لم تعد «المهبولة» منطقة على الهامش بعد الآن، فالعزل الذي فرضته السلطات الحكومية عليها كشف في طياته الكثير من السلبيات التي كانت توجد بهذه المنطقة الاستثمارية التي غابت عنها المشاريع الحكومية لفترات طويلة، وأصبحت ملجأ للعمالة الوافدة وتسير على خطى جليب الشيوخ، ولكن لصغر حجمها مقارنة بالجليب لم تصل لما وصلت إليه الأخيرة.فالعزل الكلي للمهبولة أظهر عدم تنظيم المنطقة وعدم وصول مشاريع المياه لكل قسائمها الاستثمارية والتجارية، وأن الطرق الرئيسية لم يتم تحديث التفافات عكسية بها ما يضطر مرتادوها أن يذهبوا لآخر الطريق للحصول على استدارة، هذا بالإضافة الى تكون بؤر لتجمعات العمالة الوافدة المخالفة لقانون الإقامة ما جعلهم يمارسون أعمالاً مشبوهة وممنوعة مثل تجارة الخمور ولعب القمار وبيع المسروقات وممارسة الدعارة وغيرها.كما أن المهبولة تفتقد للمرافق المهمة مثل المستوصف الطبي حيث لم ينشأ في المنطقة التي تضم ما يزيد على 200 ألف نسمة أي مستوصف صحي حكومي، ولم ينشأ فيها أي فرع لجمعيات تعاونية وكل ما فيها هو «قيصريات» تجارية تم الاستحواذ عليها لتكون محلات هواتف وبعض المقاهي ونادرا ما تجد سوقاً مركزياً، بالاضافة لعدم وجود مركز للشرطة «مخفر» وغيرها من الخدمات التي جعلت الكثير من المواطنين يعزفون عن السكن فيها وتركها للعمالة الوافدة، حيث قدر عدد السكان الكويتيين في المهبولة التي تعج بالشقق التمليك بـ3000 نسمة من أصل 200 ألف نسمة.كما حدّدت وزارة الداخلية فئات يحق لها الدخول والخروج لتقديم الخدمات للمنطقة، وهي موظفو وزارة الصحة والبلدية وبعض القطاعات الأمنية والحرس الوطني والتناكر الخاصة بالمياه وشاحنات التموينات الغذائية، فيما سمحت للمواطنين القاطنين في المنطقة بالخروج والدخول أثناء ساعات السماح المحددة بغير أوقات الحظر الجزئي.وعلى الصعيد الصحي، فقد باشرت وزارة الصحة بالتعاون مع الحرس الوطني بإنشاء مستشفى ميداني للمنطقة وذلك لعدم وجود مستوصف رسمي، وتم تجهيز المستشفى وعياداته خلال 5 أيام وباشر باستقبال الحالات وفرزها وتم إنشاء قاعة كبيرة للحجر الصحي للمشتبه بإصابتهم بالفيروس، بالاضافة الى مباشرة وزارة الصحة الفحص لمجاميع من الوافدين في المنطقة ولا تزال أعمال الفحص قائمة.وبالنسبة للجانب الاستهلاكي، فقد سمحت الجهات المعنية لمراكز التسوق الغذائي والبقالات بالعمل في المنطقة لمنع التلاعب في الأسعار والتكدس أمام هذه المراكز، حيث وفرت وزارة الشؤون الاجتماعية وبالتعاون مع جمعية الفنطاس فرعاً للجمعية التعاونية يخدم أهالي المنطقة لتوفير جميع المستلزمات المعيشية والاستهلاكية بالإضافة إلى فرع الغاز ولم تقف الأمور عند هذا الحد حيث تعمل جمعية أبو فطيرة التعاونية على توفير فرع آخر لجمعيتها في المهبولة.ولم تتوقف الجهود التطوعية والخدمات الإنسانية التي يشرف عليها الدفاع المدني، حيث وزعت الجمعيات الخيرية والهلال الأحمر الكويتي السلال الغذائية على أهالي المنطقة كما تم توزيع الوجبات اليومية على العمالة بالإضافة إلى توزيع الخبز بشكل يومي لهم.وفي السياق ذاته، ينتظر أهالي جليب الشيوخ نهاية العزل الكلي الذي فرض عليهم في بداية الشهرالجاري وعودة الحياة الطبيعية لمرافقها.وخلال أسبوعين بذلت الجهات الحكومية جهوداً مضنية في خدمة سكان المنطقة، حيث تم توفير كل المستلزمات الاستهلاكية والمعيشية للسكان، ولم يشعر السكان بأي نقص من احتياجاتهم الأساسية وسط تواجد أمني كبير، وتواجد متطوعي الدفاع المدني من أبناء الكويت الذين ضربوا أروع الأمثلة في تقديم الدعم والعون للجهات الحكومية في مساعدة أهالي المنطقة.
مشاركة :