استقبلت تركيا 3.6 ملايين لاجئ سوري هربوا من الحرب، ولكنهم وقعوا في جحيم اللجوء، يعانون في تركيا من العنصرية والاستغلال والمعيشة المريرة وخطر الترحيل الذي من الممكن أن يجتاحهم في أي لحظة. تجمع الآلاف من المواطنين الأتراك في وقت سابق، وقاموا بمظاهرات حاشدة، واعتدوا على المحلات التجارية التابعة للاجئين في إسطنبول، في تعبير عن الكراهية تجاههم، وقد كبدت تلك الاعتداءات أصحاب المحلات من اللاجئين خسائر كبيرة، في حين غابت التغطية الإعلامية التركية عن تلك المظاهرات، وذلك بحكم استحواذ الحكومة التركية ورجال الأعمال المقربين منها على الإعلام التركي. ويتعرض الأطفال السوريون في تركيا لأسوأ أنواع الاستغلال البشع وغير القانوني، وتجاهل حقوقهم الإنسانية والسياسية، حيث يقوم الأتراك بتشغيل الأطفال اللاجئين في مهن شاقة، مثل الفلاحة وإصلاح السيارات وأعمال البناء والصناعات الأخرى دون أن يكفلهم قانون العمل في تركيا، مما يعرضهم لخطر الترحيل جراء العمل دون تصريح، ويستمر عملهم بلا إجازات أو محفزات مالية عن ساعات العمل الإضافية، إضافة إلى تخلي الأطفال عن مقاعد الدراسة لكسب أجور زهيدة لا تكاد تكفيهم، لسد حاجات عوائلهم المعيشية. وعلى الصعيد نفسه، تتعرض اللاجئات السوريات العاملات لانتهاكات أسوأ وأبشع، من تحرش جنسي ومضايقات واعتداءات، دون أن يستطعن التقدم بشكوى ضد المتسببين بتلك الجرائم، وذلك لعملهن دون تصاريح، حيث بلغ عدد الذين يملكون تصاريح لمزاولة العمل 84 ألف لاجئ فقط من أصل 3.6 ملايين آخرين.
مشاركة :