نشرت قناة الجزيرة القطرية، بالنسخة الإنجليزية، تقريرا مصورا عن حالة مسلمي اليونان القاطنين في مدينة كوموتيني شمال اليونان. وكعادة قناة الجزيرة بدأت التقرير بنشر أيديولوجية وسياسة حزب العدالة والتنمية التركي، فقناة الجزيرة أصبحت بوقا لأردوغان والإخوان في نشر أكاذيبهم، وذكرت في تقريرها حالة الضعف والذل التي تعيشها الأقلية المسلمة في اليونان، وهو ما ينافي الواقع الذي نراه في الحياة العامة لمسلمي هذا البلد.وقال أحد الصحفيين اليونانيين تعقيبا على تقرير قناة الجزيرة القطرية: ليس من المفاجئ أن قطر الديكتاتورية والتي قدمت في السابق دعما لوجستيًا وماليًا لتنظيم داعش، أن تدعم الدعاية التركية للادعاء بأن الأقلية المسلمة في مدينة كوموتيني تتعرض للتمييز من قبل الدولة اليونانية.وأضاف الصحفي اليوناني: هناك أكثر من 150000 مسلم في منطقة تراقيا الغربية التي تشكل كوموتيني عاصمة لها، لكن هذا لا يجعلهم أتراك عرقيا بشكل تلقائي، ما فشل منفذ الدعاية القطري في ذكره هو أنه ضمن ذلك العدد ليس فقط من أصل تركي، ولكن أيضًا من الروما المسلمين والمسلمين السلافيين المعروفين باسم بوماك وهناك أيضا بعض المسلمين اليونانيين العرقيين الذين تحولوا خلال العصر العثماني لكنهم حافظوا على هويتهم اليونانية.وفي وقت سابق بداية عام 1999، أكدت الحكومة اليونانية أن 50% من المسلمين في منطقة تراقيا هم من الأتراك، و35% من البوماك و15% من الروما. بالطبع تجاهلت قناة الجزيرة هذه الحقيقة واستمرت في تكرار الشعار بأن جميع 150000 مسلم في تراقيا الغربية كانوا أتراك، نافين هوية المسلمين اليونانيين والروما والبوماك لخدمة أجندة أنقرة ضد اليونان.وانتقد الكثير من اليونانيين هذا التقرير، حيث ذكر أحد أنصار أردوغان اليونانيين في تقرير الجزيرة "تشعر بأنك مجبر على الاختباء، أو عدم الكشف عن اسمك، أو عدم القدرة على التعبير عن هويتك بحرية. هكذا هو وضع المسلمين هنا". ولكن هذا الادعاء السخيف يكشف كيف تتلاعب الجزيرة بعقول متابعيها، وكيف تنشر أكاذيب أردوغان والإخوان في قنواتها، فمراسل الجزيرة الذي زار مناطق المسلمين في شمال اليونان لم ير الأندية الثقافية حيث يرتدي الأطفال الأزياء التركية التقليدية بكل حرية، ويستمعون فيها إلى الموسيقى ذات الطابق العثماني القديم ويرقصون عليها.تقرير قناة الفتنة وصف الأقلية المسلمة في اليونان بالأقلية التركية، وهذا ليس دقيقا، فالمسلمون في اليونان هم يونانيون ويتمتعون بالحقوق التي يتمتع بها كافة أبناء وبنات الشعب اليوناني، من حق الانتخاب واحترام حقوق الإنسان وتطبيق دينهم على أرض الواقع كما يتمنون.أكد مصطفى مصطفى، النائب عن حزب رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس، من مدينته الحدودية البالغ عدد سكانها 60 ألفا، أن "أبناء الأقلية المسلمة ومواطنيهم اليونانيين يتعايشون مع بعضهم البعض". وأضاف أن الأقلية المسلمة في شمال اليونان تود أن تكون جسرا للسلام والصداقة وأن نعيش بسلام مع الجميع.وتابع: لم يعد خافيا أنّ أردوغان ينظر إلى نفسه على أنّه خليفة غير متوّج للمسلمين، مستندا في ذلك إلى الإرث التاريخي للعثمانيين، وأحلام أردوغان تريد السيطرة على الدول العثمانية سابقا بديلاً عن الإخفاق في الدخول في الوحدة الأوروبية، ولأجل ذلك الهدف يتخذ من الأقليات الدينية في المنطفة والخلفية التاريخية العثمانية لبعض الدول سبيلاً إلى ذلك.في سبيل الأوهام العثمانية لأردوغان، اتجه الديكتاتور التركي إلى ممارسات تكشف أحلامه العثمانية؛ حيث قام ببناء قاعدة عسكرية في قطر، ثم قاعدة عسكرية أخرى في السودان في عهد عمر البشير، وما زال يمارس التدخل في الشأن الليبي بما يؤدي إلى حلمه لمحاصرة مصر وتصدير جماعات العنف والعمليات الإرهابية إليها.وصرحت مواطنة مسلمة طلبت عدم الكشف عن اسمها تقطن مدينة كوموتيني، أنه "من المحزن أن يتم استخدام بهذه الطريقة الرخيصه من قبل الرئيس التركى"، وأضافت: إن أهالي كوموتيني أشخاص عاديون مثلنا، هم يدفعون ثمن المصالح السياسية لبعض الدول.
مشاركة :