العسكر: لا يمكن التنبؤ بنهاية جائحة كورونا وعلى الشركات إعادة خططها لمواجهة آثارها ‎

  • 4/21/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد هشام العسكر المستشار القانوني المتخصص في أنظمة الشركات والأوراق المالية والباحث في الشؤون الاقتصادية، أنه لا أحد يستطيع أن يتنبأ متى ستنتهي فعلياً هذه الأزمة أو متى سيعود الاقتصاد العالمي للانتعاش مرة أخرى فنحن أمام حدث جديد على العالم بأسره. وفي التفاصيل قال "العسكر" في لقاء أجرته قناة العربية: صحيح أنه ولله الحمد في المملكة نتمتع باقتصاد متين وقوي جداً لكننا جزء من هذا العالم نؤثر ونتأثر به كما أن هنالك بعض الشركات التي تتأثر بما يحدث حول العالم بشكل سريع وخاصة تلك الشركات التي تعتمد على سلع استيرادية من الخارج، لكن بغض النظر عن كوننا لا نعلم متى ستنتهي هذه الجائحة وما هي الآثار الاقتصادية الناجمة عنها لكننا نملك الأخذ بالاحتياطات اللازمة بقدر المستطاع والتي من شأنها تخفيف وطأة الأثر المتعلق بهذه الأزمة. وأضاف: من وجهة نظري يجب على مجالس الإدارة في الشركات وإداراتها التنفيذية أن تعي حجم الأزمة وتأثيراتها المستقبلية القريبة على الاقتصاد بشكل عام، وأن تقوم بإعادة رسم إستراتيجيات جديدة للحد والتقليل من الأثر المصاحب لفترة الإغلاق حيث إن هذا الأثر لن يتضح إلا في نتائج الربع الثاني والثالث من هذا العام، بل ولابد من أن يكون لديها خطط مستقبلية قصيرة المدى للعامين القادمين، حيث إن هذه الأزمة حتى وإن انتهت فإنه سيكون لها تأثير مستقبلي على الاقتصاد العالمي خلال العام القادم، مما يستوجب أهمية تعديل الخطط الإستراتيجية لجميع الشركات وخاصة التي ستتأثر بشكل مباشر بهذه الأزمة. وعما إذا كانت هنالك قطاعات من الشركات ستتأثر بشكل أكبر من غيرها من هذه الأزمة وما هي، قال العسكر إن هنالك بعض الشركات سيكون تأثرها بشكل سريع مثل التي تعتمد على الاستيراد بشكل كبير أو أيضاً تلك التي يشغل التصدير جزءاً من سلعتها المحلية مثل الشركات البتروكيماوية وخاصة المعتمدة على السوق الصيني في تصديرها، وأنه يجب على تلك الشركات المصدرة للصين أو لغيرها من البلدان المتأثرة بشكل كبير أن تبدأ البحث عن بدائل أخرى في أسواق أخرى لم تتأثر بهذه الجائحة بشكل مؤقت للاستفادة من مبيعاتها وعدم تعطيل حركة التجارة بها، وذلك حتى تنتهي الصين من حل تلك الأزمة وإعادة بيعها مرة أخرى للصين أو غيرها من البلدان. وتابع: هناك بعض الشركات سيكون تأثرها أقل نسبياً تجاه الأزمة مثل شركات السلع الاستهلاكية وخدمات الاتصالات، والتجزئة المحلية إلى حد ما. وعن عودة الانتعاش للاقتصاد مرة أخرى بعد فترة الإغلاق، أوضح "العسكر" أن الخطوة الأولى لأي انتعاش هي توقف الناتج عن التقلص, إلا أن المسألة الأكثر أهمية هي الشكل الذي سيأخذه الانتعاش. ويدور النقاش حول ثلاثة سيناريوهات: V وU وW. فالانتعاش على شكل V سيكون قوياً، حيث سيتم إطلاق العنان للطلب, أما الانتعاش على شكل U فسيكون أضعف وأكثر استقراراً, وفي الشكل W، سيعود النمو إلى عدة فصول، ولكنه سيتوقف مرة أخرى. ويقول المتفائلون إن حجم الانكماش يبشّر بانتعاش قوي ويشيرون إلى أن أعمق فترات ركود أمريكا في فترة ما بعد الحرب كانت متبوعة بفترات انتعاش قوية. وفي العامين بعد ركود عام 1981-1982 مثلاً، ارتفع الناتج بمعدل سنوي يقارب 6 في المائة. وأردف: إنني لا أرى أن يسود الحذر تجاه هذه المسألة والسبب في ذلك أن مسببات الركود التي قد تلي هذه الجائحة هي بخلاف الأصول والمسببات التي أدت إلى الركود الماضي ما يجعل هذا يوحي بأن الانتعاش سيكون مزدوجاً. وخلافاً لفترات الركود المعتادة في فترة ما بعد الحرب، أو ما حدث في عام ٢٠٠٨ فالآن الأمر مختلف فالركود لن يكون نتيجة أزمة مالية فقط أو بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، لكن الأمر متعلق بصحة الإنسان، لهذا أرى أنه من الصعب التنبؤ على أي شكل سيكون الانتعاش حتى وإن خضعت لاجتهادات عدة بين السياسيين أو الاقتصاديين لكننا نأمل بحول الله أن يكون قريباً جداً وبإذن الله أن تكون المملكة أقل الدول المتضررة بحول الله لما تتمتع به من اقتصاد قوي جداً ومتين.

مشاركة :