شهدت العقود الآجلة للنفط الأمريكي هبوطا تاريخيا بأكثر من 300%، وسط صدمة عالمية حتى لأصحاب الخبرة في سوق النفط. تحولت العقود الآجلة للخام الأمريكي لشهر مايو المقبل إلى "سلبية" للمرة الأولى في تاريخها، حيث هبط سعر برميل النفط إلى نحو سالب 37.63 دولار، لكن ماذا يعني تداول النفط بالسالب؟.يقول توم كلوزا رئيس شركة عالمية لتقديم الخدمات وتحليل أسعار النفط إن هذا الانهيار لم يسبق له مثيل مع امتلاء المستودعات بالخام، وفقا لموقع "ماركت ووتش".وأدى انهيار العقود الآجلة للنفط الأمريكي لشهر مايو، التي يكون لها تاريخ محدد للتداول حيث يتم شراء النفط حاليا لكن التسليم يكون مستقبلا، إلى تخلص المتداولين من تلك العقود، التي تنتهي تلقائيا بتاريخ الثلاثاء، مما اضطر البائعين للدفع للمشترين مقابل التخلص من النفط.ويوضح كلوزا أن أسعار النفط السلبية هي علامة تشير إلى مستقبل الاقتصاد في ظل تفشي جائحة كورونا، مشيرا إلى احتمالية انخفاض أسعار البنزين بالنسبة للمستهلكين.ويشير الموقع إلى أن المتداولين ممن يمتلكون عقودا طويلة الأجل عليهم بيعها بشكل سريع في ظل مشاكل تخزين النفط وارتفاع كلفة التخزين.ويواجه المتداولون صعوبات تمنعهم من التخزين بسبب عدم توفر أماكن أو تخزينه بأسعار خيالية، إضافة إلى ذلك فإن الهبوط الحاد لم يكن انعكاسا دقيقا لأساسيات العرض والطلب.إضافة إلى ذلك،  انخفضت العقود الآجلة للنفط الأمريكي لشهر يونيو بنسبة 1.8% عند 20,43 دولار للبرميل، لكن الخبراء ينقسمون حول احتمالية تعافي السعر على المدى القريب، بينما يرى محللون أن الأمر إيجابي على المدى الطويل حيث تسجل العقود الآجلة لشهر ديسمبر 32 دولارا.ويستند الخبراء في توقعاتهم على ارتفاع سعر العقد طويل الأمد عن العقود التي اقترب أجل استحقاقها، لكن تفشي جائحة كورونا، لا يمكن أن يرسم ملامح مستقرة للنفط الأمريكي والاقتصاد بوجه عام.بدوره، يقول الخبير في اسواق الطاقة روبرت ياوجر إن الإمدادات تهدد بإرباك التخزين في الأسابيع المقبلة، موضحا أن  "فيضانات النفط الخام" لا تظهر أي علامات على التراجع.وأضاف أنه إذا استمرت مستويات تخزين النفط الخام في الارتفاع عند مستواها الحالي، فسوف تكسر المخزونات الأمريكية الرقم القياسي في كل أسبوعين وتصل إلى أقصى ما بين ثمانية إلى تسعة أسابيع، بينما يقول آخرون إنه من الخطأ قراء الانهيار في السعر كإشارة على عدم توفر مساحة للتخزين فقط.فيما يقول محللون إن تراجع العقود لن يُترجم بالضرورة إلى أسعار بنزين أرخص من أي وقت مضى، إلا أن أسعار البنزين انخفضت بالفعل في بعض الولايات إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من 10 سنوات.