في ظل الظروف الحالية. فوفقا لتوجيهات منظمة الصحة العالمية، تقع على عاتقنا جميعا مسؤولية القيام بواجباتنا للإسهام في «السيطرة على منحنى تفشي هذا المرض» والحد من انتشاره. وهذا يعني الحد من التنقلات وتخفيض كل أشكال المُخالطة بما في ذلك السفر.كما أشير هنا إلى أهمية تضافر جهود القائمين على صناعة السياحة في الوطن العربي مع منظمة الصحة العالمية وصناع القرار من أجل تجاوز تلك الفترة العصيبة، والعمل على إنقاذ القطاع الذي يعمل به قرابة الأربعة ملايين فرد بالوطن العربي، يستفيدون من قطاع السياحة والمهن المصاحبة والمساندة، التي يصل عددها إلى ما يزيد على 32 مهنة تزدهر جميعها بانتعاش السياحة.فقطاع السياحة والسفر على النطاق العالمي قادر على العودة والانتعاش من جديد، كما فعل من قبل مع الأزمات السابقة، كما أن رغبة الأشخاص في السفر إلى الأماكن لم تتغير، ولكنهم سيكونون أكثر حذرا بشأن أفعالهم وسوف يحتاج المسافرون أكثر من مجرد إقناعهم أن السفر آمن، فهم سيكونون بحاجة إلى رؤية التغييرات الملموسة الفعلية التي حصلت لجعل السفر أكثر أمنا. ففي الوقت الحالي لا نعرف متى أو كيف سيمر الوباء، ولكن بمجرد تحسن أزمة الصحة العامة سيحتاج المسافرون أيضا إلى رؤية انخفاضات حادة في الأسعار لتشجيعهم على السفر مرة أخرى.  

مشاركة :