كيفية التقرب إلى الله في رمضان، عند اقتراب شهر رمضان الكريم يكثر التساؤل عن كيفية التقرب إلى الله تعالى، وعن أنواع وطرق الطاعة فيه للتقرب إلى الله؛ فهناك كثير من الأعمال الفاضلة التي يجدر بالمسلم أن يتقرب إلى الله - تعالى- بها في رمضان، وعلى المسلم أنْ يعي دلالة قول النبي - صلّى الله عليه وسلم-: (قال اللهُ: كلُّ عملِ ابنِ آدمَ لهُ إلّا الصيامَ، فإنَّه لي وأنا أُجْزي بهِ، والصيامُ جُنَّةٌ، وإذا كان يومُ صومِ أحدِكُم فلا يَرْفُثْ ولا يَصْخَبْ، فإنْ سابَّه أحدٌ أو قاتَلَهُ فلْيقلْ: إنِّي امْرُؤٌ صائمٌ). كيفية التقرب إلى الله في رمضان، شهر رمضان شهر اختصه الله -تعالى- ليكون موسمًا للرحمات؛ فهو شهر عظيم مُبارك يفتح الله -سبحانه- فيه أبواب الجنة، ويُغلق أبواب النار. كيفية التقرب إلى الله في رمضان، يجتهد المسلمون في رمضان في تحصيل مغفرة الذنوب؛ فقد جاء في الحديث الصحيح أنّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)، وقال أيضًا: (الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ). كيفية التقرب إلى الله في رمضان؛ صح أن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (ما منْ عبدٍ يصومُ يومًا في سبيلِ اللهِ، إلَّا باعدَ اللهُ بذلكَ اليومِ وجهَهُ عن النَّارِ سبعينَ خريفًا)، وليس أدل على فضل هذا الشهر العظيم وأجر الصائمين فيه من أنّ الله -عز وجل- اختص الصائمين في الآخرة ببابٍ لهم دون غيرهم، يدخلون منه إلى حيث منازلهم في الجنّة، اسمه: باب الريان. كيفية التقرب إلى الله في رمضان، أولًا: من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى الله في رمضان صلاة القيام والتراويح، وفي هذا صحّ عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدّم من ذنبه)، والأصل في صلاة التراويح أنها تؤدى في البيت خاصة إن لم يستطع المسلم أدائها في المسجد. كيفية التقرب إلى الله في رمضان، ثانيًا: من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى الله في رمضان، المداومة على قراءة القرآن؛ فشهر رمضان هو شهر القرآن الكريم، وقد كان جبريل -عليه السلام- يدارس النبي -صلّى الله عليه وسلّم- القرآن في شهر رمضان، وكان للسلف الصالح من العناية بكتاب الله تعالى في رمضان ما يكشف عن همتهم في الإقبال عليه ومصاحبته في أيام رمضان ولياليه؛ فقد كان بعضهم يختم القرآن في قيام رمضان كلّ ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبعٍ، وذُكر أن الإمام الشافعي كان يختمه في رمضان ستون ختمةً. كيفية التقرب إلى الله في رمضان، ثالثًا: من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى الله في رمضان الحرص على سنة الاعتكاف؛ فقد كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يحرص على الاعتكاف في الثلث الأخير من رمضان؛ فالاعتكاف طاعةٌ يجتمع فيها كثير من الطاعات الأخرى؛ فتلاوة القرآن الأذكار والدعاء وغيرها من القربات التي تتيحها سنة الاعتكاف للمسلم في خلوة الإنسان مع الله تعالى. كيفية التقرب إلى الله في رمضان، رابعًا: من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى الله في رمضان تحري ليلة القدر وقيامها، وقد كان الرسول -عليه السلام- يتحراها، ويقوم ويوقظ أهله للقيام في العشر الأواخر رجاء إدراكها ونوال أجرها، وفي بيان فضلها يقول الرسول: (مَن قام ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه). كيفية التقرب إلى الله في رمضان، خامسًا: من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى الله في رمضان الاجتهاد في الدعاء والاستغفار، وخاصة عند لحظات الإفطار؛ فقد جاء في السنة النبوية أن للمسلم دعوة لا تردّ عند فطره، وفي الثلث الأخير من الليل، والاستغفار في ساعات السّحر، كما يجدر بالمسلم تحرّي ساعة الدعاء المستجاب يوم الجمعة. كيفية التقرب إلى الله في رمضان، سادسًا: من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى الله في رمضان بذل الصدقات: كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أجود الناس بالخير، و كان أجود ما يكون في رمضان، وقد رُوي عن أنس -رضي الله عنه- أنّه قال: (سُئل النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أيُّ الصَّومِ أفضلُ بعد رمضانَ؟ قال: شعبانُ لتعظيمِ رمضانَ، قال: فأيُّ الصَّدقةِ أفضلُ؟ قال: صدقةٌ في رمضانَ)، ومن الصور الكثيرة للصدقة إطعام الطعام، وقد كان السلف الصالح يحرصون أشدّ الحرص على إطعام الطعام، بل ويقدّمونه على كثيرٍ من العبادات، وقد جاء عن بعض السلف أنّهم كانوا يؤثرون بطعام إفطار صيامهم الفقراء والمساكين، وتأكيدًا لهذا المعنى جاء عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (أيُّما مؤمنٍ أطعم مؤمنًا على جوعٍ أطعمه اللهُ يومَ القيامةِ من ثمارِ الجنَّةِ، وأيُّما مؤمنٍ سقَى مؤمنًا على ظمأٍ سقاه اللهُ يومَ القيامةِ من الرَّحيقِ المختومِ، وأيُّما مؤمنٍ كسَا مؤمنًا على عُرْيٍ كساه اللهُ يومَ القيامةِ من حُلَلِ الجنَّةِ). كيفية التقرب إلى الله في رمضان، سابعًا: من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى الله في رمضان صلة الرحم، وهي من محاسن الأعمال وأبركها وأعمقها أثرًا في نفوس المتزاورين والمتواصلين، وبسببها تتحقق البركة للمسلم في عمره وأيامه، وفي ماله ورزقه. كيفية التقرب إلى الله في رمضان، ثامنًا: من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى الله في رمضان مجالسة الأهل؛ فيفضل أن يحرص المسلم في أيام رمضان على مجالسة أفراد الأسرة، الزوجة والأولاد، ومذاكرتهم بأحكام الصيام وآدابه، وتشجيع الأبناء على الصيام وسائر القربات. كيفية التقرب إلى الله . ترتبط السعادة برضا الله -سبحانه- واتّباع هداه، فقد جعل الله -تعالى- الارتباط وثيقًا بين العبودية له – سبحانه- تعالى ومدى التقرب إليه وبين شعور العبد بالسكينة والطمأنينة والرضا في حياته، ولقد ذكر الله -تعالى- توثيقًا لهذه الرابطة في كتابه العزيز مرارًا حتى يظلّ الإنسان يذكرها في حياته؛ فقال- تعالى-: «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ». و تتعدد الطرق التي توصل إلى الله -سبحانه- وتتسع، ولقد عرّفها الله -تعالى- لعباده حتّى يسهل عليهم الوصول إليه سبحانه، ونيل الفضل العظيم جرّاء ذلك، ومنها: 1- أوضح ما يوصل إلى القرب منه -سبحانه- ما ذكره الله -تعالى- في الحديث القدسيّ: «من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحربِ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها، ورِجلَه الَّتي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه»؛ ففي شرح الحديث الشريف أنّ أفضل ما يقرّب العبد إلى ربّه هو أداء الفرائض التي افترضها عليه، والفرائض بعمومها من أركان الإسلام الخمسة، الصلاة والصيام والزكاة والحج، فإن أداها العبد كما أراد ربّه سبحانه، وأخلص النية فيها لوجه وحده كانت تلك أعظم ما يقرّب العبد إلى ربّه، وفي الحديث الشريف عن الرجل الذي جاء يخبر النبي -عليه السلام- أنّه لن يزيد على الفرائض التي افترضها الله تعالى عليه، فأخبره النبي -عليه السلام- أنّه من أهل الجنّة إن صدق بقوله ذاك. 2- وتأتي النوافل بعد الفرائض، وهو تتمّة ما ورد في الحديث القدسيّ والنوافل تزيد من اصطفاء الله -سبحانه- للعبد حتّى ترفعه إلى أعلى الدرجات، وهي تتكامل مع الفرائض حين يُحاسب العبد على أعماله يوم القيامة، فالفرائض تسهّل على العبد أن يأتي النوافل، والنوافل تجبر الزلل أو التقصير الذي حصل من العبد في الفرائض، والنوافل هي سنن النبي -عليه السلام- سنّها لأمته، فإتيانها اتّباع لخطى النبي -عليه السلام- في طريق القرب من الله عز وجل، ولذلك قال أحد أهل العلم: (لم يضيِّعْ أحد فريضة إلا ابتلاه الله تعالى بتضييع السُّنن، ولم يُبْلَ أحد بتضييع السنن إلا أوشك أن يبتلى بالبدع)، وفي المقابل فإنّ من يحافظ على الفرائض كما أوجبها الله -تعالى- كانت سببًا في ثباته على السنن، ومن ثبت على السنن، كان أبعد ما يكون عن البدع. 3- النوافل الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- التي يأخذ المسلم منها بقدر ما يشاء، فمن ذلك وأشهر ما وصّى به النبي -عليه السلام- صلاة اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة، هنّ النوافل تؤدّى مع الصلوات الخمس، وفي فضلهنّ ذكر النبي - عليه السلام-: «ما من عبدٍ مسلمٍ يصلِّي لله كل يومٍ ثِنتي عشرةَ ركعةً تطوعًا، غير فريضةٍ، إلا بنى اللهُ له بيتًا في الجنةِ» وفى لفظ آخر: « أو إلا بُنِيَ له بيتٌ في الجنةِ»، ومن السنن كثرة ذكر الله – تعالى-، وقد خصّص النبي بعض المواعيد لذكر الله سبحانه، منها بعد الانتهاء من الصلاة المكتوبة أن يسبّح المسلم ربه ثلاثًا وثلاثين ويحمد ثلاثًا وثلاثين ويكبّر ثلاثًا وثلاثين ويتم المئة بقول: « لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير». سنن التقرب من الله ومن السنن ركعتان أوصى بهما النبي على وجه الخصوص قبل فرض المغرب، ومن السنن أيضًا ما ذكره النبي -عليه السلام- في حديثٍ واحدٍ عدّة أشكالٍ من النوافل، فقال: «كلُّ سُلامَى من الناسِ عليه صدقةٌ، كلُّ يومٍ تطلُعُ فيه الشمسُ، يعدلُ بينَ الاثنينِ صدقةٌ، ويعينُ الرجلَ على دابتِه فيحملُ عليها، أو يرفعُ عليها متاعَه صدقةٌ، والكلمةُ الطيبةُ صدقةٌ، وكلُّ خطوةٍ يخطوها إلى الصلاةِ صدقةٌ، ويميطُ الأذَى عن الطريقِ صدقةٌ»؛ فكلّ ما ورد في الحديث من صلاة الضحى وغيرها من النوافل التي ترفع العبد عند ربّه، وتزكّي منزلته فيمن عنده. كما تسابق الصحابة - رضي الله عنهم- إلى تطبيق سنّة نبي الله محمد -عليه الصلاة والسلام- لينالوا الفضل العظيم لتطبيقهم هذه الأعمال، فأمّ المؤمنين أم حبيبة -رضي الله عنها- لم تفتر عن وصية النبي -عليه الصلاة والسلام- لها بأن تصلّي اثنتي عشرة ركعة في اليوم أبدًا، وذلك تعلّقًا ورغبة منها في نيل أعلى الدرجات عند الله تعالى في الآخرة. التوبة إلى الله يبقى العبد المسلم رغم حبه لله تعالى وبحثه عن مرضاته في حياته مخلوقًا ضعيفًا، يقع في مواطن الشبهات والخطايا حينًا بعد حين، ويصدق ذلك قول النبي (صلى الله عليه وسلم) في الحديث: "كلُّ بني آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطائينَ التوابونَ"؛ فأعقب النبي -عليه الصلاة والسلام- وصف الإنسان بأنه خطاء، وأن خير الناس من يتوب مرةً بعد مرة ويكثر التوبة والإنابة إلى الله تعالى. والتوبة كما ورد في قاموس اللغة مصدر تاب، وهي الإقلاع عن الخطأ والرجوع عنه، والاعتراف بالتقصير وبالذنب، وأما التوّاب فهي صيغة المبالغة للفعل تاب، وهو كثير العودة والرجوع عن الذنوب، وهو اسم من أسماء الله الحسنى كذلك، ويدل على كثرة توبة الله تعالى على من يتوب من عباده. و الأحاديث والآيات الكريمة التي ترغب العبد بالتوبة وتؤكد حب الله تعالى لتوبة عبده كثيرة، ومنها: 1- الحديث القدسي عن الله – تعالى-: «يا عبادي، إنكم تُخطئون بالليلِ والنهارِ، وأنا أغفرُ الذنوبَ جميعًا، فاستغفروني أغفرُ لكم». 2- وفي حديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم- يصف فيه أن رجلًا في أرضٍ دون طعام أو شراب فيها، ونام قليلًا فيها فتركته ناقته التي حمل عليها طعامه وشرابه، فاستيقظ فلم يجد ناقته، فأصابه اليأس، فاضطجع في ظل شجرة، فإذا هي عائدة مجددًا بين يديه، فقام من فرحه يقول: اللهم أنت عبدي وأنا ربّك، فأخطأ من شدة الفرح». شروط التوبة وما يعين عليها ذكر العلماء خمسة شروط للتوبة المقبولة على المرء أن يجتهد ليحصّلها كلها حتى يطمئنّ أن توبته قد قبلت، والشروط هي: 1- إخلاص النية لله تعالى من هذه التوبة، فلا تكن سعيًا لمرضاة أي أحد سواه. 2- الإقلاع عن الذنب وتركه نهائيًا. الندم على إتيانه والوقوع فيه من قبل. 3-عقد العزم على عدم العودة إليه ثانية. الشروع بالتوبة والإقبال على الله تعالى قبل أن يغرغر الإنسان عند الموت. 4- أداء الحقوق إلى أصحابها إن كانت الذنوب والمعاصي متعلّقةً بالعباد، وبذل كل الوسع والطاقة في ذلك، فإن كانت التوبة من السرقة مثلًا فعلى العبد أن يردّ المسروقات إلى أصحابها، وإن كان ذلك صعبًا فعلى العبد أن يتصدّق بقيمة المسروقات. وكما ذكر العلماء شروطًا لقبول التوبة، فقد ذكروا أمورًا تعين على إقبال المرء على توبته، وتسهّل عليه الثبات عليها، ومن المعينات على التوبة والثبات عليها ما يأتي: 1- استحضار عظمة الله سبحانه وأنه المتفضل على عباده بنعم كثيرة، فلا يجوز أن يقابل المرء الإحسان بالإساءة، بل بالشكر والطاعة ما استطاع إلى ذلك سبيلًا. 2- تذكر سوء عاقبة الذنب والمذنبين، وأنه سبب لحلول سخط الله تعالى، ونزول النقم عليه بسبب تكرار أخطائه وبعده عن التوبة والاستغفار، ولقد أوضح الله تعالى في القرآن الكريم أن الذنوب سبب لنزول النقم والبلايا، قال الله تعالى: "وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ". 3- استحضار فضل التوبة وأهميتها، فكما أن استحضار سوء الذنب ينفر منه، فإنّ استحضار فضل التوبة وأهميتها قبل الموت سببٌ للإقبال عليها والرغبة في الاستزادة منها. 4- إيقان المسلم أنه لا بد من الوقوف بين يدي الله تعالى يوم الحساب، واستعراض الذنوب والخطايا واحدًا واحدًا أمامه، فذلك سبب لخجل الإنسان من ذنوبه واجتهاده في التوبة منها. 5- حفظ القرآن وتلاوته، فإنه معين للاستقامة والتوبة. 6- الإكثار من مجالس الأخيار وصحبتهم، فإنّ في ذلك تذكيرًا دائمًا بما يرضي الله تعالى، وفيه عونٌ من الجماعة على استقامة الفرد وصحوته باستمرار. 7- التوجه لله تعالى بصدق الدعاء أن يعينه على الثبات والاستقامة طوال العمر، ومن ذلك مواظبته على قول: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك». علامات قبول التوبة إنّ للتوبة المقبولة علاماتٌ تدلّ على قبولها، ومن هذه العلامات: ١- أن يكون ما بعد التوبة خيرًا ممّا قبلها: ويكون ذلك بالمداومة على الطاعات وفعل الخيرات؛ لأنّ التكاسل عن الطاعات والتفريط فيها دليلٌ على عدم قبول الله تعالى للتوبة. ٢- انخلاع القلب وتقطّعه؛ ندمًا وخوفًا من العقوبة العاجلة والآجلة. ٣- بقاء الخوف من العودة إلى الذنب مصاحبًا للتائب، حيث إنّ المؤمن يخشى من ذنبه وإن صغر، أمّا المنافق لا يخشى منه وإن كان ذنبه عظيمًا، بل ينظر إلى ذنبه كأنّه ذبابة وقعت على أنفه فأزاحها. علامات تدل على رضا الله عن عملك متى يرضى الله عن العمل ؟.. سؤال أجاب عنه الدكتور محمد راتب النابلسي، خلال لقائه بفضائية إقرأ، حيث أوضح قائلًا: إنه يجب على الإنسان أن يعمل بإخلاص وأن يتقى الله فى عمله. وأضاف "النابلسي"، أنه إذا عمل الإنسان دون إخلاص فلا يطمح الى شئ من ثمار الدين، فبالإخلاص ينتفع الإنسان بكثير من العمل وقليله، ومن دون إخلاص لا تنتفع لا بكثير العمل ولا بقليله، والسبب فى ذلك هو انك اذا توجهت الى الله مخلصًا يصبح عملك عظيمًا والدليل على ذلك قول المولى عز وحل فى أدعية القرأن وأن أعمل صالحًا ترضاه وأشار إلى أن الله - عز وجل- يرضى عن العمل إذا كان خالصًا وصوابًا، خالصًا أى ما يبتغي به وجه الله وصوابًا أى ما وافق السنة النبوية. علامات رضا الله عن العبد من جانبه بين، الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن علامات رضا الله تعالى عن العبد تظهر في أن يصرف عن المعاصي، والفحشاء، والمنكر، والسوء، والكذب. ونوه «الجندي» خلال تقديمه برنامج «لعلهم يفقهون»، المذاع على فضائية «dmc»، أن رضا الله تعالى يصرف العبد عن الفحشاء، منوهًا بأن الله -عز وجل- إذا أحب العبد صرفه عن الفحشاء. وفسر الشيخ خالد الجندي، معنى قول الله تعالى في سورة يوسف: «إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ-24 »، موضحًا أن هناك فرقًا بين المُخلَص والمُخلِص، منوهًا بأن المُخلِص هو من يسعى لتخليص نفسه، إنما المُخلَص هو الذي خُلِّص من قوة أعلى منه. أي أن سيدنا يوسف -عليه السلام- بريء، مشيرًا إلى أن سيدنا يوسف من عباد الله المُخلَصين المُحصنين بقوة الله تعالى. وذكر أن الفرق بين المُخلَص بفتح اللام والمُخلِص بكسر اللام، يُشبه الفرق بين المُتعَب والمُتعِب، مضيفًا: «عن عبادنا المُخلَصين أي الذي خُلّص من قوة أعلى منه». وأكمل: «الآية القرآنية في سورة ص: قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83).
مشاركة :