أحمد الحداد: إخراج الزكاة وجبات طعام في هذا الظرف من مقاصد الشريعة

  • 4/20/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد، كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، أن إخراج الزكاة في شهر رمضان المبارك وفي هذه السنة تحديداً على شكل وجبات طعام هو من أهم مقاصد الشريعة ومن أهم مقاصد الزكاة، لأنها تحقق بذلك الأمن الغذائي للمحتاجين ممن تضرروا بسبب تفشي وباء وفيروس كورونا المستجد في العالم (جائحة كوفيد-19)، والذين ليسوا محتاجين إلى النقد بقدر حاجتهم إلى الطعام والشراب. داعياً فضيلته المتبرعين والخيّرين والحريصين على العطاء وفعل الخير من الأفراد والمؤسسات في المجتمع الإماراتي إلى المشاركة الفاعلة والمكثفة بالتبرعات والصدقات وأموال الزكاة في حملة "10 ملايين وجبة"، لتوفير وجبات الطعام والطرود الغذائية والتموينية للمحتاجين، ومساندة الفئات الهشة الأكثر تأثراً بهذه الأزمة العالمية. وأهاب فضيلته بجميع المقتدرين والمستطيعين إلى المبادرة والمساهمة في الحملة الوطنية المجتمعية الأكبر من نوعها على مستوى الدولة لتقديم الدعم الغذائي للفئات المتعففة في المجتمع، والتي أطلقتها حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، رئيس مجلس أمناء بنك الإمارات للطعام، وذلك بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وتنظم الحملة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية بالتعاون مع "صندوق التضامن المجتمعي ضد كوفيد-19"، الذي أطلقته دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي للمساهمة في إنجاح جهود مكافحة تفشي وباء فيروس كورونا المستجد، عبر إتاحة الفرصة للراغبين في تأدية مسؤولياتهم وواجباتهم تجاه المجتمع وبما يعين على توحيد الجهود للتصدي لهذا الوباء. مقصد شرعي وقال الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد: "بعد شكر الله تعالى والثناء عليه، نسدي بالغ الشكر وأخلصه لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله، على مبادرته الجديدة "حملة 10 ملايين وجبة" في الإمارات، التي أطلقها سموه مع سمو الشيخة هند بنت مكتوم، حفظها الله ومتعها بالصحة والعافية، لإطعام المساكين والفقراء والعمال الذين لزموا بيوتهم بموجب "برنامج التعقيم الوطني" الذي أطلقته الدولة المباركة، ودعت الناس من خلاله للبقاء في منازلهم حفاظاً على صحتهم وسلامتهم من هذا الوباء، وهذا الفيروس المنتشر، وهم بحاجة ماسة لطعامهم وشرابهم وغذائهم وما يحفظ صحتهم في هذه الفترة التي يلتزمون فيها بيوتهم". وأضاف فضيلته: "هذه الحملة المباركة تقتضي من الجميع أن يسهموا فيها، وأن يبادروا فيها، وأن يدعموها بما يستطيعون من صدقاتهم وتبرعاتهم ومن زكواتهم؛ فإن الزكاة تصحّ لهؤلاء الفقراء المسلمين ولغيرهم تأليفاً لقلوبهم، وإخراجها وجبات طعام هو في هذا الظرف من مقاصد الشريعة لحفظهم وبقاء مُهَج حياتهم وبقائهم في الرعاية الصحية والمعيشية. وإخراج الزكاة نقداً أو إخراجها طعاماً أو إخراجها وجبات يحقق هذا الغرض الشرعي الذي كفله الشارعُ الحكيم لكل الفقراء والمساكين والمحتاجين". أمن غذائي وحول إخراج الزكاة وإطعام الطعام في شهر رمضان المبارك، قال كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء بدبي: "إذا كان الناس يبادرون بإخراج الزكاة في الشهر الكريم، فإخراجها في هذا الشهر الكريم وفي هذه السنة وجبات طعام هو من أهم مقاصد الشريعة ومن أهم مقاصد الزكاة، لأنها تحقق بذلك الأمن الغذائي لهؤلاء، وليسوا محتاجين إلى النقد بقدر حاجتهم إلى الطعام والشراب". وأضاف فضيلته: "نهيب بالتجار والمحسنين ومن لديهم زكوات ومن لديهم صدقات وتبرعات أن يسهموا في هذه الحملة بما يستطيعون تخفيفاً للعبء الذي تواجهه بعض القطاعات في المجتمع، وإيصالاً لزكاتهم لمستحقيها، فإنها مضمونة الوصول إلى المستحقين بمثل هذه الوجبات؛ فإنه لا يأخذ هذه الوجبة إلّا فقير محتاج، مقطوع عن كسبه، مقطوع عن عمله، وبحاجة إلى طعام وشراب وغذاء في هذا الظرف الاستثنائي. فنحن نهيب بالمزكين والمتصدقين والمتبرعين بأن يبادروا في العون والمساهمة في هذه الحملة المباركة أداء لواجبهم الشرعي في إخراج الزكاة وتقرباً إلى الله بالصدقات والتبرعات في هذا الشهر الكريم الذي تكون الحسنة فيه بعشر أمثالها". وبيّن فضيلته أن "من فطّر صائماً فله مثل أجره؛ فهذا من باب تفطير الصائم، ومن باب إخراج الزكاة، ومن باب الصدقة، ومن باب إطعام الطعام للمساكين الذي نوّه الله عز وجلّ به بقوله: (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً)، وتنفيذاً لقوله صلى الله عليه وسلم: (والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره إلى جنبه جائع)؛ فهؤلاء جيراننا وإخواننا ويعيشون بيننا، فلا بد من إطعامهم، وتوفير الغذاء اللازم لهم وما يحتاجون من مستلزمات حياتهم". وأجمل فضيلة المفتي بالقول: "فلذلك يتعين على كل من كان مستطيعاً؛ ممن كان مزكياً أو كان متصدقاً أو كان متبرعاً، أن يسهم في هذه الحملة بما يقدر." الرغبة في الخير وقال الدكتور الحداد: "نسأل الله عز وجل أن يجعلها في ميزان المتصدقين والمتبرعين والمزكين، وقبل ذلك في ميزان حسنات من أطلق هذه المبادرة الكريمة التي تدل على إحساسه العظيم بمسؤوليته ورغبته في الخير وفي أن يساهم الناس في الخير، ولم يستأثر بالخير لنفسه، وكذلك وفاءً لهؤلاء الفقراء والمحتاجين الذين يعيشون بين ظهرانينا". وأضاف: "ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعل ذلك كله في ميزان حسنات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وسمو الشيخة هند بنت مكتوم، حفظهما الله، وأن يرفع الله هذه الغمة ويكشف هذا البلاء عاجلاً غير آجل، وأن يعيد لنا أمننا واستقرارنا واقتصادنا وازدهارنا وحياتنا الكريمة التي كنا عليها وأفضل من ذلك إن شاء الله في هذا الشهر الكريم". وختم فضيلته موصياً باغتنام الشهر الفضيل للإخلاص في الدعاء قائلاً: "أوصي نفسي وإخواني من المسلمين وغيرهم بأن يتضرعوا إلى الله في هذا الشهر الكريم بصدق وإخلاص وإنابة بالدعاء والتضرع والابتهال بأن يكشف الله عز وجل الغمة ويزيل هذا البلاء، فإن دعاء الصائم مستجاب لا شك فيه، ولا سيما عند فطره؛ فإن للصائم عند فطره دعوة لا ترد. فلنكثر من الدعاء والتضرع والابتهال لله عز وجل أن يكشف هذه الغمة ويزيل هذا البلاء ويحفظ شيوخنا ويبارك في دولتنا ويبارك في شعبنا ويبارك في الناس أجمعين، وأن يجعلنا آمنين مطمئنين مستقرين عاجلاً غير آجل بمنّه وكرمه. وصلى الله وسلّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين".كلمات دالة: فيروس كورونا ، كوفيد-19، شهر رمضان ، زكاة، 10 ملايين وجبة، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :