أصبح بإمكان مشجعي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي أن يحلموا بلقب الدوري الذي ينتظرونه منذ 93 عاماً، وذلك بعد الإعلان عن شراء صندوق الاستثمارات العامة السعودي رسمياً النادي المعروف باسم «الماكيبس» مقابل 300 مليون جنيه استرليني(377 مليون دولار).وحسب صحيفة «تايمز» فإنه تم توقيع اليوم الاثنين كافة المستندات الخاصة بشراء نادي نيوكاسل، على أن يتم الإعلان الرسمي عن الصفقة فور موافقة رابطة الدوري الإنجليزي المتوقعة خلال فترة لا تتجاوز الثلاثة أسابيع.وتحدثت الصحف الإنجليزية عن الآمال العريضة التي تعلقها جماهير «الماكيبس» على الملاك الجدد، وتوقعت أن يسير النادي الذي يقع شمال شرق إنجلترا على خطى مانشستر سيتي الذي حقق إنجازات لافتة منذ انتقال ملكيته إلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة عام 2009.وكشفت الصحف أن الملاك الجدد لنادي نيوكاسل سيضخون نحو 200 مليون جنيه استرليني هذا الصيف لشراء لاعبين جدد، في حين تحدثت أن الإيطالي اليجري المدرب السابق لنادي يوفنتوس هو من سيقود الدفة الفنية.ويعود آخر لقب لنيوكاسل في الدوري الإنجليزي إلى موسم 1926-1927، ورغم الأحلام الكبيرة التي وضعتها جماهير النادي على حقبة الملياردير البريطاني مايك آشلي الذي اشترى الفريق صاحب القميص الأسود والأبيض الشهير عام 2007، إلا أنهم تعرضوا لصدمة وهم يرون ناديهم ينتقل من صدمة إلى أخرى، وأكثر من ذلك وخلال 13 عاماً على رأس النادي الشمالي القريب جغرافياً من اسكتلندا، هبط فريق نهر «تاين» مرتين إلى دوري الدرجة الثانية.لكن بإمكان جماهير نيوكاسل أن تعود إلى الحلم من جديد، بعد الانتقال إلى الملكية السعودية، كما بإمكانها التخلي عن إقامة التجمعات المعارضة لإدارة النادي، حيث لطالما عبرت مجموعات «تون آرمي» (جماهير النادي) عن سخطها من محاولات آشلي الإفادة من حصة النقل التلفزيوني، مقابل استثماره الضئيل وقلة حماسته لتحسين مستوى الفريق على أرض الملعب. ويقول متحدث باسم مجموعة رابطة المشجعين: «تم رفع لافتة شهيرة قبل بضع سنوات كُتب عليها: لا نطلب فريقاً يحقق الانتصارات، نطلب فريقاً يحاول. في السنوات الـ13 الأخيرة لم يكن لدينا فريق يحاول».وتابع: «تحت قيادته آشلي لم يكن هناك أي طموح، استثمار أو أمل في كيان رياضي. تواجد الكيان الرياضي من أجل البقاء ولا شيء أكثر من ذلك».ومن أبرز الأندية في إنجلترا التي حققت صعوداً صاروخياً بعد استحواذ مستثمرين خليجيين على ملكيتها، مانشستر سيتي الذي حصد اللقب المحلي تلو الآخر بدءاً من 2008، عندما اشتراه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان.قبل العام 2011، لم يكن سيتي قد أحرز أي لقب منذ 1976، قبل أن تنقلب الآية مع الملكية الإماراتية، أما نيوكاسل، فيعود لقبه الأخير غير الدوري إلى العام 1969 في كأس المدن والمعارض (أوروبا ليج راهناً).ويرى غراهام سونيس، مدرب نيوكاسل السابق والمحلل الحالي في شبكة «سكاي سبورتس»، أن المعنيين بالنادي «يتطلعون لشخص يأتي باستثمارات جديدة ويعيدهم إلى مكانهم الطبيعي، وهو النصف الأعلى من البريميرليج وربما دوري أبطال أوروبا».وستتحقق كل هذه الأحلام، لأن الملاك الجدد لا يعرفون إلا النجاح، وبحسب موقعه الرسمي، يسعى صندوق الاستثمارات العامة السعودي «إلى أن يصبح واحداً من أكبر الصناديق السيادية على مستوى العالم وذلك بالعمل على بناء محفظة استثمارية متنوعة ورائدة من خلال الاستثمار في الفرص الاستثمارية الجذابة على الصعيدين المحلي والدولي».يذكر أن نادي شيفيلد يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز يملكه الأمير السعودي عبدالله بن مساعد، فيما اشترى رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ نادي ألميريا الإسباني، الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية.خطط جريئةوتحدثت الصحف البريطانية عن أن الملاك الجدد أرسلوا وثائق في 350 صفحة، تتضمن تفاصيل الخطط المالية للنادي المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز.وتحدد الوثائق خططاً جريئة لضخ مئات الملايين في نيوكاسل في محاولة لإنشاء ناد قادر على المنافسة في دوري أبطال أوروبا، حيث تتضمن استثمارات جديدة على مدى ثلاث سنوات، ورعاية تجارية جديدة وخططاً للإدارة اليومية للنادي.وسيكون النادي مملوكاً جزياً من قبل صندوق الاستثمارات العامة بنسبة 80%، أما المستشارة المالية أماندا ستيفلي وعملاقا العقارات الشقيقان ديفيد وسيمون روبن فيمتلكان نسبة 10%.وقال التقرير: ترغب الإدارة الجديدة في تجديد ملعب نيوكاسل، وشراء لاعبين جدد، وتدريب الفئات السنية لمحاولة تحقيق نجاح مستدام.