الحكمة تقول "الغذاء هو الدواء" للصغار والكبار، خاصة الغذاء المتوازن الذي يحتوي على كل العناصر الغذائية بنسب معقولة، والتي تحمي جسم الطفل وتقيه شر الإصابة بالأمراض المختلفة؛ أولها لبن الثدي والتأكد من أنه كاف للتغذية، ثم محاولة إدخال بعض الأطعمة والأكلات الخارجية تدريجياً، وحتى يتم عامه الأول ليصبح بعد ذلك فرداً عادياً يشارك الأسرة ويجلس وسطهم لتناول وجبات الطعام، الدكتور إبراهيم شكري استشاري طب الأطفال، يضع جدولاً غذائياً مقترحاً للطفل خلال عامه الأول، وعدداً من النصائح لبن الثدي أول طعام للطفل الحقيقة الأولى: ثبت علمياً وطبياً ومنذ عهد قريب فقط أن الرضاعة الطبيعية ذات أهمية بالغة وفائدة كبيرة لصحة الطفل والأم المرضعة على حد سواء -بدنياً ونفسياً ووقائياً- فحليب الأم محفوظ بصورة طبيعية وخال من الجراثيم، معقم وغير ملوث، وجاهز للإرضاع في أي وقت يحتاجه الطفل الرضيع، وحليب الأم يحتوي على جميع المواد الغذائية الأساسية المطلوبة لنمو الطفل وبصورة متناسقة حسب عمره ووزنه ومقدرته على الهضم والامتصاص، وهو يتغير يومياً لا بل بالساعات حسب متطلبات الطفل، فهو مصنوع خصيصاً لذلك الطفل وليس لطفل آخر، حيث تتغير محتوياته حسب حاجاته كماً وكيفاً عكس أي لبن آخر فهو مصنع لكلالأطفال دون تفريق أو مراعاة لحاجات بعضهم المختلفة عن بعضهم الآخر. الحقيقة الثانية: الأحماض الأمينية في حليب الأم موجودة بالشكل الذي يفي بالمتطلبات الخاصة للطفل ونموه، ويظهر بوضوح في جهازه العصبي والدماغ، وبشكل أكثر مما هو موجود في حليب البقر بمقدار 30-40 ضعفاً، إضافة إلى أن نسبة الكالسيوم إلى الفسفور في حليب الأم أكثر ملاءمة لتمعدن العظام من نسبتها إلى بعضها في حليب البقر، كما يتم امتصاص نسبة 50-70% منالحديد الموجود في حليب الأم، بينما لا تزيد هذه النسبة في حليب البقر على 10-30% مما يجعل أطفال الرضاعة الطبيعية أقل إصابة بفقر الدم، كما أن نسبة السكر الموجودة في حليب الثدي 7% بينما في حليب البقر 4.7% حيث يشكل -كلوكوز وكلاكتوز- مع المادة الدهنية الجزء الأعظم من الدماغ في تكونه ونمو الطفل في الأشهر الأولى من عمره. الحقيقة الثالثة: يحتوي حليب الأم على الخلايا المناعية الحية والأجسام المضادة للجراثيم والسموم، والتي تكسب الطفل وبشكل متكامل ومتناسق مناعة وتجعله مقاوماً للعدوى من الأمراض الانتقالية والمعدية خاصة التي تصيب الجهاز التنفسي والهضمي، ولذا يُوصَى ببدء الرضاعة الطبيعية بعد الولادة مباشرة حتى يستفيد الطفل من هذه المادة اللازمة له جداً في الأيام الأولى من عمره، بعد أن خرج من بيئة معقمة نظيفة خالية من الأمراض إلى بيئة أخرى حافلة بالأمراض والفيروسات والبكتريا وكلها تتربص بالطفل الصغير، عكس الأطفال الذين يتغذون على الحليب البديل، وقد يزداد وزنهم فإنهم يكونون أكثرإصابة بالالتهابات الجرثومية وأمراض القلب والسكر وارتفاع ضغط الدم وغيرها.دقات قلب الأم تُطمئن الطفل وتسعده نعم فالسعادة والاطمئنان للطفل وهو يسمع دقات قلب أمه وهي تضعه على صدرها بحنان ويشم رائحتها، خير من ألف جدول غذائي يعد له، فهي الدقات التي تعود سماعها وهو في بطن أمه جنيناً، وهذه الرائحة تعزز بداخله المحبة والعطف والأمان ورابطة البنوة والطاعة والاحترام، فينشأ الطفل وينمو مستقراً عاطفياً ونفسياً، وصحيحاً جسمانياً وبدنياً. كما أن قيام الأم بالرضاعة الطبيعية لطفلها من ثديها يوفر لها السعادة، وهي تشبع غريزة الأمومة لديها، وتحقق نوعاً من الاتصال المباشر بينها وبين طفلها، مما يخلق نوعاً من الارتباط العاطفي بينهما، كما تكسب الأم برضاعتها لطفلها من ثديها راحة ووقتاً وجهداً أقل مقارنة بالجهد والوقت الذي تصرفه في إعداد الرضاعة الصناعية.برنامج للتغذية مقترح من 1-6 أشهر الشهر الأول: رضاعة طبيعية أو صناعية عند الحاجة بمعدل رضعة كل 2 - 3 ساعات، ولا أنصح بتركه مستغرقاً في النوم لأكثر من أربع ساعات متواصلة، الطفل يحتاج إلى ساعة ونصف أو ساعتين لإتمام عملية الهضم ونقل الطعام إلى الأمعاء، بعدها تصبح معدة الطفل مستعدة لاستقبال قسط جديد من الطعام، مع رضعة أعشاب ليلاً؛ للتخلص من المغص والانتفاخ والمساعدة على النوم الهادئ. الشهر الثاني: رضاعة عند الحاجة كل 3 ساعات، يمكن إضافة مياه الشرب النقية أو عصير البرتقال أو التفاح بكميات صغيرة، مصفى بدون سكر، ويكون مخففاً في البداية وبماء معقم، ثم يزداد التركيز تدريجياً مع تقدم الأيام.الشهر الثالث والرابع الشهر الثالث : الرضاعة الطبيعية + عصير طماطم مصفى بدون سكر، وفي نهاية الشهر الثالث يمكن إعطاء الزبادي قليل الدسم –العشرة الأيام الأخيرة- أو تخفيف الزبادي بالماء المغلي بعدما يبرد، ويمكن إضافة ملعقة صغيرة من السكر أو العسل. الشهر الرابع: الرضاعة الطبيعية+ يمكن إدخال وجبة حبوب مثل: مسحوق الحليب بالحبوب بالقمح أوالأرز+ بسكويت أطفال بالشاي والحليب+ مهلبية خفيفة + في نهاية الشهر الرابع -العشرة الأيام الأخيرة- يمكن البدء في إعطاء الطفل فاكهة مسلوقة أو مهروسة، أو شوربة خضار -بطاطس+ كوسة + جزر- بماء وملح خفيف أو سكر خفيف وتُهرس وتُضرب بالخلاط.الشهر الخامس الشهر الخامس: الرضاعة الطبيعية عند الحاجة، مع إضافة وجبات جديدة مثل التفاح المبشور أو عصير التفاح، والبرتقال وهو يُعطَى مخففاً بالماء بنسبة واحد إلى واحد ويفضل البرتقال السكري، أو البلدي دون تحلية في بادئ الأمر، والشهر الخامس بداية استخدام الخضار المسلوق من الجزر والبطاطس، وإضافة صفار البيض تدريجياً كما يمكن هرسه مع البطاطس المسلوقة جيداً.الشهر السادس ا الرضاعة الطبيعية + فاكهة -موز، تفاح، مشمش، خوخ، عنب- أو وجبة من مسحوق دقيق الحبوب، والحليب بالفواكه، كما يمكن إعطاء الطفل جبناً، وفولاً مقشوراً، وكلها تمد الطفل بكمية عالية من السعرات الحرارية اللازمة له، وهي سهلة الابتلاع، هلامية يمكن إعطاؤها قبل ظهور الأسنان، كما أنها تفيد في حالات القيء الاعتيادي في الأشهر الأولى؛ لكونها غليظة القوام مما يقلل من رجوع اللبن من المعدة، إلى جانب أنها مزودة بالفيتامينات خاصة فيتامين "ج" الذي يساعد على امتصاص الجسم للحديد الموجود في الحبوب بطريقة أفضل.برنامج تغذية من7-12 شهراً الشهر السابع: الرضاعة الطبيعية + إضافة صدر دجاجة، أو كبدة الدجاج بعد ضربها بالخلاط إلى شوربة الخضار، إضافة إلى وجبات جديدة تتمثل في المهلبية وكبدة فراخ أو لحم بتلو، الزبد، عصير الطماطم، ويكون برنامج التغذية كالتالي: "6 صباحاً لبن، 10 صباحاً وجبة الحبوب، 2 ظهراً زبادي أو خضار مع لحوم أو دجاج أو كبدة، 6 مساء كوكتيل فاكهة أو مهلبية، 10 مساء لبن". الشهر الثامن: الرضاعة الطبيعية + وجبات جديدة مثل صفار البيض، الفول -للبنات وحدهن- ولا يُعطَى للذكور إلا حسب إرشادات الطبيب، خضروات جديدة -سبانخ، كرفس،خرشوف- كما يضاف بياض البيض تدريجياً+ لحم بتلو أحمر، برنامج التغذية: 7 صباحاً رضعة لبن ثم بعد ساعة أو ساعتين غذاء حبوب مع بيض أو فول مع بيض، 12 ظهراً خضار مع فراخ أو لحوم أو كبدة أو خضار باللحوم. الشهر التاسع: رضاعة عند الحاجة، وجبات جديدة مثل: الجبن وهي مصدر للكالسيوم والفسفور، لسان العصفور أو الشعرية تزود الطفل بسعرات حرارية وطاقة، السمك ويعد مصدراً هاماً للبروتينات والفسفور. الشهر العاشر: الخطوة الجديدة هي عدم استعمال الخلاط في تحضير الخضار لطفلك، ويُعطَى مهروساً ومدهوكاً بالشوكة أو الملعقة بعد سلقه جيداً، وحاولي إعطاءه كل صنف منفصلاً عن الآخر حتى يبدأ في معرفة الأنواع والتعرف على مذاقها، والجديد: بوريه البطاطس أو السبانخ أو البسلة باللبن لتجعل الطفل يمضغ. الشهر الحادي والثاني عشر الشهر الحادي عشر: طفلك يستطيع مضغ الأكل ولكن ليس مستعداً بعد لأكل المتبل، يمكنه تناول لبن كامل الدسم عن طريق كوب الشرب أو فنجان، ليستطيع بناء عظامه وأسنانه. الشهر الثاني عشر: رضاعة عند الحاجة، إدخال ظهر السمك المشوي، أو لحم ورك دجاج (مهريّ)، أرز مسلوق، خضار مطبوخ خفيف مع الأرز أو مكرونة، والأفضل في هذا الشهر أن تستمري على نظام الوجبات الأربعة، أو 7-8 إفطار، 12-1 ظهراً خضار ونشويات ولحوم وفاكهة، 7-8 مساءً كويكر أو مهلبية أو زبادي بالفاكهة.نصائح لنجاح عملية تغذية الطفل الرضاعة الطبيعية هي المفضلة دائماً وحتى نهاية العام الثاني كما أوصاناالله، الطفل لم يعتد البلع بعد، يجب استخدام ملعقة صغيرة تناسب فمه، مع الحرص على أن يكون الطعام سائلاً قدر الإمكان؛ حتى يكون سهل البلع والهضم، وينصح بكميات صغيرة في البداية؛ حتى يعتاد عليه ثم تزداد تدريجياً. تُعطَى الوجبات قبل الرضاعة حتى يتقبلها، ويفضل إعطاء الوجبة الجديدة لمدة 5 - 7 أيام متواصلة؛ حتى يتعود على طعمها، ثم تضاف الوجبة الأخرى بعد ذلك وهكذا، ولا يجب إدخال وجبتين جديدتين في الوقت نفسه؛ حتى لا يرتبك الطفل ويرفض الوجبتين. إذا رفض الطفل الوجبة واستمر في رفضه لمدة 5 - 7 أيام متواصلة؛ فهذا يعني أنه لا يستسيغ طعم هذا الطعام؛ فينصح بتغييره وعدم الضغط عليه أكثر من ذلك تقل شهية الطفل بدرجة عالية عند بلوغه العام الأول وهذا شيء طبيعي، ولا توجد مواعيد محددة للرضاعة الطبيعية أو الصناعية، ولكن حين يجوع الطفل يرضع. لا يجب إعطاء الطفل الرضعة كلما بكى؛ فربما يكون البكاء لسبب آخرغير الجوع -مغص، بلل الحفاض- فلا بد من معرفة سبب البكاء.
مشاركة :